فضائل قول سبحان الله والحمد لله
الأعمال الصالحة
إن من أفضل الأعمال الصالحة التي يتقرّب بها العبد المسلم إلى ربه جلّ وعلا ذكر الله -سبحانه- وتعالى، إذ إن الذكر من أنواع العبادات التي جاء الدين الإسلامي بالحثّ عليه والإكثار منه، حيث نبّه على أهميته وأعطاه المنزلة الرفيعة العالية، فذِكر الله نعمة وفضل منه -سبحانه- للعبد؛ إذ إنه عبادة يسيرة يترتب عليها عظيم الأجر وجزيل الثواب، تؤدى في أي وقت وأي مكان، فحريّ بالعبد المسلم أن يُشغل وقته بذكر الله، فقال الله في كتابه: (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا).
فضائل قول سبحان الله والحمد لله
إن من ذكر الله -سبحانه وتعالى- قول: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر"، وقد رتّب الشارع العديد من الفضائل المترتبة على قولهنّ والمحافظة عليهنّ، فيما يلي بيان أهم هذه الفضائل:
أنهنّ أحب الكلام إلى الله تعالى
ورد في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه المروي عن الصحابي الجليل سمرة بن جندب -رضي الله عنه- أن أحبّ الكلام إلى الله تعالى قول: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر"، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (أَحَبُّ الكَلامِ إلى اللهِ أرْبَعٌ: سُبْحانَ اللهِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ. لا يَضُرُّكَ بأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ)؛ حيث إن هؤلاء الكلمات الأربع تتضمن تنزيه الله تعالى عن كل ما لا يليق بجلاله وكماله سبحانه، والثناء عليه، وإظهار شكره ومدحه، وإفراده ب الوحدانية والألوهية، واستحقاقه بالعبادة، وإثبات عظمته وكبريائه.
أنهنّ أحب إلى النبي مما طلعت عليه الشمس
حيث إن قول هؤلاء الكلمات أحب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- من الدنيا وما فيها من الأموال وغير ذلك، لقوله صلى الله عليه وسلم: (لأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ ممَّا طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ).
أنهنّ مكفرات للذنوب والخطايا
حيث إن قول هؤلاء الكلمات سبب ل تكفير الذنوب والخطايا ومحو السيئات؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (من قال حين يأوي إلى فراشِه: (لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، له الملكُ، وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ ، لا حول ولا قوةَ إلا بالله العليِّ العظيمِ، سبحان اللهِ، والحمدُ لله، ولا إله إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ)؛ غُفِرَتْ له ذنوبُه ولو كانت مثلَ زَبَدِ البحرِ).
أنهنّ غراس الجنة
حيث وضّح النبي -صلى الله عليه وسلم- في أحاديثه أن هؤلاء الكلمات سببُ لدخول الجنة، وأن قولهنّ من أعظم الأعمال التي تنفع العبد في الآخرة، فهنّ غراس الجنة ، حيث يُغرس له بكل كلمة يقولها من هؤلاء الكلمات شجرة في الجنة ، ومن زاد وأكثر من هذا الذكر، زاد عدد شجره في الجنة، فجاء في الحديث: (ألَا أدُلُّكَ على غِراسٍ، هو خيرٌ مِنْ هذا؟ تقولُ: سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبرُ، يُغْرَسُ لكَ بِكُلِّ كَلِمَةٍ منها شجرةٌ في الجنةِ)، وفي الحديث أيضاً: (لَقيتُ إبراهيمَ ليلةَ أُسْريَ بي فقالَ: يا محمَّدُ، أقرئ أمَّتَكَ منِّي السَّلامَ وأخبِرْهُم أنَّ الجنَّةَ طيِّبةُ التُّربةِ عذبةُ الماءِ، وأنَّها قيعانٌ، وأنَّ غِراسَها سُبحانَ اللَّهِ والحمدُ للَّهِ ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ واللَّهُ أَكْبرُ).
أنهنّ المنجيات والمقدمات والباقيات الصالحات
إن قول هؤلاء الكلمات منجياتٌ؛ تسترن قائلهنّ من النار وتقينه منها، ومقدماتٌ؛ يأتين يوم القيامة يتقدمن قائلهنّ؛ باقياتٌ صالحاتٌ؛ يبقى أجرها وثوابها لقائلهنّ عند الله تعالى، حيث جاء في الحديث: (خُذُوا جُنَّتَكُمْ مِنَ النارِ؛ قولوا: سبحانَ اللهِ، والحمد للهِ، ولَا إلهَ إلَّا اللهِ، واللهُ أكبرُ، فإِنَّهنَّ يأتينَ يومَ القيامةِ مُقَدِّمَاتٍ وَمُعَقِّبَاتٍ وَمُجَنِّبَاتٍ، وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ).