بعض الناس ليس لديهم أيّ حرج من مشكلة الصلع أو تساقط الشعر أو حتى القيام بعلاجها، لذلك فإنهم يلجأون إلى استخدام تسريحات الشّعر المختلفة أو مستحضرات التجميل أو حتى الأوشحة والقبعات لتغطية الصّلع، بينما هنالك ثلّة من الناس تلجأ إلى الوسائل العلاجية المختلفة لوقف استمرار تساقط الشعر واستعادة نموّه مرةً أخرى، ولكن قبل الخضوع إلى علاج تساقط الشعر يجب استشارة الطّبيب لبحث أسباب تساقط الشعر وأفضل خيارات العلاج المُتاحة هو ما سيتمّ التطرّق إليه في المقال.
علاج تساقط الشعر للرجال
تتراوح طرق وأساليب علاج تساقط الشعر للرجال ما بين الأدوية والتدخّلات أو الإجراءات الطّبية في عيادة الطبيب وصولاً إلى الوصفات الطّبيعية والمنزلية، وهو ما نوضّحه بالتفصيل كما يلي:
أدوية لعلاج تساقط الشعر للرجال
هنالك عددٌ من الأدوية المُتاحة لعلاج تساقط الشعر للرجال، والتي لا بدّ من المواظبة على استخدامها من أجل الحصول على النتائج المرجوّة لفترةٍ ليست بقليلة، ومن أمثلة هذه الأدوية، هي:
- كريم أو بخاخ أو رغوة مينوكسيديل (Minoxidil): يُستخدَم هذا الدواء بواقع مرتين في اليوم، وعلى مدار 4 أشهر وصولاً إلى سنة، للحصول على تحسّن في نمو الشعر، ومن عيوب هذا الدواء أنّ إيقافه قد يُعيد تساقط الشعر، لذلك لا بدّ من الاستمرار في استخدامه مدى الحياة.
- حبوب فيناسترايد: يُوصَف هذا الدواء للرجال الذين يعانون من تساقط الشعر في مقدمة فروة الرأس ومنتصفها، إذ يُقلِّل معدّل تساقط الشعر على نحوٍ ملحوظ بعد المواظبة على استخدامه مدةً لا تقلّ عن 4 أشهر، ومن الواجب التّحذير بأنّ هذا الدواء قد يُسبِّب مشاكلاً في الانتصاب لدى بعض الرجال عند استخدامه.
- حبوب أو كريمات أو إبر الكورتيزون: تُستخدَم عندما يكون تساقط الشعر ناجمًا عن أحد الأمراض المناعية، والتي تُوقِف نمو الشعر وتُسبِّب تساقطه، ومن الآثار الجانبية للكورتيزون هو التُسبُّب في ترقق جلد فروة الرأس.
- حبوب أو كريمات مضادة للفطريات: تُعطَى في حال كان تساقط الشعر ناجمًا عن عدوى فطرية في فروة الرأٍس، فبمجرّد التخلّص من العدوى الفطرية، سيعود الشعر إلى النمو من جديد، ومن الجدير بالذّكر أنّ هذه الأدوية قد تُسبِّب طفحًا جلديًا.
إجراءات طبية لعلاج تساقط الشعر للرجال
هنالك عدة وسائل علاجية لتساقط الشعر عند الرجال، ومنها ما يأتي:
- زراعة الشعر: أكثر عمليات زراعة الشعر شيوعًا هي عمليات زراعة الوحدات الجرابيّة، وعمليات استخراج وحدة الجريبات، وتقوم عمليات زراعة الوحدات الجرابية (Follicular unit transplantation) على إزالة بعض من الجلد من الجزء الخلفي لفروة الرأس، حيث تتمتّع هذه المنطقة بوفرة كمية الشّعر فيها، ومن ثم إعادة زراعة بصيلات الشعر في جزء فروة الرأس الذي يعاني من تساقط الشعر ، أمّا عمليات استخراج وحدة الجريبات (Follicular unit extraction) تقوم على إزالة بصيلات الشّعر مباشرة من فروة الرأس وزراعتها في الأجزاء الفارغة من الشعر في فروة الرأس، ويجب الإشارة إلى أنّ عمليات زراعة الشعر هي عمليات جراحية قد تكون مكلفة ومؤلمة، ويُرافقها عدة مخاطر محتملة، ومنها العدوى والالتهابات، وظهور الندوب، وقد يحتاج الشخص علاجات زراعة شعر متعددة للحصول على النّتيجة المرغوبة.
