أسباب نزيف الأنف المفاجئ
أسباب نزيف الأنف المفاجئ
نظرًا لأنّ موقع الأنف في منتصف الوجه وما يحتويه على كميات وفيرة من الأوعية الدموية في بطانة الأنف والتي تقع بالقرب من السطح إضافة إلى أنّ بطانة الأنف تُعدّ طبقة رقيقة جدًّا فإنّ ذلك قد يجعل أقل ضربة أو إصابة سببًا لحدوث نزيف الأنف، واعتمادًا على موقع حصول النزيف فإنّه يتم تصنيف نزيف الأنف إلى نزيف أنف أمامي ونزيف خلفي، حيث تختلف هذه الأنواع -والتي سيتم بيانها لاحقًا بشيء من التفصيل- باختلاف الأسباب المؤدية إلى حدوثها، إلّا أنّه يجدر بالذكر أنّ أغلب حالات نزيف الأنف تعد مجهولة السبب، كما أنّها تحصل بشكل غير متوقع وتلقائي.
أسباب نزيف الأنف الأمامي
يعد نزيف الأنف الأمامي من أكثر أسباب نزيف الأنف شيوعًا، خاصة لدى الأطفال ، وفي غالب الأمر لا يُعد هذا النزيف خطِرًا، إذ لا يتطلب عناية طبية في العادة ويمكن علاجه في المنزل مالم يستمر النزيف لمدة طويلة دون التمكن من السيطرة عليه أو في حال حدوثه لدى الرضع والأطفال الصغار، إذ هنا لابد من طلب استشارة طبية، وتجدر الإشارة إلى أنّ الجزء الأمامي للأنف وبالأخص الجهة السفلى من الجدار الأنفي المعروف بالحاجز (بالإنجليزية: Septum) يُعد الأساس ونقطة البدء لنزيف الأنف الأمامي، حيث يوجد هناك العديد من الأوعية والشعيرات الدموية الدقيقة التي يمكن أن تتلف بسهولة، ويُعرف هذا الجزء من الأنف بضَفيرة كِيسِلباخ (بالإنجليزية: Kiesselbach's plexus) أو منطقة ليتل (بالإنجليزية: Little's area)، وفي الحقيقة فإنّ نزيف الأنف الأمامي قد يحصل دون التمكن من معرفة السبب الرئيس وراء حصوله في العديد من المرات، ومن جهة أخرى قد يرجع السبب وراء الإصابة بنزيف الأنف الأمامي لعدة أسباب أهمها:
- التعرض لإصابة بالأنف، أو العبث بالأنف بشدة، وتعدّ أكثر الأسباب شيوعًا.
- انسداد الأنف؛ والذي ينجم غالبًا عن الإصابة بعدوى كالزكام، أو الإنفلونزا، أو الإصابة بالتهاب الجيوب (بالإنجليزية: Sinusitis) والذي ينجم عن عدوى في الفتحات المملوءة بالهواء داخل عظام الخد والجبين.
- التعرض لهواء جاف أو ارتفاع درجة الحرارة الذي قد يُسبب جفاف المنطقة داخل الأنف.
- حساسية الأنف (بالإنجليزية: Hay fever) أو أنواع أخرى من الحساسية.
- المكوث في المرتفعات العالية.
- الاستخدام المفرط لمضادات الاحتقان (بالإنجليزية: Decongestants).
- انحراف الحاجز الأنفي (بالإنجليزية: Septal deviation) والذي قد يكون خَلقيًّا؛ أي يظهر منذ الولادة أو قد يظهر بعد التعرض لضربة على الأنف؛ بحيث يُسبب هذا الانحراف إعاقة لجريان الهواء داخل الأنف مما ينجم عن ذلك جفاف الأنف والنزيف، وغالبًا ما يكون موقع النزيف في الجزء الأمامي من انحراف الحاجز الأنفي.
