طرق منزلية لمعرفة نوع الجنين
الحمل
يحدث الحمل نتيجة تلقيح حيوان منوي للبويضة بعد خروجها من المبيض في فترة الإباضة، وتنتقل البويضة المخصّبة إلى داخل الرحم لتنغرس في جداره، وهذا ما يُعرف بالانغراس (بالإنجليزية: Implantation)، ويُعدّ إتمام عملية الانغراس بنجاح بداية رحلة الحمل التي غالباً ما تستمر لمدة 40 أسبوعاً في الحمل الكامل، وعلى الرغم من التقدّم الطبي والتكنولوجي في عالم الحمل، والذي وصل إلى إمكانية تحديد جنس الجنين، وكمية السائل في رحم الأم، ووزن الطفل قبل الولادة، والعديد من الأمور الأخرى، إلا أنّ هناك مجموعة من الأساطير والخرافات التي تدور حول الحمل والولادة والتي يُصدّقها الكثير من الناس.
طرق منزلية لمعرفة جنس الجنين
ونذكر منها ما يلي:
- تعليق حلقة فوق البطن: تتم هذه الطريقة من خلال تعليق خاتم الزفاف بخيط على بطن المرأة الحامل ومراقبة طريقة تأرجحه فإذا كان يتأرجح ذهاباً وإياباً فالجنين ذكر، أمّا إذا كان يتحرك في دائرة فالجنين أنثى، وفي الواقع ليس هناك أساس علميّ لهذه المشاهدة أبداً.
- الخَط الأَسود: يُعرف الخط الأسود بالخط الداكن الذي يظهر لدى بعض النساء من عظمة الحوض ومنتصف البطن، إلى السرة ، وقد يمتدّ إلى أبعد من ذلك ليصل إلى منطقة قريبة من الجزء العلوي من القفص الصدري في الوسط. وتُشير النظرية إلى أنّ امتداد الخط إلى السرة يدلّ على الحمل بأنثى، أمّا امتداده إلى أعلى من ذلك فإنّه يدلّ على الحمل بذكر، ويجدر بيان عدم وجود أساس علميّ يدعم هذه النظرية.
- حدس الأم: يزعم البعض أنّه بإمكان المرأة أن تعرف ما إذا كانت تحمل بجنين ذكر أو أنثى اعتماداً على حدسها، والصحيح أنّ الدراسات لم تدعم بعد هذه النظرية.
- اختبار صودا الخبز: يتمّ هذا الاختبار من خلال خلط البول مع صودا الخبز فإذا تكوّنت فقاعات في المزيج فإنّ الاختبار يُشير إلى الحمل بجنين ذكر، أمّا إذا لم يحدث شيء فإن الاختبار يشير إلى الحمل بأنثى، وهنا ننُوّه إلى عدم وجود أساس علمي لهذه المشاهدات؛ إذ إنّ حموضة البول تتأثر بعوامل عدّة، منها: مدى رطوبة جسم الحامل، ونظامها الغذائي، ومستوى نشاطها البدني، بينما لا يوجد دليل على أنّ درجة حموضة البول تتغير بناءً على جنس الجنين.
- موعد حدوث الحمل: هناك مخططات صينية قديمة لتوقع جنس المولود (بالإنجليزية: The Ancient Chinese Gender chart) تدّعي أنّ الشهر الذي حملت فيه المرأة، وعمرها يُمكن أن يساعدا بالتنبؤ بجنس الجنين.
- مقدار الزيادة في وزن الأب: تدّعي هذه الخرافة أنّ زيادة وزن الأب مؤشر على حمل المرأة بجنين ذكر، وأنّ عدم زيادة وزنه مؤشر على حملها بأنثى. والصحيح أنّه لا يوجد دليل طبيّ على صحة هذه الخرافة، إلا أنّ بعض الرجال يكتسبون الوزن، وقد يعانون من أعراض الحمل كالغثيان، وهو ما يعرف بمتلازمة كوفاد (بالإنجليزية: Couvade syndrome) أو الحمل التعاطفيّ، وهو غير مرتبط بجنس الجنين.
أعراض الحمل ونوع الجنين
تدور في الأوساط الشعبية العديد من الاعتقادات حول تحديد جنس الجنين ، ولذا سنذكر فيما يأتي هذه الاعتقادات بشيء من التفصيل ونوضح وجهة نظر العلم فيها:
- غثيان الصباح: تُعاني أكثر من 50% من النساء الحوامل من الغثيان خلال الأشهر الثلاثة الأولى، إلا أنّ بعض الناس يعتقدون أن غثيان الصباح الحادّ يُشير إلى أنّ جنس الجنين هو أنثى؛ اعتقاداً منهم أنّ النساء اللواتي يحملن الإناث لديهنّ مستويات أعلى من الهرمونات، مما يؤدي إلى تفاقم غثيان الصباح، في حين أنّ النساء اللواتي يحملن الذكور يُعانين من غثيان أقل لأنّ مستويات الهرمون لديهنّ أقل. وهنا نُشير إلى أنّ عدد الدراسات التي تؤيد هذه النظرية قليل جداً.
