أسباب انقراض الديناصورات
أسباب يمكن أن تكون قد أدّت إلى انقراض الديناصورات
عاشت الديناصورات (بالإنجليزية: dinosaurs) في العصر الطباشيري على كوكب الأرض قبل 65 مليون سنة، حيث أمضت مدة زمنية لا تقل عن 230 مليون سنة، ومن الأدلة على وجودها العظام الأحفورية التي اكتشفت في الطبقات الصخرية.
كما بينت الدراسات اختفاء الديناصورات عند بداية العصر الباليوجيني (بالإنجليزية: the Paleogene) مع بعض الكائنات البحرية مثل الموساصور (بالإنجليزية: mosasaurs)، كما وأصبح هنالك انخفاض لما يسمى ب التنوع الحيوي على الكرة الأرضية، نتيجة اشتعال الحرائق في الغابات حول العالم.
وبالرغم من غموض سبب انقراض الديناصورات الحقيقي، إلا أنّ هنالك عدداً من العوامل التي من الممكن أنّها أدت دورًا في ذلك مثل التغير المناخي، والإصابة بالأمراض، وتغير المجتمعات النباتية، والأحداث الجيولوجية، واختلالات السلسلة الغذائية.
وأيضًا تُفسّر عدة نظريات سبب انقراض الدينصورات، والتي أدت إلى كثير من الجدل بين علماء الأرض، كما عملوا بكل جهد على تفنيدها أو إثباتها، وهي كالآتي:
اصطدام نيزك كبير بكوكب الأرض
تعد نظرية الفاريز (بالإنجليزية: the Alvarez hypothesis) من أشهر النظريات المُفسرة لانقراض الديناصورات، والتي وضعها العالمان لويس الفاريز (Luis Alvarez) ووالتر الفاريز (Walter Alvarez) سنة 1980م.
وضّحت أنّ سبب انقراض الديناصورات يعود لاصطدام نيزك كبير بكوكب الأرض قبل 66 مليون سنة، مما أدى لامتلاء الغلاف الجوي بالغبار، والغازات، والحُطام، وبالتالي تغير المناخ الجوي على كوكب الأرض. وفيما يأتي بعض الأدلة التي أثبتت صحة تلك النظرية:
- الدليل الأول
اكتشاف وجود كمية كبيرة من معدن الإيريديوم (بالإنجليزية: iridium) في الحد الفاصل بين طبقة العصر الطباشيري والباليوجيني، وهي المنطقة التي تغطي تلك الطبقة الصخرية التي تحتوي على الأحافير الديناصورية (طبقة العصر الباليوجيني)، ومن المعروف أن عنصر الإيريديوم يتواجد بكثرة في النيازك الصخرية.
- الدليل الثاني
وجود فوهة (Chicxulub) بعرض 93 ميلاً على طول ساحل شبه جزيرة (Yucatán) المكسيكية، وأيضًا في عام 2019 م، اكتشفت بقايا نظام بيئي في ولاية نورث داكوتا قرب حدود نهاية طبقة العصر الطباشيري، وبداية العصر الباليوجيني، وذلك قبل حدوث الانقراض الجماعي.
- الدليل الثالث
وجود قطع من الزجاج (tektites) في الطبقة الأحفورية، وهي كتل من الصخور المنصهرة المتطايرة نتيجة اصطدام النيزك بكوكب الأرض، والتي تجمدت في الغلاف الجوي، ثم أمطرت على كوكب الأرض.
وجدير بالذكر أنه في عام 2010م قامت لجنة دولية تتألف من 41 خبيرًا في علوم الأرض والحفريات وغيرها بدراسة جميع البيانات التي جمعها الفريز ووالتر، وأثبتت صحة النظرية، وذلك بعد جدل دام لمدة 30 عامًا ما بين البركان والكوكب.
الغازات البركانية السامة والغبار على سطح الأرض
يفسر العلماء أنّ سبب انقراض الديناصورات يعود إلى النشاط البركاني المتكرر على مر السنيين، ووفقًا لهذه النظرية فإنّ وجود صخور بركانية تغطي مساحة 517,997.57 كم مربع، وعلى عمق 1,828.8م، كان نتيجة لتدفق الحمم البركانية من فوهات البراكين التي أدت إلى ابتعاث الغازات البركانية السامة مثل غاز ثاني أكسيد الكربون ، والغبار في الغلاف الجوي، مما تسبب في تغير المناخ الجوي على كوكب الأرض.
