أسباب حدوث سرطان الثدي
أسباب سرطان الثدي
يحدث سرطان الثدي (بالإنجليزية: Breast cancer) عندما تتعطّل الوظائف التي تتحكّم في نمو خلايا الثدي وانقسامها نتيجة تغيّر في طبيعة الحمض النووي أو حدوث طفرةٍ فيه، وعلى الرغم من أنّ دور الجهاز المناعي يتمثل بقتل هذه الخلايا وتدميرها، لكن بعض الخلايا قد تفلت من قبضة الجهاز المناعي ولا يتم القضاء عليها في المُرحلة المُعتادة لذلك من دورة حياتها، وتنمو معتمدةً على الغذاء والطاقة، بحيث تحرم الخلايا المُحيطة بها من النّمو، ممّا يؤدي إلى تكاثر الخلايا بشكلٍ تصعُب السيطرة عليه، ويترتب على ذلك تشكّل ورمًا داخل الثدي، ومع هذا وذاك، فلا يزال السّبب الرئيسي الكامن وراء حدوث سرطان الثدي غير معروف، لكن توجد عوامل تزيد من خطر الإصابة به.
عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي
يعرّف عامل الخطر (بالإنجليزية: Risk factor) على أنّه أيّ شيءٍ قد يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي، ومع ذلك فإنّ بعض السيدات ليس لديهنّ أيّ عوامل خطر تُنبئ باحتمالية إصابتهنّ بسرطان الثدي عدا كونهنّ إناثًا، إلا أنّهنّ قد أُصبن به، وعليه يُمكن القول أنّ وجود إحدى عوامل الخطر أو عدّة عوامل منها لا يعني أنّ الشخص سيُصاب بسرطان الثدي ضرورةً، والعكس صحيح.
عوامل الخطر غير القابلة للتعديل
إنّ للإصابة بسرطان الثدي عوامل خطر غير قابلة للتعديل، وفيما يلي بيان لأبرز هذه العوامل:
- أن يكون الجنس هو أنثى؛ حيث تعدّ النساء أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي مُقارنةً بالرجال.
- التقدم في العمر؛ حيث يزداد خطر الإصابة بسرطان الثدي مع تقدم العمر وخصوصًا بعد بلوغ سنّ الخمسين.
- الطفرات الوراثية أو ما يعرف بالتغيرات الجينية الموروثة والتي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض لدى السيدات؛ تحديدًا جينيّ (BRCA1) و(BRCA2)، ووفقًا لدراسة نشرتها مجلة علم الوراثة الطبية (بالإنجليزية: Journal of Medical Genetics) في عام 2003م فإنّ ما نسبته 5-10% من حالات الإصابة بسرطان الثدي تُعزى إلى الجينين (BRCA1) و(BRCA2)، حيثُ تتميّز هذه الجينات بنفوذيتها الجينية العالية وارتباطها بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي وأنواع أخرى من السرطانات لدى الرجال والنساء ممّن لديهم طفرة في هذه الجينات، وتجدر الإشارة إلى أنّ السرطان يتطوّر عندما يحدث تراكم للطفرات في تلك الجينات.
- حالات بدء الطّّمث المبكر؛ أيّ بدئه قبل سنّ الثانية عشر، وحالات انقطاعه المُتأخر؛ أيّ انقطاعه بعد سنّ 55 عام، وينطوي على كلتا الحالتين تعريض السيدات لهرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) لفترةٍ أطول وبالتالي زيادة خطر إصابتهنّ بسرطان الثدي؛ وحول هرمون الإستروجين فيتمّ إفرازه من المبايض عند البلوغ بهدف تنظيم الدورة الشهرية ، ولكن يُحفّز هذا الهرمون في بعض الأحيان نمو خلايا سرطان الثدي ويدعم تطوّرها.
- الأثداء ذات الأنسجة عالية الكثافة، والتي تحتوي بطبيعتها على أنسجة ضامّة أكثر من الدهنية، والتي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وقد تجعل إمكانية مُلاحظة الأورام عند إجراء التصوير الإشعاعي للثدي (بالإنجليزية: Mammography) أمرًا صعبًا.
