طرق تربية الأغنام
اختيار سلالة الأغنام الصحيحة
يُفضّل قبل البدء بمشروع تربية الأغنام أن يتم اختيار سلالة الأغنام الصحيحة، وذلك من خلال معرفة سبب تربيتها أو الغرض منها، إمّا للحوم، أو للصوف، أو للحليب والجبن، كما يجب النظر إلى المناخ المحلي الذي يتلاءم الأغنام، لذلك يجب استشارة مربّي الأغنام في ذات المنطقة، ومن الأمثلة على سلالات الأغنام الأكثر شيوعاً ما يأتي:
- الأغنام مزدوجة الغرض للحم والصوف، مثل:
- كوريدال
(بالإنجليزية: Corriedale)، تمتلك الأنواع الكبيرة منها لحوماً وفيرة وصوفاً لامعاً.
- دورست
(بالإنجليزية: Dorset)، ذات حجم متوسط، وتمتلك صوفاً أبيض وكثيفاً.
- بوليباي
(بالإنجليزية: Polypay)، أي الحملان التي تنتج بشكل متكرر وتنمو بسرعة.
- أغنام اللحوم فقط، مثل:
- هامبشير
(بالإنجليزية: Hampshire)، وهي نوع من أكبر السلالات.
- كاتادين
(بالإنجليزية: Katahdin)، تحتاج إلى نفقة منخفضة جداً.
- سوفولك
(بالإنجليزية: Suffolk)، وهي من السلالات الأكثر شعبية في الولايات المتحدة.
- أغنام الألبان، مثل:
- الايست فريزيان
(بالإنجليزية: East Friesian)، وهي منتج جيد للألبان، ولكن يصعب تربيتها.
- لاكون
(بالإنجليزية: Lacaune)، وهي منتجة جيدة للجبن.
- العواسي أو النعيمي
(بالإنجليزية: Awassi)، وهي سلالة تُربّى بسهولة، وتمتلك صوفاً أشعث.
أساليب تعليم الأغنام وتكاثرها
تمر الأغنام إناثًا (النعاج) وذكورًا (الكباش) قبل وأثناء تكاثرها بمراحل عديدة، بحيث تتطلب كل مرحلة مجموعة من الإجراءات السليمة المحددة بوقت معين لضمان إنتاجية عالية وذات جودة ممتازة ، وهذه المراحل كما يأتي:
تحديد سن البلوغ
يعتمد سن بلوغ الأغنام (بالإنجليزيّة: Age of Maturity) على السلالة ومكان وجودها، ويتراوح سن بلوغ الأغنام ما بين عام ونصف إلى 3 أعوام، وتُستخدم النعاج التي يتراوح عمرها بين عام ونصف إلى عامين في التزاوج، في حين يُفضل الانتظار من سن عامين ونصف حتى سن 7 أعوام لاستخدام الكباش للتزاوج.
تحديد فترة التزاوج والشبق
تُعتبر الأغنام من الحيوانات عديدة الدورة الموسمية، أي أنّها تمر بعدّة دورات من الشبق خلال موسم معين من السنة، ويعتمد الموسم على الموقع الذي تعيش فيه، حيث تكون الأغنام التي تعيش في سهول الهند على سبيل المثال مستعدة للتزاوج خلال فصل الخريف، في حين تستعد الأغنام التي تعيش في الجبال للتزاوج خلال فصل الصيف.
تتكرر دورة الشبق (بالإنجليزيّة: oestrous cycle) عند النعاج كل 14-20 يوم خلال الموسم (بمعدل وسطي 16 يوم)، وتستمر أعراض الدورة 30 ساعة في المتوسط ما لم تكن النعجة حامل، أو مصابة بعارض صحي، ومن أهم أعراض الدورة ما يأتي:
- انتفاخ الفتحة التناسلية الخارجية.
- كثرة التبول.
- انخفاض الشهية.
- الأرق.
تجهيز النعجة للتزاوج
وذلك من خلال الآتي:
قص صوف النعجة المعيق للتزاوج
ينمو صوف النعاج في منطقة منبت الذيل بطريقة تُعيق عملية التزاوج، لذلك لا بد من قص الصوف في هذه المنطقة لتسهيل حدوث التزاوج.