ومن الأدلة المفنّدة لنظرية الفاريز أنّ درجة حرارة الأرض تتغير بالفعل من قبل حدوث اصطدام لأي نيزك مع كوكب الأرض، ووجود حالات موت فجائي قبل 66 مليون سنة مع انخفاض بشكل بطيء للديناصورات في أواخر العصر الطباشيري.
وبالتالي فإنّ تكرار النشاط البركاني على الكرة الأرضية يعد أكثر منطقية من حدوث اصطدام مع نيزك، والذي نادرًا ما يحدث، كما أنّ النشاط البركاني أضعف النظام البيئي، مما أدى إلى انقراض الديناصورات ، بسبب التأثير على نظامها الغذائي وفقًا لدراسة أجريت عام 2019م.
كما أن النشاط البركاني جاء دوره بعد تأثير النيزك على النظام البيئي في دراسة بحثية مختلفة.
خلل في السلسلة الغذائية
بين العلماء أنّ هنالك حدثاً بيولوجياً أدى إلى انخفاض التنوع الحيوي على كوكب الأرض، حيث تسبب بمقتل عدد كبير من الكائنات الحية، ولقد ساهم في خفض الغذاء الذي تعتمده الكائنات الحية المتنوعة، وبالتالي حدوث خلل في السلسة الغذائية تسبب بانقراض بعض الكائنات الحية مثل الديناصورات.
الإصابة بالأمراض
اكتشف العلماء إصابة الديناصورات بالأمراض المتعددة عبر الاكتشافات الأحفورية باستخدام التصوير المقطعي المحوسب الذي ساهم في معرفة ما حدث في عظام الديناصورات المتحجرة.
وقد اكتشف القائمون على دراسة علم الأمراض القديمة للأحافير وجود تشوهات في عظام الديناصورات بسبب الأمراض، أو العمليات الجيولوجية، والتي تحتاج إلى العلماء المختصين بعدة مجالات لاكتشاف التغيير الذي حدث على بنية الخلية.
وأيضًا شُخّص وجود كسور في عظام الديناصورات بسبب حدوث تصادم مع شيء كبير مثل ما تم اكتشافه في ديناصور (Parasaurolophus walkeri) الذي شُخّص أنّ لديه وجود كسر في العمود الفقري على شكل حرف (v).
كما بين العلماء أن الديناصورات تصاب بالعديد من الأمراض مثل؛ النقرس، والسرطان، والأمراض الرئوية، والتي تؤدي بدورها إلى وفاتها، ويحدد علم الأمراض القديمة نوعية المرض المصاب به الكائن الحي، والتفاعلات مع البيئة والسلوك الاجتماعي له.
التغير المناخي
يبدو أنّ التغير المناخي لعب دورًا كبيرًا في انقراض الديناصورات قديمًا، ولقد فسر العلماء حدوث ذلك بسبب أحد الأمرين: اصطدام كوكب الأرض بنيزك، أو حدوث نشاط بركاني مما تسبب بانبعاث الغازات، والغبار، والحطام إلى الغلاف الجوي نتيجة للحرائق التي حدث على كوكب الأرض، والتي بدورها حجبت أشعة الشمس عن كوكب الأرض.
وتسببت تلك الحرائق بجعل كوكب الأرض تحت تأثير الظلام لمدة عامين، مما أثّر على عملية البناء الضوئي داخل النباتات، وانخفاض درجة الحرارة على كوكب الأرض، وبالتالي موت النباتات التي لا يمكنها القيام بعملية البناء الضوئي، والعيش في درجة حرارة منخفضة.
وتلك النباتات تشكل غذاء لعدد كبير من الكائنات الحية، وهي بدورها تشكل طعامًا للديناصورات، وبالتالي أدت إلى حدوث خلل في السلسة الغذائية مما أدى إلى انقراضها.