طبقة رجال الدين في العصور الوسطى
طبقة رجال الدين في العصور الوسطى
كان للكنيسة خلال فترة العصور الوسطى نظام ديني هرمي في فترة العصور الوسطى التي تمتد من سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية إلى بداية عصر النهضة في القرن الخامس عشر، وفيما يلي نذكر تقسيمات طبقة رجال الدين في العصور الوسطى:
البابا
وهو صاحب أعلى رتبة في الكنيسة وأهمها، بحيث كان يتمتع البابا أحياناً بسلطة أكبر من سلطة الحكام حينها، بحيث كان البابا يعمل على تعيين الكرادلة الخاصين بالملوك، ولم يكن الحكام حينها قادرين على مواجهة البابا والكنيسة، ولكن بعد نهاية العصور الوسطى بدأ نفوذ وسلطات البابا بالانخفاض.
وكان يعتبر البابا في العصور الوسطى الممثل النهائي لله على الأرض، وكان يتمتع بالكثير من الامتيازات الواسعة وكان له العديد من الواجبات المختلفة، مثل، تقرير الأمور ذات الأهمية الروحية والقيام بالعقائد الرسمية المسيحية في الكنيسة، وكذلك معاقبة المسيحين الذين يخالفون أوامر الكنيسة.
الأساقفة
هم أصحاب الرتبة الثانية في الكنيسة، وهم رجال الدين الذين يرأسون كاتدرائية أو منطقة ما، وكان يتم تعيين الأساقفة ورئيسهم من قبل البابا، وقد كان يعتقد أن الأساقفة هم خلفاء الرسل، مما أعطاهم القدرة والنفوذ على تولي الكثير من المناصب وخصوصاً قيادة المناطق غير المستقرة، وكذلك شاركوا في الحياة السياسية وفي المحاكم لإصدار الأحكام، وقد كانوا من الأشخاص الأغنياء في تلك الفترة.
وكما أن لهم العديد من الامتيازات، فقد كان مطلوب منهم العديد من الواجبات المختلفة والمتمثلة في أداء مراسم الزفاف في الكنيسة وإعطاء الحقوق و حل النزاعات وسماع الاعترافات وإعطاء البراءة.
الكهنة
هم أصحاب الرتبة الثالثة في الكنيسة، وهم الأفراد الذين يتعاملون مع عامة الناس غالباً، وليس من الشرط أن يكون الكاهن يجيد القراءة والكتابة، وكانوا معفيين من دفع الضرائب ، ومن الجدير بالذكر أن الكهنة هم رجال الدين المسؤولين عن الرعية أو القرية أو كنيسة البلدة.
ولا يتميز الكهنة بوجود الكثير من الامتيازات لديهم، وقد كان مطلوب منهم العديد من الواجبات، مثل، رواية حكايات القديسين لأبناء الكنيسة، وتعليم الناس أمور دينهم في الكنيسة يوم الأحد في حال كان الكاهن متعلماً، والاستماع إلى اعترافات الشعب ونصيحتهم، والمساعدة في جمع الضرائب، وكذلك رعاية المرضى الفقراء الذين لا يستطيعون الذهاب إلى الطبيب.
الرهبان
هم أصحاب الرتبة الرابعة في الكنيسة وهم أفقر الرتب أيضاً، ويعتبرون أتباع المسيح في الدير المسيحي، الذين يعملون على نشر الدين المسيحي، وقد كان رهبان العصور الوسطى يختلفون عن رهبان العصور السابقة، وكلمة راهب هي مشتقة من كلمة "فراتر" اللاتينية والتي تعني "الأخ".
وكانت هناك رتب مختلفة من الرهبان، ولم يكن الرهبان يتمتعون بأي امتيازات ولكن كانت عليهم العديد من الواجبات، مثل السفر لنشر الديانة المسيحية ولإلقاء الخطب الدينية، وتعليم الدين للناس، كما كانوا يعتاشون على الصدقات التي يجمعونها من الناس قبل أن تمنع الكنيسة هذا التصرف.