أسباب نزيف الأنف الخلفي
ينجم نزيف الأنف الخلفي عن تعرض أفرع الشريان المغذي للأنف للإصابة والضرر، حيث يؤدي ذلك إلى جعل الدم أكثر كثافة بالمقارنة مع نزيف الأنف الأمامي، وعادة ما يتدفق دم نزيف الأنف الخلفي باتجاه الحلق، وغالبًا ما يُستدل على هذا النوع من نزيف الأنف في حال استمر النزيف من الأنف لمدة تزيد عن 20 دقيقة أو في حال بدء النزيف بعد تعرض الرأس أو الوجه للإصابة أو الضرب، وهنا ينبغي طلب الرعاية الطبية فقد يكون الأنف مكسورًا، وفي الحقيقة إنّ نزيف الأنف الخلفي يظهر بشكل شائع أكثر لدى كبار السن ومرضى ارتفاع ضغط الدم مما يتطلب عناية طبية في العادة، ومن المهم الإشارة هنا أنّ ارتفاع ضغط الدم بحد ذاته لا يُسبب نزيف الأنف الخلفي بل يزيد من مدة جريان الدم ونزيفه في حال ابتدأ النزيف لأي سبب من الأسباب، كما أنّه من المهم تلقي المساعدة الطبية في حال الشك بنزيف الأنف الخلفي، أمّا فيما يتعلق بالأسباب الأخرى لنزيف الأنف الخلفي فهي كما يأتي:
- إجراء عملية جراحية للأنف في وقت سابق.
- تصلب الشرايين، من الدهون أو الكوليسترول أو غيرها من المواد التي قد تتراكم في الشرايين.
- نقص الكالسيوم.
- التعرض لمواد كيميائية مهيجة.
- تناول بعض أنواع الخيارات الدوائية كالأسبرين (كالإنجليزية: Aspirin)، ومضادات التخثر كالهيبارين (كالإنجليزية: Heparin) والوارفارين (بالإنجليزية: Warfarin)، وأدوية التهاب المفاصل (بالإنجليزية: Arthritis).
أسباب أقل شيوعًا لنزيف الأنف
أمّا فيما يتعلق بالأسباب الأقل شيوعًا لنزيف الأنف فيُمكن إجمالها في النقاط الآتية:
- شرب الكحول.
- أورام الأنف أو الأورام المجاورة للأنف وأورام الجيوب، وقد تكون هذه الأورام حميدة وغير سرطانية؛ كالسلائل الأنفية (بالإنجليزية: Nasal polyp).
- الحمل.
- بعض الأمراض الجينية، ونذكر منها حالة توسع الشعيرات النزيفي الوراثي (بالإنجليزية: Hereditary Hemorrhagic Telangiectasia)، المعروف أيضًا باسم مرض أوسلر ويبر-روندو (بالإنجليزية: Osler–Weber–Rendu disease)، الذي يمكن توراثه بين أجيال العائلة الحاملة لهذا الجين ويُعد العرض الرئيس لهذا المرض هو نزيف الأنف المتكرر والذي يظهر دون سبب محدد ويتفاقم للأسوأ مع تقدم الوقت.
- اضطرابات الدم ، حيث يفقد الدم قدرته على التخثر بسبب وجود خلل في الصفيحات الدموية، ويمكن الشك بالإصابة بهذه الاضطرابات في حال استمرار نزيف الأنف دون توقف، أو المعاناة من نزيف كثيف خارج من اللثة أو عند التعرض لجروح صغيرة، ومن الأمثلة على اضطرابات تجلط الدم ما يأتي:
- قلة الصفيحات المناعي ( بالإنجليزية: Immune thrombocytopenia).
- ابيضاض الدم (بالإنجليزية: Leukemia)، والذي غالباً ما يُرافقه العديد من الأعراض الأخرى.
- نزف الدم الوراثي أو الهيموفيليا (بالإنجليزية: Haemophilia) الذي يُعدّ من الأمراض الوراثية.
- مرض فون ويل براند (بالإنجليزية: Von Willebrand disease) الذي يندرج تحت الأمراض الوراثية.
- اضطراب نقص عامل التخثر II أو V أو VII.
