عدد من ثبت مع الرسول في غزوة حنين
عدد من ثبت مع الرسول في غزوة حنين
تعدّدت أقوال العلماء في عدد الذين ثبتوا مع الرسول -عليه السّلام- في غزوة حُنين، فمنهم من قال بأنّ عددهم أربعة، وآخرون قالوا: عشرة أو اثنا عشر، ولكن ابن حجر العسقلاني رجّح بأن العدد عشرة ومنهم: أبو بكر و عمر بن الخطاب وأسامة بن زيد وغيرهم.
ويعود سبب هروب البعض، إلى انشغال المسلمين في تقسيم الغنائم، ممّا أدّى إلى هروب المسلمين الذين اعتنقوا الإسلام بعد الفتح، حيث بقيَ -عليه السّلام- ومن معه من الثّابتين في ساحة المعركة.
أشيع بعد ذلك خبر وفاته -عليه السّلام- فأصبحت ردّات الفعل متفاوتة فيما بينهم، حتى وقف العباس وقفة حاسمة وقال لهم: إنّ الرّسول لم يستشهد وما زال على قيد الحياة، فحينها عاد المسلمون إلى صفوف القتال.
وكانت نتيجة هذه الغزوة انتصار المسلمين وهزيمة المشركين، وترتّب على هذه الغزوة العديد من الغنائم التي لا تُعدّ من كثرتها، فقام -عليه السّلام- بتوزيعها على المسلمين، وتجدر الإشارة إلى أنّ المؤلفة قلوبهم أي المسلمين الجدد النصيب الأكبر من هذه الغنائم.
غزوة حنين
إنّ غزوة حُنين هي التابعة لحدث شهد له التّاريخ الإسلامي، وهو فتح مكّة الحاصل على يد الرّسول -صلى الله عليه وسلم- وقد وصل خبر هذا الفتح العظيم إلى بعض القبائل التي كانت تُشرك بالله -تعالى- كهوازن وثقيف؛ حيث كانتا تعبدان الأوثان، فأعدّتا العدّة لانتقامهما وتجهزا بمنعتهما المادّيّة والجسديّة، على أن يباشرا بمقاتلة المسلمين والانتصار عليهم بعد أن أصبحت سيرتهم في جزيرة العرب.
وانضمّت بعض القبائل إلى هاتين القبيلتيْن، ولم يتميّزوا سوى بالكبر والغرور، ومن القبائل التي انضمت لهما: قبيلة جشم ونصر وبني هلال وغيرهم، فذهبوا إلى رئيسهم النصري وهو مالك بن عوف، لبدء القتال مع المسلمين.
أحداث غزوة حنين
بدأ مالك بن عوف ومن معه بالاستعداد إلى بدء الحرب مع المسلمين، حيث نزلوا في وادٍ يُدعى أوطاس، وأخذوا معهم أبناءهم ونساءهم؛ لإتمام منعتهم وثباتهم أمام المسلمين، وأمّا بالنّسبة للمسلمين فقد تجمعوا في وادي حُنين ، فأرسل مالك بن عوف ثلاثة من رجاله للتجسّس على المسلمين والإتيان بأخبارهم ومخططاتهم.
وعادوا إلى مالك خائفين من هول ما رأوه من المسلمين، فقالوا له: "رأينا رجالاً بيضًا على خيل بلق، فوالله ما تماسكنا أن أصابنا ما ترى، ما تقاتل أهل الأرض إنما تقاتل أهل السماء، وإذا أطعتنا رجعت بالناس"، ومع ذلك صمّم مالك على حرب المسلمين وحبس الرجال الثلاثة من شدّة غضبه.
وقعت هذه الغزوة في السنة الثامنة للهجرة النبوية، في السّنة ذاتها التي وقع فيها فتح مكّة، وكانت في العاشر من شوّال، فقد خرج الرّسول -عليه السّلام- ومن معه من المسلمين الذين شاركوا في فتح مكة والمسلمين الذين اعتنقوا الإسلام بعد الفتح، ومن الجدير بالذّكر أنّ عدد المشركين حينها بلغ من عشرين إلى ثلاثين ألفًا، وعندما أصبحت مواجهة المسلمين مع المشركين في ساحة الحرب، انهزم المشركون فور رؤيتهم للمسلمين وقوّتهم.