علاج الفطريات في الوجه
فطريّات الجلد والوجه
تُسمّى الفطريّات التي تظهر على البشرة بالنخالية المبرقشة أو السعفة المبرقشة (بالإنجليزيّة: Tinea Versicolor)، وعادةً ما يتسبّب بها نوع من الفطريّات التي تعيش بشكل طبيعي على الجلد، إلّا أنّه في بعض الحالات قد يتفاقم نموّ هذه الفطريّات بشكل غير طبيعيّ، مسبّباً هذا المرض الجلديّ الذي يظهر على شكل طفح غير معدٍ على الجلد. وهنالك العديد من العوامل التي قد تحفّز تطوّر هذه الحالة: كطبيعة البشرة الدهنيّة، والمناخ الحارّ، وكثرة التعرّق ، بالإضافة إلى ضعف الجهاز المناعيّ .
أمّا فطريّات الوجه، فتُسمّى بسعفة الوجه (بالإنجليزيّة: Tinea Faciei)، وقد تكون العدوى على شكل فطريّات بشريّة (بالإنجليزيّة: Anthropophilic Fungi)؛ مثل فطريّات الشعرويّة الحمراء (بالإنجليزيّة: Trichophyton Rubrum)، التي عادةً ما يكون سببها عدوى فطرية ناجمة عن سعفة القدم (بالإنجليزيّة: Tinea Pedis)، أو سعفة الأظافر (بالإنجليزيّة: Tinea Unguium). كما قد تكون العدوى من فطريّات حيوانيّة (بالإنجليزيّة: Zoophillic Fungi)، من الكلاب، أو القطط، أو الماشية. وكثيراً ما يتم تشخيص فطريّات الوجه بشكل خاطئ؛ فقد يتم تشخيصها على أنّها التهاب في الجلد، أو إصابة بالصدفيّة ، أو ورديّة الوجه، وغير ذلك من الحالات. وتجدر الإشارة إلى أنّ التشخيص الصحيح لهذه الفطريّات يتم عن طريق الفحص المايكروسكوبي، وعمل زراعة لجزء من نسيج الجلد.
علاج فطريّات الوجه
يجب على المريض أخذ الحذر دائماً عند المعالجة الدوائيّة لفطريّات الوجه، حيثُ إنّ الوجه عادةً ما يكون أكثر حساسيّة من أجزاء الجسم الأخرى. وتجدر الإشارة إلى أنّ معالجة فطريّات الوجه غالباً ما تكون أمراً بسيطاً، وفيما يأتي ذكر لأهم العلاجات الدوائيّة والتحضيرات المنزليّة التي يمكن أن تُسخدم في العلاج:
العلاجات الدوائيّة
فيما يأتي بيان لبعض العلاجات الدوائية المستخدمة في علاج الفطريات:
- الكريم المضاد للفطريّات: (بالإنجليزيّة: Anti-Fungal Creams)، عادةً ما يحتوي هذا النوع من العلاج على المادّة الفعّالة كلوتريمازول (بالإنجليزيّة: Clotrimazole)، وتُستخدم هذه الكريمات غالباً مرّتين في اليوم على المنطقة المصابة لمدّة تتراوح ما بين 2-4 أسابيع. وتجدر الإشارة إلى أنّ استخدام هذه الكريمات يجب أن يستمر لمدّة أسبوع على الأقل بعد اختفاء الطفح الجلديّ.
- اللوشن المضاد للفطريّات: (بالإنجليزيّة: Anti-Fungal Lotions)، الذي عادةً ما يحتوي على التولنافتيت (بالإنجليزيّة: Tolnaftate) كمادّة فعّالة. ويتم تطبيق اللوشن المضاد للفطريّات على الطفح الجلديّ بطريقة مماثلة لاستخدام الكريم كما ذُكر سابقاً.
- مضاد الفطريّات المأخوذ بالفم: (بالإنجليزيّة: Oral Antifungal)، يتم اللجوء إلى هذا النوع من مضادّات الفطريّات في بعض الحالات؛منها: أن يكون الطفح شديداً وواسع الانتشار، أو مقاوماً للعلاجات الموضعيّة، أو في حال كان الطفح على مناطق مغطاة بالشعر؛ كسعفة الرأس (بالإنجليزيّة: Tinea Capitis)، أو سعفة اللحية (بالإنجليزيّة: Tinea Barbae).
- الكريمات الكورتيكوستيرويدية: ومن الأمثلة عليها كريم الهيدروكورتيزون (بالإنجليزيّة: Hydrocortisone)، وتجدر الإشارة إلى أنّ كريمات الستيرويد لا تُستخدم وحدها، بل تُضاف للعلاجات المضادّة للفطريّات.
