فضل قبول الاعتذار
فضل قبول الاعتذار
يُعد الاعتذار من القيم الأخلاقية التي تعني طلب الطرف الآخر العفو والمسامحة، والاعتراف بالخطأ أو في حال الشعور بالتقصير حيال أمر ما، مما يجعلهُ من الفضائل الاجتماعية المُهمة لتعزيز وتوطيد العلاقات، ودفع مشاعر العدوان والكره بين الناس، والذي لا يُشترط أن يكون توضيحًا وبيانًا لسبب أو لحدث ما، بل هو من الشيم التي تعكس مدى رأفة صاحبها، وتواضعهِ، وحُسن تعاملهِ، وتتضمن أبرز فضائل قبول الاعتذار ما يلي:
التخلص من المشاعر السلبية
تفريغ المشاعر السلبية مثل الغضب، وتجنب تراكمها؛ مما يُعزز من قوة العلاقات الشخصية بين الأفراد.
الشعور بالسلام الداخلي
يزيد قبول الاعتذار من شعور السلام الداخلي؛ مما يساعد في التخلص من الألم الناجم عن المواقف المتعددة.
تحسين صحة الفرد النفسية والجسدية
يعود شعور الاعتذار بمجموعة من الفوائد الصحية على الفرد، إذ يقلل من احتمالية التعرّض للتوتر أو القلق المؤثر سلبًا على مستويات ضغط الدم، وصحة القلب، ووظيفة الجهاز المناعي، كما يساعد في الحماية من الأرق، والتعرض للتشنجات العضلية، وينعكس إيجابيًا على نفسية الفرد مما يزيد من الثقة في النفس والتصالح مع الذات.
تجنب الشعور بالذنب
يتحمل الشخص مسؤولية الأفعال الصادرة منهُ عند الاعتذار، مما يساعد في كسب الاحترام، وتجنّب الشعور بالذنب، ويعكس الاعتذار مدى شجاعة الفرد وتواضعهِ؛ والذي بدوره يزيد من احترام الذات .
الآثار السلبية لعدم قبول الاعتذار
رغم سهولة الاعتذار والاعتراف بالذنب أحيانًا؛ إلا أنّ معظم الأطراف المعنية لا تقبل الاعتذار مما يترتب عليه تفشي سوء الظن بيت الناس، وظهور التُهم، واستقرار المشاعر السلبية في القلب، ولا يعني قبول الأعذار الضعف، بل يجدر بالشخص قبول العذر بالعفو والصفح وطيب النفس؛ وذلك لما يترتب عليه من فضل ينعكس إيجابيًا على البيئة المحيطة.
نصائح وخطوات لقبول الاعتذار
عادةً ما يستصعب أغلب الأفراد مسامحة الطرف المقابل وقبول العذر؛ نتيجةً لحدوث سوء فهم مبني على أن الاعتذار يلغي تمامًا ما حدث، ويترتب عليه نسيان النتائج الناجمة عن الموقف، وسهولة عودة العلاقات إلى مجراها، مما يجعلهُ تحدّيًا صعب القبول لدى البعض، إلا أنّ الحقيقة تعني عكس ذلك تمامًا، إذ يعكس قبول الاعتذار مدى رحابة صدر المتلقي، وسيطرته على مشاعرهِ، إلا أنّه لا يمكن تمثيل قبول الاعتذار وتقبلهِ فقط للتخلص من الموقف؛ وذلك لأنه شعور ناجم عن داخل الإنسان مرتبط بالعاطفة والصدق ليكون تأثيره إيجابياً، ويمكن أن يكون الشخص مسامحًا بتتبع النصائح التالية:
- التفكير بشكلٍ إيجابي، ومحاولة معرفة الأسباب المؤدية لحصول مواقف تتطلب المسامحة والنظر للجانب المشرق من الموقف.
- محاولة التعاطف مع المواقف الصغيرة مما يجعل الشخص أكثر قدرة على مسامحة المواقف الأصعب.
- تجنب جلد الذات، والتسامح مع النفس، مما يعزز من الثقة بالذات ويسهل قبول الاعتذار.
- التسامح وقبول الاعتذار شعور نابغ عن قناعة شخصية من قبل الفرد، لذلك قد لا يكون هنالك حاجة لمقابلة الشخص المراد مسامحته وجهًا لوجه، إذ يمكن فرض نية القبول وتطبيقها، إضافةً إلى إمكانية إرسال رسائل نصية أو الاستعانة بشخص قريب للتحدث عن كيفية الغفران والتسامح.