زيادة العلف والإطعام
تؤدي زيادة مستوى تغذية النعاج قبل موسم التزاوج إلى زيادة معدل التبويض وبالتالي زيادة معدل الحمل، وتهدف زيادة مستوى التغذية أثناء مرحلة التزاوج إلى مساعدة البويضة المخصبة على الالتصاق بجدار الرحم؛ مما يعني تثبيت الحمل وتقليل فرص موت الجنين.
وتُعرف زيادة مستوى الغذاء المقدم للنعاج في فترة التزاوج بهدف تحسين حالتها بالدفع الغذائي (بالإنجليزيّة: Flushing)، والذي يجب البدء به قبل أسبوعين من موسم التزاوج والاستمرار به ما بين أسبوعين إلى 4 أسابيع بعد التزاوج.
يتمّ الدفع الغذائي للنعاج بترك النعاج ترعى في المراعي أو تزويدها بالعشب الطازج، أو بتقديم ما يقارب الـ 450 غم من الحبوب لكل نعجة، وتعتمد نوعية العلف وكميته على الوقت من العام، ومدى وفرة العلف، وحالة النعجة، وتعتمد استجابة النعاج لهذه الممارسة على الآتي:
- العمر
تُظهر النعاج الناضجة استجابة للدفع الغذائي أكبر من النعاج الصغيرة.
- السلالة
تستجيب السلالات غزيرة الإنتاج أقل من غيرها من السلالات .
- حالة الجسم
تستجيب النعاج النحيلة للدفع الغذائي أكثر من النعاج التي تكون حالة جسمها أكبر من المتوسط، ويكون الدفع الغذائي مفيداً أكثر للنعاج التي لم يستعيد جسمها حالته الصحية بعد تعرضها لضغط الرضاعة خلال الموسم السابق.
- مرحلة موسم التكاثر
تكون الاستجابة أكبر في وقت مبكر أو متأخر من موسم التكاثر.
مزامنة فترة الشبق للنعجات
ويُقصد بها التحكم في دورة الشبق في قطيع من النعاج بحيث تحدث في جميع الحيوانات في وقت متقارب لا يتجاوز يومين إلى 3 أيام، ويمكن فعل ذلك بوضع تحميلة تحتوي على هرمون اصطناعي يمنع حدوث التبويض وهو هرمون كرونولون (بالإنجليزيّة: Cronolone) في مهبل كل نعجة، وبعد مرور 15-17 يومًا تُسحب التحميلة بشد الخيط المتصل بها.
ويُلاحظ أنّ النعاج ستدخل في حالة الشبق خلال عدّة أيام، ومن مزايا مزامنة فترة شبق النعاج ما يأتي:
- إمكانية التخطيط لموعد ولادة الحملان بحيث يتزامن مع حالة الطقس الجيد.
- توفير تكلفة العمالة، وذلك بحصر الحاجة إليها في فترة محددة.
- إمكانية التخطيط لتربية الحملان حسب طلب السوق.
- فعالية إدارة القطيع عندما تكون جميع النعاج في مرحلة متقاربة من الحمل.
تجهيز الكبش للتزاوج
وذلك من خلال الآتي:
حلق صوف الكبش بالكامل
ينصح مربو الأغنام بحلق صوف الكباش بالكامل قبل موسم التزاوج، أو على الأقل قص الصوف في منطقة الرقبة، والبطن، والمنطقة التناسلية لتسهيل عملية التزاوج.
تعليم الكبش
يستخدم مربو الأغنام عجينة مكونة من طلاء أسود أو أحمر ممزوج مع زيت بذور الكتان لدهن منطقة صدر الكبش مرة في الأسبوع خلال موسم التزاوج، وذلك بهدف معرفة النعاج التي تزاوج معها الكبش، وذلك عند انتقال جزء من العجينة الملونة إلى النعجة أثناء التزاوج.
أنظمة التزاوج
ومن هذه الأنظمة ما يأتي:
نظام القطيع
يُفضل مالكو قطعان الأغنام التجارية استخدام نظام القطيع (بالإنجليزيّة: Flock System) في التزاوج، ويتمثّل هذا النظام بترك كبش واحد يتزاوج مع 35-40 نعجة، وبحد أقصى 50 نعجة، على أن يتمّ التزاوج مع نعجة واحدة نهاراً ونعجة أخرى ليلاً، وهكذا طوال موسم التزاوج.
