علاقة الأخلاق بالقانون
ما هو مفهوم الأخلاق
الأخلاق لغة هي جمع لكلمة خلق، وهي تعني المروءة والطبع الحسن، وعلم الأخلاق أحد فروع الحكمة العملية، ويسمى أيضاً الحكمة الخلقية، والمختلق: الكريم الأخلاق، وتعرف الأخلاق بأنها العديد من القيم التي يعرف بها المجتمع والتي تقوم على الرقي بالإنسان حتى يصل إلى مرحلة الكمال ونشر الخير والشعور بالطمأنينة في مكان العيش، وتقوم على إبعاد الشر منع من أن يظلم الناس ويحول العلاقات بينهم إلى علاقات متنافرة ومتناحرة.
ما هو مفهوم القانون؟
يعرف القانون بأنه لغة النظام والثبات والاستقرار، ولا يقتصر استعمال لفظ القانون على الظروف الطبيعية المشاهدة في هذه الحياة فحسب، بل يدل من جانب آخر على مجموع القواعد الكلية التي تكسب مقياسًا لسلوكات الأفراد في الدول، فإذا اجتمعت هذه الأنظمة بالنوايا غير الظاهرة يطلق على هذه الأنظمة الاصطلاح القانوني الأخلاقي أو القانوني الخلقي، أما إذا اتصلت هذه الأنظمة بأعمال الأشخاص التي تظهر في العالم الخارجي يطلق عليها القانون الوضعي.
وبشكل عام فإن القانون الوضعي هو مجموعة الأنظمة التي تقوم على تنظيم وإرشاد سلوكيات الأشخاص في الدول بشكل إلزامي ليرتبط بتطبيق جزاء في حال خالف هذه الأنظمة.
العلاقة بين القانون والأخلاق
تكمن العلاقة بين القانون والأخلاق فيما يلي:
- القاعدة التي يتبعان إليها: الأخلاق والقانون هما قاعدتان اجتماعيتان، لهما فرع واحد.
- المصدر: ينتج القانون من الأفكار الأخلاقية للمجتمعات البشرية.
- الموضوع: الأخلاق والقانون موضوعهما التنظيم.
- الهدف: يهدف القانون والأخلاق إلى خلق العلاقة الجيدة في المجتمعات، وخلق جو يعيش فيه الشعب بطريقة مريحة وسلمية.
- الإرادة الحرة: كلتا القاعدتين تعرفان بالإرادة الحرة للشخص عند القيام باختيار نماذج للسلوكيات، حيث تقوم القاعدتان بالتأثير على هذا الاختيار، وذلك حتى تقوم على تحقيق مجتمعات متوازنة، مفعمة بالأفراد المفيدة اجتماعيًا ولديها استعداد للتنمية الإيجابية.
- الوصف: للقانون والأخلاق فكرة واحدة عن الأسس الاجتماعية العالمية، ووجهات النظر حول الخير والشر والمساواة والعدال.
- تحديد الموقف: القوانين والأخلاق لهما أهداف مشتركة وموضوع ومهمات متشابهة، يمكن أن نستنتج أن البحث عن الاختلافات بين هذين الشكلين من القانون الاجتماعي صحيح ويلعب دورًا هامًا في تحديد مواقف الأفراد تجاه كل من هذه الأسس.
ما هو الفرق بين القانون والأخلاق
من الفروقات بين القانون والأخلاق ما يلي:
الاختلاف في المفهوم
يتم تعريف القانون على أنه مجموعة من الأنظمة المنهجية ومن القواعد التي تقوم على التحكم بالمجتمع بأكمله وتصرفات أشخاصه، أما الأخلاق فهي علم السلوكات البشرية القياسية.
اختلاف الغاية
الغاية من الأخلاق بشكل أساسي هي القدرة على تحقيق المثل الأعلى لخير الإنسانية والوصول إلى الطمأنينة والسلامة الداخلية للأشخاص بشكل قريب من الكمال؛ أي أنّ القاعدة الأخلاقية تعمل على كمال الأشخاص وتعتني به منفرداً بنفسه، أما الغاية من القانون هو استقرار الأنظمة في المجتمع والحفاظ على الطمأنينة والسلامة العامة الخارجية أي أنّ القاعدة القانونية تعتني بتنظيم السلوكات الخارجية للأشخاص في الدولة.
اختلاف المجال والنطاق
الأخلاق هي سلوكات الأشخاص تجاه أنفسهم وتقوم على الإسهام في التهذيب الذاتي وتشكيل الأخلاق الشخصية أو الفردية من ناحية وتهتم بالتشكيل الأخلاقي للدولة أي بعلاقة الإنسان الأخلاقية بغيره من أشخاص الدولة ونواياها غير الظاهرة والظاهرة من جانب آخر، أما القانون فلا يهتم إلا بمراقبة السلوكيات الخارجية ووضع الأحكام المرتبطة بها من أجل ضبط نظام العلاقات الخارجية لأشخاص الجماعة.
اختلاف الثواب والعقاب
يتميز القانون بسمة الإلزام فهو ملزم من قبل الدولة التي تفرض أحكامه بالقوة عند الضرورة، أما الأخلاق فهي تسير ضمن نطاق الضمير العام في الدولة.
من حيث التعبير
يتم التعبير عن القانون في الدستور على شكل مكتوب، أما الأخلاق فلا تستطيع العثور عليها بشكل كتابي.
من حيث الخضوع
تم تكوين القانون من قبل الدولة، والتي قد تكون محلية أو إقليمية أو وطنية أو دولية، بينما تخضع الأخلاق لأنظمة فردية أو قانونية أو مهنية، مثل الأخلاقيات في مكان العمل والأخلاقيات البيئية وغير ذلك.