- العلاج بالليزر: هنالك دراسات قلّة تدعم علاج تساقط الشعر عن طريق الليزر، ولكن يُعتقَد بأنّ العلاج بالليزر يقلل من الالتهاب الذي يصيب بصيلات الشعر ويمنعها من النمو من جديد، ولكن في مراجعة بحثيّة تمّت في 2016م حددت أنّ العلاج بالليزر بالطاقة المنخفضة (low-level laser therapy) قد يكون علاجًا آمنًا وفعّالاً لعلاج الرجال الذي يعانون من تساقط الشعر ، إلا أنّ هذا العلاج ما زال بحاجة للمزيد من البحوث.
وصفات طبيعية ومنزلية لعلاج تساقط الشعر للرجال
هنالك العديد من الوصفات المنزلية التي يمكن أن تقلل وربما تعالج تساقط الشعر عند الرجال، ومنها:
وصفة الألوفيرا: تحتوي الألوفيرا على العديد من الفوائد القيّمة للشعر؛ إذ تُعزِّز نمو الشعر بشكلٍ صحي، كما أنها تحتوي على خصائص قلوية تنظِّم مستوى درجة الحموضة للشعر وفروة الرأس، والتي قد تدعم نمو الشعر، بالإضافة إلى أنّ الاستخدام والتّطبيق المنتظم لوصفة الألوفيرا يُخفِّف قشرة الشعر، وحكّة فروة الرأس، ويحدّ الاحمرار والالتهاب في فروة الرأس، فضلاً عن منح الشّعر القوة واللمعان المرغوب بهما، وطريقتها هي:
المكونات:
طريقة التحضير والاستعمال:
- وضع عصير أو جل الألوفيرا مباشرةً على فروة الرأس.
- ترك الوصفة على الشّعر لبضع ساعات، ومن ثم غسلها بالماء الفاتر.
- تكرار الوصفة من 3-4 مرات في الأسبوع، ويمكن كذلك تناول ملعقة كبيرة من عصير الصبار يوميًا على معدة فارغة للحصول على نتائج أفضل لنمو الشعر.
جذور عرق السوس: هي عشبة تمنع من تساقط الشعر وتُصلِح الأضرار المختلفة التي قد تلحق بالشعر، إذ إنّ الخصائص المهدِّئة التي تمتلكها عشبة جذور عرق السوس تُساهِم في فتح المسامات وتهدئة فروة الرأس، وتُخفِّف تهيّجها، كما تقلل تراكم الخلايا الميتة والقشور في فروة الرأس، وتعدّ هذه الوصفة وصفةً جيدة لكلّ من قشرة الشعر، وتساقط الشعر ، والصلع كذلك، وطريقتها هي:
المكونات:
- ملعقة واحدة كبيرة من مسحوق عشبة جذور عرق السوس.
- كوب واحد من الحليب.
- ربع ملعقة صغيرة من الزعفران.
طريقة التحضير والاستعمال:
- إضافة ملعقة واحدة كبيرة من مسحوق عشبة جذور عرق السوس إلى كوب واحد من الحليب وربع ملعقة صغيرة من الزعفران، وتحريك الخليط جيداً لتشكيل عجينة متماسكة.
- وضع العجينة التي تم تشكيلها على المناطق التي تعاني من تساقط الشعر أو بداية الصلع قبل النوم، وتركها منذ الليل حتى الصباح.
- غسل الشعر عند الاستيقاظ صباحًا.
- تكرار هذه الوصفة مرة أو مرتين في الأسبوع، كما يمكن تناول شاي عشبة جذور عرق السوس ثلاث مرات يوميً للحصول على نتائج أفضل.
عنب الثعلب الهندي: يساعد عنب الثعلب الهندي أو أملا على نمو الشعر بشكلٍ طبيعي وصحي وسريع، إذ يعدّ مصدرًا غنيًا بفيتامين C، والذي قد يكون لنقصانه في الجسد دورًا في تساقط الشعر، كما يحتوي عنب الثعلب الهندي على خصائص مضادّة للالتهابات والجراثيم، ومضادات الأكسدة، فضلاً عن خصائصه المُقشِّرة التي تحافظ على صحّة فروة الرأس، وتعزز نمو الشعر الصحي، وطريقتها هي:
المكونات:
- ملعقة واحدة كبيرة من عنب الثعلب الهندي أو لب الأملا.