العلاجات المنزليّة
في حال كان المصاب يٌفضّل استخدام منتجات طبيعيّة منزليّة في علاج فطريّات الوجه، فهناك العديد من العلاجات المنزليّة التي قد تخفف من الأعراض، وفيما يأتي بعض أمثلتها:
- زيت جوز الهند: (بالإنجليزيّة: Coconut Oil)، من المعروف عن زيت جوز الهند قدرته على التخفيف من العديد من حالات الجلد المرضيّة لما له من خصائص شفائيّة، بالإضافة لميّزته في ترطيب البشرة.
- زيت شجرة الشاي: (بالإنجليزيّة: Tea Tree Oil)، يمكن استخدام هذا الزيت بطريقة مباشرة على البشرة، أو عن طريق خلطه مع اللوشن العلاجي للمساعدة على التخفيف من طفح العدوى الفطريّة.
- زيت الزيتون المعالج بالأوزون: (بالإنجليزيّة: Ozonated Olive Oil)، يحتوي هذا النوع من زيت الزيتون على خاصيّة مقاومة الفطريّات، وبالتالي يساعد على تخفيف العدوى، بالإضافة لقدرته على تنعيم البشرة .
عوامل الخطر للإصابة بالفطريّات
توجد الفطريّات في كل مكان في البيئة المحيطة، وهنالك الملايين من أصناف الفطريات، والتي تمّ تحديد 300 صنف ممرض من بينها. وعادةً ما تتسبّب بالعدوى فطريّات ميكروسكوبيّة موجودة بكثرة حولنا. ولذلك كلّما زادت المعرفة حول العدوى الفطريّة واحتماليّة الإصابة بها، كان هناك قدرة أكبر على اتّخاذ أساليب الوقاية والحماية منها. وفيما يأتي بيان لبعض عوامل الخطر التي قد تساهم في الإصابة بالعدوى الفطريّة بشكل عام:
- مكان السّكن والسّفر: حيثُ إنّ بعض المناطق تتوافر فيها أصناف من الفطريّات المُمرضة بشكل يفوق وجودها بأماكن أخرى.
- الأنشطة والهوايات: عادة ما توجد الفطريّات الممرضة في الهواء، والغبار، والتربة، وبالتالي فبعض الأنشطة كالحَفر، والبستنة، وزيارة الكهوف قد تؤدّي إلى استنشاق الهواء أو الغبار الذي يحتوي على هذه الفطريّات.
- الحيوانات الأليفة: فقد تحمل القطط والكلاب فطريّات ممرضة تُسمّى بالقوباء الحلقيّة (بالإنجليزيّة: Ringworm Fungi).
- المضادّات الحيويّة: بيّنت بعض الدراسات أنّ استخدام المضادّات الحيويّة قد يجعل المرأة أكثر عرضة لعدوى الفطريّات المهبليّة . كما أنّه من الممكن إصابة الرجل أيضاً بالعدوى التناسليّة.
- الأدوية المثبّطة للمناعة: بعض الأدوية قد تضعف عمل جهاز المناعة وبالتالي تجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الفطريّة، ومنها الأدوية المستخدمة في علاج الروماتيزم ومرض الذئبة .
- علاج السرطان: قد يؤدّي العلاج الكيماوي أو العلاج الإشعاعي لمرضى السرطان إلى إضعاف جهازهم المناعي؛ وبالتّالي يزيد احتماليّة إصابتهم بالعدوى.
- دخول المستشفى: من أكثر أنواع العدوى انتشاراً بين نزلاء المستشفى هي العدوى بنوع من أنوع الفطريّات تُعرف بالمبيضات (بالإنجليزيّة: Candida)، حيثُ إنّ المبيضات عادة ما تعيش بشكل طبيعيّ في الجهاز الهضميّ والجلد، إلّا أنّها من الممكن أن تصل إلى الدّم خلال فترة الإقامة في المستشفى وتسبّب العدوى.
إجراءات الوقاية من الفطريات
هنالك العديد من الإجراءات التي يمكن القيام بها لتقليل خطر الإصابة بالعدوى الفطريّة بشكل عام، والحدّ من انتشارها إن وُجدت، وفيما يأتي ذكر لأهم الإجرءات التي تخصّ الوقاية من العدوى الفطريّة للجلد:
- تجفيف البشرة بشكل جيّد بعد الاغتسال أو الاستحمام.
- غسل الملابس وملاءات السرير بشكل مستمر.
- ارتداء حذاء عند المشي في الأماكن العامّة: كأماكن السباحة، والاستحمام، والساونا، وغيرها.
- اختيار الملابس الواسعة، والمصنوعة من أقمشة تمنع رطوبة البشرة؛ كالألبسة المصنوعة من القطن.
- تجنّب مشاركة الآخرين أدواتهم الشخصية والتي من الممكن أن تحمل فطريّات؛ كالمناشف وفرشاة الشعر.
- الابتعاد عن ارتداء نفس الحذاء لأيّام متعدّدة على التوالي، وفي حال وجود فرد من العائلة مصاب بالفطريّات، فيجب نقع أشيائه التي قد تنقل العدوى بالماء والمبيّض.