عظماء غيروا مجرى التاريخ
عظماء التّاريخ
يُسطِّر لنا التاريخ العديد من المواقف والأعمال العظيمة لشخصيّاتٍ كان لها أكبر الأثر في تغيير التاريخ وتطوُّره، كما كان لهم بصمةٌ واضحةٌ في جميع المجالات من أدبٍ، ورياضةٍ، وعلومٍ، إضافة إلى مجال الدِّين، وهذه الشخصيّات العظيمة لم تكن تختصُّ بجنس مُعيَّن، أو دين مُحدَّد، أو حتى حضارة مُعيَّنة، إلّا أنّ أعظم هذه الشخصيات والتي لا خلاف عليها هو سيِّد الخَلق سيّدنا مُحمّدٌ صلّى الله عليه وسلّم، وفي هذا المقال سوف نتحدّث عن بعض الشخصيات التي كان لها دورٌ كبيرٌ في تغيير مجرى التاريخ .
من عُظماء التّاريخ
عمر بن الخطّاب
عمر بن الخطّاب من عظماء الأُمّة الإسلاميّة، هو أميرُ المؤمنين المُلقّبُ بالفاروق، أسلم في السنة السادسة من البعثة، حيث كان يبلغ من العمر 27 عاماً، وقد كان إسلام عُمرَ رضِيَ الله عنه عِزّاً للإسلام؛ حيث استجاب الله سبحانه وتعالى لدعوةِ رسولِنا الكريمِ الذي دعا اللهَ أن يُعِزّ الإسلام بعُمرَ، و كان لعمرَ بن الخطاب دورٌ مُهمٌّ في الإسلام، في حياة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وبَعد تولّيه الخلافة، ومن أهمّ أعماله:
- عَملُه كمستشار للرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، كما كان مُبلِّغاً عنه.
- عَملُه في جمْع الصدقات والزكاة في عهد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، كما أنّه كان من كُتّاب الوحي لديه.
- عَملُه عمرُ في الإفتاء، كما أنّه كان من قُضاة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-.
- مُشاركته في بناء مسجد الرسول، ومسجد قباء، إضافة إلى مُشاركته في غزوات النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-.
صلاح الدِّين الأيوبيّ
صلاح الدِّين الأيوبيّ هو الخليفةُ المجاهدُ الذي انشغل بالجهاد، والذي كان داعماً للمذهب السنِّي، وقد ظهر اهتمامه به من خلال إنشائه لمدرستين تتبعان المذهبَ السنِّي، وهما: المدرسةُ النّاصريّةُ، والمدرسةُ القمحيّةُ، إذ كان لكلِّ مدرسةٍ فِقهٌ خاصٌّ بها تهتمّ بتدريسه؛ حيث كانت المدرسة الناصريّة تهتمّ بتدريس المذهب الشافعيّ، أمّا المدرسة القمحيّة فقد اهتمّت بالمذهب المالكيّ، كما اهتمَّ صلاح الدِّين الأيوبيّ بالعِلمِ بشكلٍ كبيرٍ، واستطاع تدبيرَ شؤون الدولة وتنظيمِها، فاستحدث منصبَ نائبِ السّلطان، وسعى صلاحُ الدِّين الأيوبيّ جاهداً إلى نَشر العقيدة، والعِلمِ، ومن الجدير بالذِّكر أنّه كان مُنشغِلاً بمُحارَبة الصليبيّين، وتوحيد العالم الإسلاميّ، حتى استطاع تحرير المسجد الأقصى من أيدي الصليبيّين.
أحمد ديدات
أحمد ديدات هو شيخٌ عِصاميٌّ من الهند، وُلِد عامَ 1918م، وانتقل إلى جنوب أفريقيا مع أُسرته، وتلقّى تعليمَه الابتدائيّ في المدارس الإسلاميّة فيها، حيث عَمِل ديدات معَ والده، واختلط بشكلٍ كبيرٍ بالناس؛ وهذا ما جعله ينفتحُ على ثقافات الآخرين، ولم يقبل ديدات السكوتَ عن أيّ تعليق ينتقدُ الإسلام؛ لذلك دَرَس الإنجيل، وتعاليم التوراة؛ للردِّ على هذه التعليقات، وكَرَّس حياته للدفاع عن الإسلام، والقرآن ، وطاف البلاد يدعو إلى الإسلام، بالإضافة إلى أنّه أسَّس (معهد الإسلام)، الذي يختصّ بتخريج الدُّعاة، و(المركزِ الدوليّ للدعوة الإسلاميّة)، ولأجل أعماله فقد تمّ تكريمه ومَنْحُه العديدَ من الجوائز في العديدِ من الدُّوَل الإسلاميّة والعربيّة، وقد تعرَّض ديدات إلى الإصابة بسكتة دماغيّة في عام 1996م، أُصيب على إِثْرها بشللٍ كاملٍ استمرّ مدّة تسعِ سنواتٍ حتى تُوفِّيَ عام 2005م، رحمه الله.
