ظهور الشعيرات الدموية على سطح الجلد
ظهور الشعيرات الدمويّة على سطح الجلد
ظهور الشعيرات الدمويّة على سطح الجلد، أو توسع الشُّعيرات، أو الأوردة العنكبوتيّة، أو تمدّد الأوعية الشعريّة (بالإنجليزية: Telangiectasia)؛ يحدث نتيجة توسّع الأوردة الدمويّة الصغيرة الموجودة تحت الجلد مما يؤدي إلى تشكّل شبكة من الخيوط الحمراء على الجلد، وبسبب شكل هذه الخيوط قد يُطلق على هذه الحالة الأوردة العنكبوتية (بالإنجليزية: Spider veins)، وتتشكّل هذه الخيوط في العادة بشكلٍ تدريجيّ وتكون على شكل مجموعات، ويحدث تمدّد الأوعية الشعريّة في العادة في المناطق الظاهرة من الجلد مثل الأنف، والعينين، والشفتين، والأصابع، والخدود، ممّا قد يُسبب الشعور بالإحراج من مظهرها واتّخاذ قرار بإزالتها، ويمكن إزالتها من خلال التسبّب بضرر للأوعية الدمويّة المتمددة؛ ممّا يؤدي إلى التقليل من العلامات والخطوط الحمراء الظاهرة على الجلد، وعلى الرغم من أنّ هذه المشكلة تقتصر على المظهر ولا تؤدي لأيّ مشاكل صحيّة، ولكن في بعض الحالات قد تكون مصاحبة لبعض الاضطرابات الصحيّة، كما يتمّ تقسيم تمدّد الأوعية الشعريّة إلى نوعين رئيسيين على النحو الآتي:
- تمدّد الأوعية الدمويّة الوراثيّ.
- تمدّد الأوعية الدمويّة المكتسب (بالإنجليزية: Acquired telangiectasia).
الأعراض
كما ذكرنا سابقًا فإنّ تمدّد الشعيرات الدمويّة يقتصر ضرره على المظهر العام ولا يؤدي إلى أيّ مشاكل صحيّة خطيرة، علمًا أنَّ مظهر الخطوط الحمراء قد يزداد سوءًا عند استخدام بعض منتجات التجميل والعناية بالبشرة في حال تسبّبها بتهيّج الجلد، علمًا أنَّ هذه الحالة تتطور بشكلٍ تدريجيّ، وقد يتضمّن ظهور الشعيرات الدمويّة على سطح الجلد الأعراض الآتية:
- الحكّة .
- ظهور علامات على الجلد ذات نمط محدّد.
- الشعور بالألم عند الضغط على المنطقة المتأثرة.
أمّا بالنسبة لتوسع الشعيرات النزيفيّ الوراثيّ (بالإنجليزية: Hereditary hemorrhagic telangiectasia) واختصارًا HHT، والتي تبدأ في العادة خلال مرحلة الطفولة أو المراهقة، وفي بعض الحالات قد تظهر هذه الأعراض في المراحل العمرية الأخرى، ومن هذه الأعراض ما يأتي:
- النوبات العصبية (بالإنجليزية: Seizures).
- ضيق التنفّس .
- حدوث بعض التجلطات الصغيرة.
- ظهور البراز المصحوب بالدم الأحمر أو الأسود الداكن.
- وحمة الولادة ذات اللون الخمريّ.
- النزيف الأنفي المتكرّر، وفي بعض الأحيان قد يحدث بشكل شبه يوميّ، وغالبًا ما يبدأ في مرحلة الطفولة.
- فقر الدم الناتج عن عوز الحديد (بالإنجليزية: Iron deficiency anemia).
- الصداع .
- ظهور البقع الحمراء الصغيرة أو الخطوط الحمراء على الشفاه، والوجه، واللسان، وأطراف الأصابع، وفي الجزء الداخليّ من الفم.
