علم اللغة التاريخي والمقارن
علم اللغة التاريخي والمقارن
إن علم اللغة التاريخي علم يهتم بدراسة اللغة وتطورها عبر القرون والأزمان، وما يحدث عليها من تغيير عبر الزمان والظروف، ويضم هذا العلم قضايا متعدة في البحث كالأصوات وبنية الكلمات والجمل والدلالات المختلفة، كدراسة الاستفهام في اللغة العربية عبر القرون على سبيل المثال.
أما علم اللغة المقارن فهو أحد فروع علم اللغة التاريخي، ويتناول في الدراسة مجموعة لغات تنتمي إلى أسرة لغوية واحدة من خلال عقد مقارنة بينها، مثل البحث في التشابه في البنية والمعاجم بين لغتين أو مجموعة لغات، وكذلك يبحث في الأنظمة الصوتية وأصوات اللغات، ومثل هذه الدراسات تستند إلى كون اللغات تتغير وتتطور عبر الزمن ويجب تفسير مثل هذا التطورات فيها.
أسس علم اللغة التاريخي
يقوم علم اللغة التاريخي على عدة أسس، أهمها:
- مقارنة الظاهرة اللغوية استنادًا لتاريخ حدوثها ما أمكن ذلك، والكشف عن تطورها وتغيرها من زمان لآخر.
- إذا لم يتمكن الدارس من تحديد التاريخ الزمني للظاهرة، يقوم بمقارنة المادة اللغوية المتفرقة قديمًا وحديثًا، وبذلك يتم الكشف عن تطور الظاهرة ومراحلها الزمنية من خلال اتجاهات وعوامل متحكمة في تطور الظاهرة، ومن الأمثلة على ذلك التوجه للتخفيف في بعض الصيغ في اللغة مما قد يحول الفعل إلى أداة وهكذا.
أهداف علم اللغة المقارن
يقوم علم اللغة المقارن على دراسة اللغة من الجوانب الصوتية والصرفية والتركيبية والمعجمية والعلاقات التاريخية في الأسرة اللغوية الواحدة، وبذلك يهدف هذا العلم إلى العديد من الأهداف التي يمكن إجمالها فيما يأتي:
- الرؤية التاريخية
بمعنى أن اللغويات المقارنة تبحث للتوصل إلى اللغة الأقدم والأحدث تاريخيًا.
- التوصل للقوانين المفسرة للظواهر اللغوية
مثال على ذلك قانون jacob grimm الذي قام ببحوث عديدة توصل فيها إلى ظواهر وقوانين من بينها أن هناك تبادلًا بين اللغات بحرفي (p f)، وغيره من القوانين التي نسبت إليه.
- تصنيف اللغات وتبويبها
وهذا كما في علم الأحياء في علم النبات وتصنيفها لأنواع عديدة، فيهدف علم اللغة المقارن إلى تصنيف اللغات إلى فروع وأسر لغوية استنادًا للتشابه صوتيًا وصرفيًا وتركيبيًا ودلاليًا بينها، ما يعني التوصل إلى اللغة الأم للأسرة اللغوية.
- تأصيل المادة اللغوية في المعاجم
كما في معجم المترادفات في اللغات الهندوأوروبية الذي صنف من قبل بك طبقًا للمعاني، ومعجم فالد بوركوني الألماني لأسرة اللغات الهندوأوروبية.
علم اللغة التاريخي والمقارن (القرن التاسع عشر)
تطورت دراسة اللغة التاريخية المقارنة بشكل كبير في القرن التاسع عشر عصر الدراسة التاريخية والمقارنة للغات خاصة الهندوأوروبية، فتطور بشكل خاص المفاهيم النظرية والمنهجية لهذين العلمين وتم التركيز عليهما أكثر من أية علوم أخرى، ومن مظاهر التطور هذا أن العلماء درسوا العلاقات التاريخية لمجموعات لغوية معينة، وكذلك الفروق بين اللغة الواحدة والتي سببها التطور الزمني والتغير المكاني، وغيرها من مظاهر تطور هذين العلمين.