تشي جيفارا
جيفارا مُناضلٌ ومقاتلٌ أرجنتينيّ المنشأ، كما أنّه مُناضلٌ كوبيّ، وُلِد عامَ 1928 لأسرةٍ مُتوسِّطة الحال، فقد كان والده من أصولٍ أيرلنديّةٍ، وتنحدر أمّه من أصولٍ إسبانيّةٍ، وشارك جيفارا في العديد من الثورات مُنتصِراً للمظلومين؛ ففي عام 1954م شارك في القتال في غواتيمالا، كما شارك في الثورة في كوبا ، ونجح في إسقاط الحُكم العسكريّ فيها، وقد كان جيفارا داعماً ومُسانِداً للعديد من الثورات في العالم، كثورة الجزائر ، وفيتنام، وتشيلي، كما حاول إنشاءَ مجموعةٍ لحربِ العصابات في الكونجو إلاّ أنّه لم ينجح، وفي النهاية عاد إلى بوليفيا لقتال الجيش البوليفيّ الذي طارده مع مجموعة من الثوّار، وانتهت هذه المُطارَدةُ بمقتله فيها عامَ 1967م.
المهاتما غاندي
المهاتما غاندي هو الزعيم الروحيّ للهند، الذي وَهب حياته للمُقاوَمة السّلميّة، وُلِد في الهند عامَ 1869م لأسرةٍ مُحافِظةٍ، وقد تزوّج في سنٍّ مُبكرةٍ حسب التقاليد الهنديّة؛ حيث كان يبلغ من العمر 13 عاماً، تخرَّج غاندي من بريطانيا ، وحَصل على شَهادةٍ في القانون، وقد أَسّس غاندي فلسفة الساتياغراها (اللاعُنف)، وتعتمد هذه الفلسفة على مبادئَ ذاتِ أُسُسٍ سياسيّةٍ، واقتصاديّةٍ، ودينيّةٍ؛ بهدف الحصول على النصر من خلال مُواجَهة العدوّ بطريقة سلميّةٍ بعيدةٍ عن العُنف؛ إذ إنّ غاندي كان يُؤمن بأنّ اللاعنف ليس ضعفاً أو عجزاً، فقام بالدفاع عن الهنودِ الذين يعملون في الشركات البريطانيّة في جنوب أفريقيا بطريقة سلميّة، وقد طالب باستقلال الهند التامّ، وقاد حركة غَضَب شعبيٍّ عام 1922م، وبسبب هذا العصيان اعتُقِل غاندي، وحُكِم عليه بالسَّجن لمدّة 6 سنواتٍ، وأُفرِج عنه عام 1924م، واستمرّ غاندي في سَعْيه لمقاومة الظُّلم، واحتِرام حقوق المسلمين في الهند، حتى تم اغتياله عامَ 1948م.
ألبرت آينْشتاين
في عام 1879م وُلِد أَشهَرُ علماءِ الفيزياء ألبرت آينْشتاين في ألمانيا ، وقد كانت علامات النُّبوغ ظاهرةً عليه منذ صِغَره، إلاّ أنّه كان يواجه صُعوبةً في الكتابة، وتأخُّراً في النُّطق والمشيِ، وكان لآينْشتاين بحوثٌ علميّةٌ كثيرةٌ جَعلته من العظماء الذين غيّروا مجْرَى التاريخ؛ حيث قَدّم العديد من الأبحاث التي تتعلَّق بالتأثير الكهروضَوئيّ، ومن أهمّ نظريّاته التي اشتُهر بها: النظريّة النسبيّة العامّة، والنظريّة النسبيّة الخاصّة، ونظريّة تكافُؤِ المادّة والطاقة، وفي عام 1955م تُوفِّيَ آينْشتاين في أمريكا في ولاية نيوجيرسي، وقد كان يبلغُ من العمر 76 عاماً، وقد تمَّ تشريح دِماغه؛ لمعرفة وزْنِه، وأبعادِه، حيث توصَّلت الأبحاث إلى أنّ دماغه يتكَوّن من خلايا عصبيّةٍ مُتراصَّةٍ بشكلٍ مُختلِفٍ وغيرِ طبيعيٍّ.