ضعف الدافعية لدى الطلاب
دافعية التعلم
تُعرف الدافعية بالأساس على أنّها الرغبة الشديدة التي لا يُدركها الفرد أو يُحللها على الأغلب، لكنه يستشعرها داخله بقوة، ويظهر ذلك من خلال مجموعةٍ من السلوكيات التي تُكوّنها الدافعية، كما ينظر بعض العلماء إلى مفهوم الدافعية على أنّه جامعٌ بين الحالة الداخلية للفرد والظروف الخارجية التي تُحركه، وينطبق هذا المفهوم على كثيرٍ من المجالات، منها مجال التعليم، حيثُ ضعف الدافعية لدى الطلاب في الدراسة، وتتمثل بعدم الرغبة في التعلم، والكسل في الدراسة، أو غياب الاستعداد لتلقي العلوم، بالإضافة إلى ضعف المشاركة الصفية، والتغيّب عن المدرسة والتسرب منها، إلى جانب التشبث بأي سبب من شأنه إبعاد الطالب عن المدرسة، وتتعدد عوامل ضعف الدافعية لدى الطلاب، والتي سمذكرها في هذا المقال، بالإضافة إلى ذكر بعض الحلول المُقترحة لتوليدها.
عوامل ضعف الدافعية لدى الطلاب
لضعف الدافعية عند الطلاب عدة أسباب، منها:
- عدم توفر البيئة المناسبة للتعليم ، وتتمثل بعدم ملائمة أسلوب المعلم في الشرح، أو التعامل النفسي السيء مع الطالب، سواءً من حيثُ الاستهانة بكرامته الإنسانية، أو شتمه، ورفع نبرة صوته بالتعامل معه، بالإضافة إلى الضرب وتقزيم الطالب بكافة الأشكال، ناهيك عن تحيّز بعض المعلمين لقسم من الطلبة على حساب الطلبة الآخرين.
- المشاكل العائلية التي يعيشها الطالب في منزله، والتي تُضعف رغبته في التعلم، أو حتى الإقبال على الحياة كالوضع الطبيعي.
- عوائق صحية، فقد يُعاني الطالب من مشكلة مرضية تعوقه عن التعلم بالصورة الصحيحة، مثل: الإعاقات الجسدية المزمنة، وقد يعاني بعض الطلبة من التخلف العقلي.
- الانطباع الخاطئ لدى الطالب عن جدوى التعلم في الحياة.
- صعوبة المنهج الدراسي الذي يفوق قدرات الطالب على الفهم.
- نمطية العملية التعليمية، والروتين الذي يعتبره الطالب أكبر العوامل الطاردة عن المدرسة ، فلا جديد يشعر به، ما يُعدم التواصل بين الطالب والمدرسة أو التعلم.
- عدم تشجيع العائلة للتعليم، حيثُ إنّ بعض العائلات لا تولي اهتماماً كبيراً للتعلم، وتُلحق أطفالها بالمدرسة فقط من باب السعي لضبطهم في بيئة ضابطة كالمدرسة، لا سيما في مراحلهم العمرية الأولى.
- عدم وجود مبنى مؤهل للمدرسة، بالإضافة إلى بساطة الخدمات التعليمية المُقدمة.
- عدم قدرة المُعلمين على التعامل مع مشكلة ضعف دافعية التعلم لدى بعض الطلبة، ما يجعل المشكلة تتسلل إلى بقية الطلبة.
حلول مُقترحة لتوليد الدافعية
هناك بعض الحلول المقترحة التي تساعد على توليد الدافعية، منها:
- وضع مناهج تعليمية تتناسب مع قدرات الطلبة، ومراحلهم العمرية، حيثُ تُخطئ بعض الجهات التربوية عند الشروع في رفع مستوى المحتوى التعليمي، في مراحل مبكرة للطلبة، ظناً منها أنّ ذلك يُحفز مهارات الطلبة، ويزيد رغبتهم نحو التعلم بصورةٍ أفضل وأكثر فاعلية، لكن النتائج السيئة سرعان ما تظهر.
- ضبط سلوك المعلم، حيث يجب عليه فهم مسألة التعامل الحسن مع الطلبة، وعدم إفراغ الطاقة السلبية التي يحملها خلال الحصة، نتيجة ظرف شخصي، بالإضافة إلى تحفيز المُعلم على اعتبار الحصة الدراسية فرصةً للاستمتاع الذهني، وليس طريقةً للانتقام غير المُبرر من الطلبة، لا سيما الذين لا يحظون بقدراتٍ تحصيليةٍ عالية.
- إنعاش الجو المدرسي بالعديد من الوسائل، كالنشاطات اللامنهجية، والرحلات المدرسية، وعمل عروض السيرك للمُهرجين الجوالة في المدرسة من موسمٍ إلى آخر، وفتح باب العلاقات مع المدارس الأُخرى، سواء من خلال المسابقات العلمية والثقافية، أو من خلال الزيارات التعليمية الهادفة.
- تعزيز الطلبة المُميزين، لضمان بقائهم على ذات الحال، وحتى غير المُميزين، لتشجيعهم على بذل المزيد من الجهد.