فضل صيام عاشوراء
فضل صيام عاشوراء
ثبت أنّ صيام يوم عاشوراء يُكفّر السنة الماضية للمسلم، وهذا فضلٌ عظيمٌ من الله -سبحانه- أن جعل هذا العمل اليسير بثوابٍ عظيم، وبيان فضائل صيامه بتفصيلٍ أكثر فيما يأتي:
- تكفير السنة الماضية، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (... صِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ).
- يوم عاشوراء يومٌ عظيم، وفي صيامه اقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد كان يتحرّى صيامه ويقصده حتى لا يُضيّع ثوابه، فعن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: (ما رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَومٍ فَضَّلَهُ علَى غيرِهِ إلَّا هذا اليَومَ؛ يَومَ عَاشُورَاءَ، وهذا الشَّهْرَ. يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ).
- يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرّم ، والصيام في هذا الشهر له ثوابٌ عظيم، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (... أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ).
- يوم عاشوراء يومٌ يتذكّر فيه أهل الإيمان نصرة الله -تعالى- لأوليائه، وهزيمته لأعدائهم، وأنّ العاقبة للمتّقين؛ ذلكم أنّ الصبر في طريق الدعوة مؤذِنٌ بلا شكّ بالنّهايات المبشّرة، وهذه سُنّة الله التي لا تتخلّف ولا تتبدّل، وصدق الله -تعالى- إذ يقول: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ).
- في صيامه تربيةٌ للمسلمين على التنافس بفعل الخيرات، فقد حثّ النبي الكريم على صومه، لكنه ترك الأمر إلى اختيار المسلم حتى يُبيّن المتسابق للخيرات من غيره.
ما هي الذنوب التي يكفرها صوم عاشوراء؟
أوضحنا فيما سبق أنّ الفضل الأساسي لصيام هذا اليوم هو تكفير السنة الماضية للمسلم، ولكن يرى جمهور أهل العلم أنّ المقصود هنا الصغائر دون الكبائر، لأنّ الكبائر تحتاج إلى توبة صادقة، فإن لم يكن لصاحبها صغائر فيُرجى أن تُخفّف من إثم الكبائر.
وإن لم يكن له صغائر ولا كبائر كان الأجر برفع درجاته في الجنة، ويرى بعض أهل العلم أن الحديث على إطلاقه يشمل تكفير الصغائر والكبائر، لكنّ الذي عليه الأكثر هو القول الأول.
سبب صيام النبي ليوم عاشوراء
في يوم عاشوراء نجّى الله -تعالى- سيدنا موسى -عليه السلام- والمؤمنين معه، و أغرق فرعون وقومه ، حيث إنّ الله -تعالى- بعث سيدنا موسى إلى قوم فرعون يدعوهم إلى عبادته وحده، فأبى فرعون أن يؤمن بالله، واتّهم سيدنا موسى بالسحر، وكان نتاج ذلك أنْ أغرقه الله هو ومَن معه بالبحر، لذلك صام سيدنا موسى في اليوم العاشر من شهر محرم شكراً لله على فضله ونِعمه بأن أنجاه ومن معه من فرعون وقومه.
ولذلك أيضاً حثّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على صيامه ورغّب فيه، فقد ثبت عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنّه قال: (قَدِمَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَومَ عاشُوراءَ، فَقالَ: ما هذا؟ قالوا: هذا يَوْمٌ صَالِحٌ؛ هذا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إسْرَائِيلَ مِن عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى. قالَ: فأنَا أحَقُّ بمُوسَى مِنكُمْ، فَصَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ).
صيام تاسوعاء وعاشوراء
حثّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- على صيام يوم تاسوعاء مع عاشوراء؛ مخالفةً لليهود، فعن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: (حِينَ صَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَومَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بصِيَامِهِ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، إنَّه يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فَإِذَا كانَ العَامُ المُقْبِلُ -إنْ شَاءَ اللَّهُ- صُمْنَا اليومَ التَّاسِعَ، قالَ: فَلَمْ يَأْتِ العَامُ المُقْبِلُ حتَّى تُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ).
ويُشرع للمسلم أيضاً أن يصوم قبل يوم عاشوراء يوم وبعده يوم، فيصوم ثلاثة أيام، أو يقتصر على صيام اليوم الذي قبله معه، أو اليوم الذي بعده معه، فقد أُسندت العديد من الروايات إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- التي تدلّ على جواز فعل هذه الأمور بحسب الاستطاعة، ففي كلّها مخالفة لليهود.