- إصابة المرأة مُسبقًا بسرطان الثدي أو أنواع مُعينة من أمراض الثدي غير السّرطانية، فذلك يجعلُها أكثر عُرضة لتطوّر سرطان الثدي مُستقبلًا، ويُعتبر فرط التّنسج اللانمطي (بالإنجليزية: Atypical Hyperplasia) والسرطان الفصيصي الموضعي (بالإنجليزية: Lobulur Carcinoma In Situ) من الأمثلة على أمراض الثدي غير السّرطانية التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
- التعرّض للعلاج الإشعاعي في منطقة الصّدر أو الثديين قبل سنّ الثلاثين، وقد يحدث ذلك في حالات علاج الإصابة بمرض هودجكين أو ما يعرف بلموفمة هودجكين (بالإنجليزية: Hodgkin's lymphoma)، ممّا يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي في وقتٍ لاحقٍ من العمر.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي، ويتمثل ذلك بإصابة قريب من الدرجة الأولى بهذا النّوع من السّرطانات؛ حيث تشكّل إصابة الأم، أو الأخت، أو الابنة، أو حتى أحد الذكور من الدرجة الأولى عامل خطر يزيد من احتمالية إصابة السّيدات بسرطان الثدي، وكذلك وجود عدّة حالات في الأقارب الأبعد صلةً، حيثُ تشكّل نسبة سرطانات الثدي التي تمتلك عامل خطر مُرتبط بالتاريخ العائلي ما نسبته 15-20% من إجمالي حالات الإصابة بسرطان الثدي وذلك وفقًا لذات الدراسة التي تمّت الإشارة إليها أعلاه والتي نشرتها مجلة علم الوراثة الطبية عام 2003م.
عوامل الخطر القابلة للتعديل
تشمل عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي والقابلة للتعديل ما يلي:
- الخمول وعدم ممارسة الأنشطة البدنية.
- إنجاب الطّفل الأول بعد سنّ الثلاثين، أو عدم حدوث حمل كامل لدى المرأة بشكلٍ مُطلق بحيث لم تتم عملية الرضاعة الطبيعية .
- الوزن الزائد وخصوصًا المُتزامن مع انقطاع الطمث، إذ يُصاحب ذلك زيادة في إنتاج هرمون الإستروجين وبالتالي زبادة خطر الإصابة بسرطان الثدي.
- شرب الكحول حتى وإن كان بكميات قليلة.
- استخدام حبوب منع الحمل (بالإنجليزية: Oral contraceptive pills)، فقد أشارت الأبحاث إلى أنّ استخدامها مُرتبط بخطر تطوّر سرطان الثدي بشكلٍ طفيف، ويُشار إلى أنّ خطر الإصابة بسرطان الثدي يبدأ بالتراجع بمجرد التوقف عن استخدام هذه الحبوب، ويعود مستوى الخطر لطبيعته ولما كان عليه قبل استخدام هذه الحبوب بعد التوقّف عن استخدامها بعشر سنوات.
- التعرّض للعلاج بالهرمونات البديلة (بالإنجليزية: Hormonal replacement therapy) بعد انقطاع الطمث بهدف التخفيف من أعراض هذه المرحلة ، ويُشار إلى أنّ تسبّبه بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي مُرتبط بأنواعه المُختلفة؛ سواءً أكان العلاج باستخدام التركيبات التي تحتوي على هرموني الإستروجين والبروجسترون (بالإنجليزية: Progesterone) معًا، أو تلك التي تحتوي على الإستروجين وحده، مع ضرورة التأكيد على أنّ العلاج بالإستروجين وحده يرفع معدل الخطر بشكلٍ أكبر، ويُذكر أنّ الاستخدام المطوّل للهرمونات البديلة ولمدة تزيد عن خمس سنوات يزيد من معدل الخطر ويساهم في بقائه مرتفعًا حتى بعد عشر سنوات من التوقف عن استخدامه، لذا يجب التحدث إلى الطبيب دائمًا لدراسة وضع السيدة قبل الشروع باستخدام العلاج بالهرمونات البديلة بهدف تقييم الفوائد والمخاطر واتخاذ الإجراء المُلائم بناءً على ذلك.