- الرغبة الشديدة بتناول بعض الأطعمة: تزعم إحدى الأساطير أنّ النساء اللاتي يحملن الذكور يشتهين الأطعمة المالحة؛ مثل: رقائق البطاطس، وأنّ النساء اللواتي يحملن الإناث يُفضّلن الأطعمة الحلوة، مثل: الآيس كريم والشوكولاته. والصحيح أنّ رغبة الحامل الشديدة بتناول أطعمة معيّنة ترتبط باحتياجاتها الغذائية، كما يُعتقد بوجود تشابه بين الأطعمة التي تشتهيها المرأة مباشرة قبل فترة الحيض، وتلك التي تتوق إلى تناولها أثناء الحمل.
- صحة الشعر والجلد: تذكر إحدى الأساطير أنّ الحمل بالأنثى يُسبّب تدهور صحة الجلد والشعر لدى الحامل، مثل: ظهور حب الشباب، وتعرّجات الشعر، في حين أنّ الحمل بذكر لا يؤدي إلى أيّ تغيير في المظهر، والحقيقة أنّ التغيرات الهرمونية الواسعة التي تحدث خلال فترة الحمل تؤثر في صحة جلد وشعر معظم النساء، بغض النظر عن جنس الجنين؛ فقد ذكرت إحدى الدراسات أنّ أكثر من 90% من النساء الحوامل تعرضن لتغيرات في مظهر بشرتهنّ وشعرهنّ بغض النظر عن جنس الجنين.
- معدل ضربات القلب: يُعتقد أنّ معدّل نبضات الجنين الذي يقلّ عن 140 نبضة في الدقيقة يُشير إلى الحمل بذكر، بينما يُشير عدد نبضات القلب الذي يزيد عن 140 نبضة في الدقيقة إلى الحمل بأنثى، والصحيح أنّه لا توجد حقيقة قوية تثبت ذلك؛ فقد كشفت دراسة أنّه لا يوجد فرق بين معدل ضربات قلب الذكر والأنثى أثناء الحمل المبكّر.
- مظهر بطن المرأة الحامل: يشيع بين الناس اعتقاد أنّ المرأة التي تحمل بجنين ذكر يتدلّى بطنها للأسفل، بينما يكون بطن المرأة التي تحمل بأنثى مرفوعاً، والحقيقة أنّ شكل بطن المرأة الحامل يرتبط بشكل الرحم، وعضلات البطن، وطبيعة جسم المرأة، ولا علاقة له بجنس الجنين.
- تقلب المزاج: تُشير إحدى الخرافات إلى أنّ النساء الحوامل اللواتي لا يواجهن تقلبات مزاجية شديدة يحملن بالذكور، في حين أنّ النساء اللاتي يُعانين من تغييرات ملحوظة في الحالة المزاجية يحملن بالإناث، والحقيقة أنّ معظم النساء يتقلب مزاجهن أثناء الحمل، وخاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى، وذلك للعديد من الأسباب المتعلّقة بالضغوط الجسدية، والإرهاق، والتغيرات الهرمونية، وعوامل أخرى لا علاقة لها بجنس الجنين.
الطرق المؤكدة لمعرفة نوع الجنين
تضمّ الطرق المؤكدة لمعرفة نوع الجنين ما يأتي:
- فحص السونار: يتمّ الكشف عن جنس الجنين من خلال فحص السونار بين الأسبوع السادس عشر والعشرين، رغم أنّ القضيب أو الفرج يبدأ بالتكوّن منذ الأسبوع السادس، إلا أنّ المنطقة التناسلية تكون متشابهة بشكل كبير بين الذكر والأنثى حتى الأسبوع الرابع عشر، وبحلول الأسبوع الثامن عشر يستطيع الطبيب المختصّ تحديد الجنس ما إذا كان الطفل في وضعيّة تسمح له بمشاهدة الأعضاء التناسلية .
- اختبار ما قبل الولادة غير الجراحي: (بالإنجليزية: (Non-invasive prenatal testing (NIPT)، وهو اختبار للدّم، يُمكن إجراؤه بهدف الكشف عن إصابة الجنين بمتلازمة داون ، وبعض أمراض الكروموسومات الأخرى، كما يُمكن من خلال هذا الاختبار البحث عن أجزاء من كروموسوم الذكورة في دم الأم، والتي يمكن استخدامها لتحديد الحمل بذكر أو أنثى، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا الاختبار يُجرى عادة للنساء الأكثر عرضة لخطر إنجاب طفل مصاب باضطرابات الكروموسومات .
- فحص خملات الكوريون: (بالإنجليزية: Chorionic villus sampling) أو اختبار بَزل السّلى (بالإنجليزية: Amniocentesis)، ويتم خلال فحص خملات الكوريون أخذ عينة من زغابات المشيمة، وهي بروزات صغيرة لأنسجة المشيمة تُشبه الأصابع وتحتوي على نفس المادة الجينية المكوّنة للجنين، ويتمّ فحص العينة لمعرفة مشاكل الكروموسومات وبعض المشكلات الجينية الأخرى. أمّا بزل السلى فهو إجراء يتمّ فيه سحب عيّنة من السائل الأمنيوسي الذي يحيط بالجنين ويحميه أثناء الحمل، ويحتوي على خلايا الجنين والبروتينات المختلفة؛ بهدف الاختبار أو العلاج. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الاختبارات لا تُجرى بهدف تحديد نوع الجنين بشكل روتيني؛ نظراً لزيادة خطر حدوث الإجهاض مع هذه الاختبارات.