الأسباب
لم يتمكّن العلماء من تحديد المسبّب الرئيسيّ للإصابة بتمدّد الأوعية الدمويّة، لكن يُعتَقد بوجود عدد من العوامل المختلفة التي قد تساهم في تمدد الأوعية الدمويّة، ومن هذه العوامل بيئيّة ومنها وراثيّة، وقد تظهر هذه الحالة نتيجة تأثير العومل البيئية والوراثية معًا، ونوضح فيما يأتي عددًا من هذه العوامل والأسباب:
- التعرّض لأشعّة الشمس وللحرارة العالية؛ فقد يؤدي إلى الإصابة بتمدّد الأوعية الدمويّة؛ لذلك تظهر معظم الإصابات في مناطق الجلد المتعرّضة للشمس والهواء.
- شرب الكحول ؛ حيث يؤثر شرب الكحول في تدفق الدم في الأوعية الدمويّة، فضلًا عن تأثيراته السلبية في أعضاء الجسم الأخرى، بما في ذلك الكبد.
- تصلّب الجلد (بالإنجليزية: Scleroderma)؛ والذي يتمثل بانكماش الجلد وتصلبه.
- ضعف الأوعية الدمويّة الناجم عن التقدّم في العُمُر.
- قد يؤدي الحمل إلى التسبب بضغط كبير على الأوعية الدمويّة؛ مما يؤدي لتمدد الأوعية الدمويّة وتوسعها.
- الإصابة بمرض الذئبة الحماميّة المجموعيّة أو الذئبة الحماميّة الشاملة (بالإنجليزية: Systemic lupus erythematosus)؛ فقد يؤدي ذلك إلى زيادة حساسيّة الجلد تجاه درجات الحرارة العالية وتجاه أشعة الشمس.
- التهاب العضلات والجلد (بالإنجليزية: Dermatomyositis)؛ وهو أحد أنواع الالتهابات التي تصيب الجلد والأنسجة العضلية .
- الإصابة بمرض الوردية أو وردية الوجه أو العد الورديّ (بالإنجليزية: Rosacea)؛ وهو أحد الاضطرابات التي يحدث فيها انتفاخ للأوعية الدمويّة في الوجه؛ ممّا يؤدي إلى ظهور الأنف والخدين باللون الورديّ.
- حبّ الشباب (بالإنجليزية: Acne).
- استخدام بعض الأدوية التي تساهم في توسّع الأوعية الدمويّة؛ كالاستخدام المزمن لأدوية الكورتيكوستيرويد (بالإنجليزية: Corticosteroid) الفموية أو الموضعية التي تؤدي إلى ضعف وترقّق الجلد.
- التعرّض لإصابة في الجلد.
- الشقوق الجراحيّة في الجلد.
عوامل الخطر
قد ترتفع فرصة الإصابة بتمدّد الأوعية الدمويّة في حال وجود بعض عوامل الخطر الآتية:
- وجود تاريخ عائليّ للإصابة بدوالي الساقين (بالإنجليزية: Varicose veins).
- عدم ممارسة التمارين الرياضيّة .
- المعاناة من السُمنة.
- تكون فرص إصابة النساء أعلى من فرص إصابة الرجال.
التشخيص
لتشخيص الإصابة بتمدّد الأوعية الدمويّة يسأل الطبيب الشخص المعنيّ عن الأعراض الظاهرة عليه، ويتحقق من سجله الصحيّ، بالإضافة إلى إجراء الفحص الجسديّ لتشخيص الإصابة، وقد يحتاج الطبيب إلى إجراء بعض الاختبارات التشخيصيّة الأخرى في حال وجود شكٍّ بتسبب أحد الاضطرابات الصحيّة بتمدّد الأوعية الدمويّة، ومن هذه الاختبارات ما يأتي:
- تحليل الدم .
- تحليل وظائف الكبد.