- مضاعفات لأمراض أخرى:
- حمى الروماتيزم (بالإنجليزية: Rheumatic fever) الناجمة عن عدوى التهاب البلعوم بالعقديات (بالإنجليزية: Strep throat).
- تشمّع الكبد (بالإنجليزية: Liver cirrhosis).
- حساسية القمح (بالإنجليزية: Celiac disease) الناجم عن حساسية من مادة الغلوتين.
- داء الليشمانيات (بالإنجليزية: Leishmaniasis)، ويُعد من الأمراض الطفيلية التي تنتقل عبر ذبابة الرمل.
- مرض فيروس إيبولا (بالإنجليزية: Ebola disease)، حيث يُعد الطفح النزفي في جميع أجزاء الجلد من الأعراض للمراحل المتقدمة لهذا المرض.
- تضيق الأبهر (بالإنجليزية: Aortic coarctation).
- التهاب كبيبات الكلى (بالإنجليزية: Glomerulonephritis)، غالبًا ما يحصل هذا الالتهاب بشكلٍ حاد وقد تتسبب الاضطرابات المناعية بظهوره.
- فقر العامل العاشر (بالإنجليزية: Factor X deficiency) المعروف أيضًا باسم عامل ستيوارت براور (STUART -PROWER FACTOR)، والذي ينجم بسبب الافتقار إلى البروتين.
الأشخاص الأكثر عرضة لنزيف الأنف
يُعد نزيف الأنف أمرًا شائعًا بين الناس فقد يحصل بين الحين والآخر، ويمكن أن يعاني منه جميع الأفراد إلّا أنّ هناك بعضهم يكونون أكثر عرضة للإصابة به وهم:
- الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2-10 سنوات.
- البالغون الذين تتجاوز أعمارهم 45 عامًا.
- الحوامل، حيث تؤدي زيادة مستويات بعض الهرمونات إلى التأثير في الأوعية الدموية وقد تغير الدورة الدموية.
- الأشخاص الذين يستخدمون مضادات التخثر (بالإنجليزية: Anticoagulants) والأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin).
- مرضى اضطرابات تخثر الدم وارتفاع ضغط الدم، وقد تزداد مدة النزيف وكثافته لديهم.
نصائح للوقاية من نزيف الأنف المفاجئ
توجد العديد من النصائح التي يمكن اتباعها للوقاية من نزيف الأنف المفاجىء، فيما يأتي مجموعة منها:
- تقليم أظافر الأطفال بشكل مستمر والحفاظ عليها قصيرة لتجنب نقر وخدش الأنف بأظافرهم.
- استخدام جهاز ترطيب الهواء في فترة المساء للتخفيف من تأثير الهواء الجاف داخل الغرف.
- الإقلاع عن التدخين؛ لأن التدخين يزيد من جفاف الأنف ويزيد من تهيجه.
- فتح الفم عند العطاس.
- تجنب استخدام بعض الخيارات الدوائية التي من شأنها زيادة جفاف الأنف والتي قد تُسبب نزيف الأنف أو حتى تؤدي إلى تفاقمه سوءًا كأدوية الرشح والحساسية، كما يُنصح بمناقشة هذا الأمر مع الطبيب لمعرفة وعدم إيقاف أي نوع من الأدوية قبل إخبار الطبيب وموافقته على ذلك.
- ترطيب الأنف باستخدام المحاليل الملحية الأنفية، أو باستخدام الفازلين المعروف بالهلام النفطي أو البتروليوم جيلي (بالإنجليزية: Petroleum jelly) أو مراهم المضادات الحيوية ثلاث مرات في اليوم، ومن هذه المنتجات الباسيتراسين (بالإنجليزية: Bacitracin).
- الوقاية من تكرار النزيف بعد حصوله أول مرة وذلك بعدم اللعب بالأنف بالإظفر أو الزفير بقوّة، تجنب إنحناء الرأس للأسفل لحمل شي ثقيل، الحفاظ على الرأس أعلى من مستوى القلب.