- ملعقة واحدة كبيرة من عصير الليمون.
طريقة التحضير والاستعمال:
- مزج ملعقة واحدة كبيرة من عنب الثعلب الهندي أو لب الأملا مع ملعقة واحدة كبيرة من عصير الليمون.
- تدليك فروة الرأس بالخليط السابق جيداً، ومن ثم تغطية الشعر بقبعة الاستحمام.
- ترك الخليط على الشعر من الليل حتى الصباح، ثم غسل الشعر بالشامبو عند الاستيقاظ صباحاً.
نصائح لعلاج تساقط الشعر للرجال
تساعد بعض النّصائح إلى جانب الاستراتيجيات السّابقة على علاج تساقط الشعر للرجال، ومن هذه النصائح ما يلي:
- الإقلاع عن التدخين: للتدخين آثار سلبيةً عديدة على صحّة الإنسان، أحدها تساقط الشعر، وتجاعيد الوجه، وشيب الشّعر المبكِّر كذلك، كما قد حددت عدة دراسات أنّ هنالك صلة ما بين التدخين و تساقط الشعر ، لذلك يجب الإقلاع عن التدخين في أقرب وقت إذا كانت هنالك رغبة في التخلّص من مشكلة تساقط الشعر .
- تدليك فروة الرأس: يعمل تدليك فروة الرأس على تحفيز بصيلات الشعر، ففي دراسة صغيرة وُجِد أن الرجال اليابانيين الأصحاء والذين قد حصلوا على تدليك لفروة الرأس لأربع دقائق يوميًا ولمدة 24 أسبوعًا؛ قد وجدوا أن الشّعر أصبح لديهم أكثر سمكاً في نهاية مدة الدراسة.
- تناول نظام غذائي متوازن: إنّ اتباع نظام غذائي صحي متوازن ينعكس على التمتع بشعرٍ صحي، إذ يجب أن يحتوي النظام الغذائي على مجموعةٍ متنوعة من الخضار والفواكه والحبوب الكاملة والدّهون غير المشبعة والبروتينات، كما يجب أيضًا التقليل من تناول الحلويات، إذ وُجِدَ أن هنالك صلة ما بين الشعر الصّحي وما بين وجود البروتينات والمعادن التي يحتويها النظام الغذائي للشخص، كما يجب إضافة الأطعمة الغنيّة بالحديد مثل اللحوم البقرية الخالية من الدّهون، والفاصولياء والخضروات ذات الأوراق الخضراء، والحبوب المدعَّمة بالحديد والبيض كذلك، وأيضًا الأطعمة الغنيّة بالأحماض الدهنية (أوميغا-3)، مثل سمك السلمون، والإسقمري، والتونة، وبذور الكتان، وصفار البيض، وبذور القنب، والجوز، ويجب إضافة أيضًا الأطعمة الغنيّة بالبروتين، مثل البيض، واللحوم الخالية من الدهون، والعديد من المأكولات البحرية، والإكثار من شرب الماء كذلك.
- فيتامين البيوتين: إنّ فيتامين البيوتين هو فيتامين صحي طبيعي يوجد في الكثير من الأطعمة مثل الجوز، البيض، البصل، البطاطا الحلوة، ودقيق الشوفان، وتمّ اكتشاف بعض الأدلة التي تشير إلى أن تناول مكملات البيوتين عن طريق الفم يُبطِئ عملية تساقط الشعر ، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ معظم هذه البحوث قد أجريت على النّساء لا الرجال.
- الحد من الإجهاد: للإجهاد آثار سلبية كثيرة على الجسد والشعر، فقد يكون تساقط الشعر نتيجةً لنمط حياة مليئة بالإجهاد والإرهاق، لذلك يُنصَح باتباع استراتيجيات مختلفة للتقليل من الإجهاد مثل اليوغا، وممارسة الرياضة، وسماع الموسيقى، وممارسة التأمل، والحصول على قسط كافٍ من النوم؛ إذ يعدّ النوم ضروري جدًا للحدّ من التوتر والإجهاد.