- التصوير الطبقيّ المحوريّ (بالإنجليزية: CT- scan).
- التصوير بالرنين المغناطيسيّ (بالإنجليزية: MRI scan).
- التصوير بالأشعّة السينيّة (بالإنجليزية: X-rays).
العلاج
لا يوجد إلى الآن علاج يمنع الإصابة بتمدّد الأوعية الدمويّة، ولكن توجد بعض العلاجات التي قد تساهم في التخفيف من ظهور الأوعية الدمويّة على سطح الجلد، علمًا أنّ معظم الأشخاص المصابين بهذه الحالة يفضلون التخلّص من الشعيرات الدمويّة المتمددة؛ وذلك لأسبابٍ تجميليّة وللتخلّص من الشعور بالانزعاج، ويُشار إلى أنّ تحديد العلاج المناسب يعتمد على تشخيص الإصابة وسبب حدوثها، وفيما يأتي نوضح بعض طرق العلاج التي قد تساهم في التخفيف من ظهور الشعيرات الدمويّة على سطح الجلد:
- العلاج بالليزر: حيث يُعد العلاج بالليزر (بالإنجليزية: Laser therapy) من أفضل الطرق المباشرة لعلاج تمدد الشعيرات الدمويّة، وأقلّها توغّلًا في الجلد؛ لذلك لا يسبّب الشعور بالألم، ويحدث التعافي خلال فترة قصيرة، ويتمّ استخدام العلاج بالليزر لعلاج الأوعية الدمويّة المتمدّدة في الوجه والشعيرات الدمويّة المتكسرة، حيث يؤدي استخدام الليزر إلى انسداد الأوعية الدمويّة المتمددة.
- المعالجة بالتصليب: حيث يتضمن العلاج بالتصليب (بالإنجليزية: Sclerotherapy) حقن محلول خاص في الأوردة المتمددة مما يؤدي إلى تندّبها، ويترتب على ذلك إعادة توجيه مسار الدم إلى الأوردة السليمة، مما يؤدي إلى تلاشي الأوردة التي تم حقنها خلال عدّة أسابيع، وفي بعض الحالات قد يستغرق تلاشي الأوردة المتمددة شهرًا أو أكثر للحصول على النتيجة الكاملة، ويُشار إلى وجود بعض الحالات التي تستدعي تكرار العلاج بالتصلب لعدة مرات للحصول على نتيجة جيدة.
- الاستئصال الجراحيّ: حيث يتم في الاستئصال الجراحيّ (بالإنجليزية: Excision surgery) إزالة الأوردة المتسّعة، إلاّ أنه يعد من الإجراءات التي تتطلّب فترة تعافي أطول مقارنةً بطرق العلاج الأخرى، بالإضافة إلى أنه قد يؤدي إلى الشعور بالألم الشديد.
- المضادات الحيوية: حيث في بعض الحالات تظهر الشعيرات الدمويّة نتيجة الإصابة ببعض الاضطرابات الصحية مثل العدّ الورديّ أو حبّ الشباب فيمكن للطبيب أن يصف بعض المضادّات الحيويّة (بالإنجليزية: Antibiotic) الفمويّة أو الموضعيّة المناسبة؛ مما يساهم في التخفيف من مشكلة توسّع الأوعية الدمويّة.
طرقق الوقاية
توجد بعض النصائح والإجراءات التي قد تساعد على منع تمدّد الأوعية الدمويّة، وفيما يأتي توضيح ذلك:
- تجنّب استخدام أدوية الستيرويد الموضعيّة، إلا إذا وصفها الطبيب.
- تقليل التعرّض لدرجات الحرارة العالية أو المنخفضة.
- حماية البشرة من أشعّة الشمس من خلال ارتداء القبعة، والنظارات الشمسيّة، واستخدام الواقي الشمسيّ.
- استخدام المنظفات اللطيفة على البشرة التي لا تحتوي على العطور والأصباغ.