فضائل العمرة
فضل العمرة عموماً
يعد أداء العمرة أحد الطاعات التي يتقرب بها المسلمون لله -تعالى- في أي وقت من العام وحث الله -تعالى- عليها في كتابه العزيز، قال الله تعالى-: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ)؛ لما لها من فضائل سنذكرها فيما يأتي:
كفارة الذنوب والمعاصي
تعد العمرة من الأعمال التي وعد الله -تعالى- من يقوم بأدائها أن يغفر له ما تقدم من ذنوبه وخطاياه؛ لما صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال: (العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ)، وهذا نص صريح على محو ذنوب وخطايا من يقوم بالعمرة، والحديث فيه دلالة على استحباب أن يُتابع المسلم بين العمرة والعمرة؛ ليفوز بمغفرة الذنوب والمعاصي.
ولا بد للمسلم أن يعلم أن الله -تعالى- يغفر للمعتمر ذنوبه وخطاياه إلا الكبائر التي ارتكبها، فإن الله -تعالى- لا يمحوها عنه، فقد قال الله -تعالى-: (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ).
زوال الفقر والذنوب عن صاحبها
إن من المعلوم أن الذهاب ل أداء العمرة والسفر إليها فيه تكلفة مادية، وقد تكون باهظة في بعض الأحيان، فقد يدفع المعتمر أجور التنقل والسفر من بلد إلى بلد، وغير ذلك من النفقات.
ولذلك تكفّل الله -تعالى- لمن يتعاهد على أداء العمرة ويتابع بينها بين الحين والآخر أن يزيل عنه الفقر والحاجة، ويجلب له الغِنى؛ لما أنفق من ماله لإتمام العمرة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (تَابِعُوا بين الحجِّ والعمرةِ، فإنَّهما ينفيانِ الفقرَ والذنوبَ، كما يَنفي الكيرُ خَبَثَ الحديدِ والذهبِ والفضةِ، وليس للحجةِ المبرورةِ ثوابٌ إلا الجنةُ).
إكرام الله لضيوفه المعتمرين
أعطى الله -تعالى- مكانة وقدراً للحاج والمعتمر ومن يزور بيت الله الحرام ، ووعدهم بمنزلة الغازي والمجاهد في سبيل الله، فأكرمهم بأن عدهم وفود الله وزواره؛ وذلك لأنهم طلبوا لقاء الله -تعالى- والله أجابهم وأعطاهم سؤلهم، وفي ذلك قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الغازي في سبيلِ اللَّهِ، والحاجُّ والمعتمِرُ، وفْدُ اللَّهِ، دعاهُم، فأجابوهُ، وسألوهُ، فأعطاهُم) .
فضل العمرة في رمضان خاصة
إنّ الله -تعالى- يُضاعف الأجور للمسلم في شهر رمضان، فيحرص المسلمون على اغتنامه والإكثار من الطاعات والقربات، ومن بينها أداء العمرة؛ وذلك لأن العمرة في رمضان لها فضل خاص عن أدائها في باقي شهور العام.
كما في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (جاءت أمُّ سُلَيمٍ إلى رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فقالت: حجَّ أبو طلحةَ وابنُه وترَكاني فقال: يا أمَّ سُلَيمٍ عُمرةٌ في رمضانَ تعدِلُ حجَّةً معي)، فهي تعادل في رمضان حجة وترتقي لمنزلة الحج الأكبر، وليست أي حجة، بل تعدل حجة برفقة خير البشر محمد -صلى الله عليه وسلم-.