نظام القفص
يُعتبر نظام القفص للتزاوج (بالإنجليزيّة: Pen System) أكثر الأنظمة شيوعاً في مزارع الأغنام، ويعتمد على إدخال كبش منتقى بعناية على قفص أو حظيرة تحتوي على عدد معين من النعاج المنتقاة بعد عودتها من المرعى، وتركه معها طوال فترة الليل، وإخراجه في الصباح، وفي هذا النظام تُفصل النعاج عن الكباش خلال وجودها في المرعى.
الاختيار باليد
يُفضل مربو الأغنام السماح لنعجة في حالة الشبق بالتزاوج مع ذكر محدد خلال فترة يومين لتجنب زواج الأقارب، ولمعرفة وقت الحمل المتوقع، وتحديد خصائص الحملان المولودة، ويُعرف هذا النظام بنظام الاختيار باليد (بالإنجليزيّة: Hand Service).
ولمعرفة أيّ النعاج في مرحلة الشبق يُستخدم الكبش الكشاف (بالإنجليزيّة: teaser ram)، وهو كبش مخصي غير قادر على التزاوج ولكن يُستخدم لمعرفة أيّ النعاج ستقترب منه بهدف التزاوج، الأمر الذي يدل على أنّها في حالة الشبق.
التلقيح الصناعي
يحدث التلقيح الصناعي (بالإنجليزيّة: Artificial Insemination) عن طريق حقن 0.2 مل من السائل المنوي الطازج والذي لا يقل عدد الحيوانات المنوية فيه عن 120-150 مليون داخل عنق رحم النعجة باستخدام قسطر مزود بمبخة حلزونية الشكل، وهذه الطريقة أكثر صعوبة في الأغنام منها في الأبقار بسبب انخفاض نسبة تخفيف السائل المنوي للكباش وصعوبة حفظه.
تغذية الأغنام
تعتبر الأغنام من محبي العلف، ويمكنها الحصول على طعامها من المراعي والتبن، حيث إنّها تأكل الأعشاب المفيدة وتتخطّى معظم الأعشاب الضارة، كما يجب تزويدها بالعلف في أوقات معينة مع الحبوب أو غيرها من الأعلاف المركّزة التي تلبّي الاحتياجات الغذائية، وخاصةً للنعاج في مراحل الإرضاع والحمل، وتعتبر معظم أغذية الألبان مغذية للنعاج المرضعات.
توصي جامعة مينيسوتا بتزويد الأغنام بمزيج جيد من الحبوب التكميلية بمقدار 22.6 كجم من الذرة المقشرة، و9 كجم من الشوفان، و9 كجم من نخالة القمح، و4.5 كجم من بذور الكتان، كما أنّها تتطلب بروتيناً أكثر من حيوانات الرعي الأخرى.
وبما أنّ أعشاب المراعي غير وفيرة بكمية كافية من البروتين فإنّ مكملات الحبوب توفّر العناصر الغذائية الضرورية لنموها، والتي قد تحتوي على الفيتامينات والمكونات المعدنية اللازمة، وبما أنّ الأغنام تحتاج إلى الملح لمنع الانتفاخ، فإنّه يمكن تقديمه على شكل حبيبات، مع عدم استخدام الكتل.
إنشاء حظيرة الأغنام
يجب تصميم مرافق للأغنام تتناسب مع حجم القطيع والمناخ، مع الأخذ بعين الاعتبار حدوث الحمل خلال السنة، وترك مساحة في الحظيرة لتخزين الأعلاف واللوازم الخاصة بالأغنام، كما أنّه يجب تخصيص مكان لإيواء الحيوانات المريضة أو التي ولدت حديثاً.
الاعتناء بصحة الأغنام
يجب الاعتناء بصحة الأغنام لمنع تفشّي الأمراض بها، ويمكن ذلك من خلال الاستعانة بطبيب بيطري خبير قبل البدء بتربية الأغنام، كما يجب على المالك توفير بيئة آمنة لها من خلال الانتباه للصرف الصحي الجيد، والحفاظ على صحّة الفراش والطعام والماء، وإبعاد المبيدات الحشرية والأدوية الضارة عنها، بالإضافة إلى أنّه يجب توفير نظام غذائي صحي لضمان صحة الأغنام.