صفات عائشة زوجة الرسول
الصفات الخَلقية لأم المؤمنين عائشة
كانت السيّدة عائشة -رضي الله عنها- جميلة في الخَلق والخُلُق، وقد وُصِفت في العديد من الروايات، ومن أوصافها الخَلقيّة الثابتة ما يأتي:
- خفّتها ونحافتها
كانت السيّدة عائشة -رضي الله عنها- في شبابها نحيلة ونحيفة، ثمّ زاد وزنها عندما كبرت، ففي الحديث قالت عندما كانت في رحلة مع النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فسابقتُه فسبقتُه على رِجليَّ، فلما حملتُ اللحمَ سابقتُه فسبقَني، فقال: هذه بتلك السبْقَة).
- جمالها وبياضها
كانت -رضي الله عنها- بيضاء جميلة، وقد لُقّبت بالحُميْراء؛ بسبب الحمرة الموجودة في خدّيها، وممّا يدلّ على جمالها قول والدتها وهي تهوّن عليها في حادثة الإفك: (فَوَاللَّهِ لَقَلَّمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا وَلَهَا ضَرَائِرُ، إِلَّا أَكْثَرْنَ عَلَيْهَا).
- طول شعرها
ومما يدلّ على ذلك قولها -رضي الله عنها-: (تَزَوَّجَنِي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَنَا بنْتُ سِتِّ سِنِينَ، فَقَدِمْنَا المَدِينَةَ فَنَزَلْنَا في بَنِي الحَارِثِ بنِ خَزْرَجٍ، فَوُعِكْتُ فَتَمَرَّقَ شَعَرِي، فَوَفَى جُمَيْمَةً).
الصفات الخُلقية لأم المؤمنين عائشة
عاشت السيدة عائشة -رضي الله عنها- في بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- أكثر ممّا عاشت في بيت والدها، فنهلت من أخلاق خير المرسلين، وتعلمت على يد أعظم مرشد ومربٍّ، حيث كانت تستمع لنصحه ورشده وتوجيهه، وتنتهج طريقه وتقتدي بأفعاله وسلوكياته، لذلك اتصفت عائشة بمجموعة من الصفات الخُلُقية الجميلة، ومنها:
كثرة طاعتها وعبادتها
كانت -رضي الله عنها- كثيرة التعبُّد، ومن أكثر الناس تقرباً إلى الله -عزّ وجل-، لأنّها شاركت النبي محمد في حياته واطَّلعت على عباداته الخاصة، فكانت تقوم الليل معه، وتداوم على نوافل الطاعات، وتكثر من الصيام حتى قيل عنها بأنها صوَّامة، وكانت تحرص على قيام ليلة القدر، فتُكثر من الدعاء وتلاوة القرآن والصلاة في هذه الليلة المباركة.
وكانت -رضي الله عنه- تقول: (كُنْتُ أَقُومُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ التَّمَامِ، فَكَانَ يَقْرَأُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَآلِ عِمْرَانَ، وَالنِّسَاءِ، فَلَا يَمُرُّ بِآيَةٍ فِيهَا تَخَوُّفٌ، إِلَّا دَعَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَاسْتَعَاذَ، وَلَا يَمُرُّ بِآيَةٍ فِيهَا اسْتِبْشَارٌ، إِلَّا دَعَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَرَغِبَ إِلَيْهِ).
كرمها وجودها
كانت السيدة عائشة -رضي الله عنها- كريمة وكثيرة الصدقات والإنفاق على الفقراء والمساكين والضعفاء، ومما قالته ذات يوم: (جَاءَتْنِي امْرَأَةٌ معهَا ابْنَتَانِ تَسْأَلُنِي، فَلَمْ تَجِدْ عِندِي غيرَ تَمْرَةٍ واحِدَةٍ، فأعْطَيْتُهَا فَقَسَمَتْهَا بيْنَ ابْنَتَيْهَا) .
شدة حبّها للنبي
كانت -رضي الله عنها- تحبّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- حباً شديداً، ومن المواقف المرهفة التي يظهر فيها ذلك ما يأتي:
- تليين السواك للنبي
في أثناء مرض رسول الله قبل وفاته طلب من أم المؤمنين عائشة السّواك، فوجدته قاسياً، وأخذت تليّنه له حتى لا يؤذيه، ثمّ وضعته في فمه، وكان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يرتاح عندها، فاستأذن من زوجاته أن يُمرّض عند السيدة عائشة -رضي الله عنها-، وتُوفّي في حجرها.
- غيرتها المحمودة على النبي
جُبلت المرأة على الغيرة على زوجها، فكانت السيدة عائشة من حبّها للنبيّ تغار عليه حتى من أم المؤمنين خديجة، فتقول: (اسْتَأْذَنَتْ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ؛ أُخْتُ خَدِيجَةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَعَرَفَ اسْتِئْذَانَ خَدِيجَةَ، فَارْتَاحَ لِذَلِكَ، فَقَالَ: اللهُمَّ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، فَغِرْتُ فَقُلْتُ: وَمَا تَذْكُرُ مِنْ عَجُوزٍ مِنْ عَجَائِزِ قُرَيْشٍ، حَمْرَاءِ الشِّدْقَيْنِ، هَلَكَتْ فِي الدَّهْرِ فَأَبْدَلَكَ اللهُ خَيْرًا مِنْهَا).
صبرها وتحمّلها
كانت أم المؤمنين عائشة شديدة الصبر، ويظهر ذلك في حادثة الإفك عندما اتُّهمت كذباً وزوراً، فما كان منها إلا أن صبرت واحتسبت لله -تعالى-، وكانت تقول: (وَاللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلًا، إِلَّا أَبَا يُوسُفَ إِذْ قَالَ: فَصَبرٌ جَميلٌ وَاللَّـهُ المُستَعانُ عَلى ما تَصِفونَ) .
وقد عوّض الله -تعالى- صبرها، فأنزل في براءتها قرآناً يُتلى إلى قيام الساعة، فقالت -رضي الله عنها-: (... وأَنَا أرْجُو أنْ يُبَرِّئَنِي اللَّهُ، ولَكِنْ واللَّهِ ما ظَنَنْتُ أنْ يُنْزِلَ في شَأْنِي وحْيًا، ولَأَنَا أحْقَرُ في نَفْسِي مِن أنْ يُتَكَلَّمَ بالقُرْآنِ في أمْرِي).
زهدها وورعها
كانت -رضي الله عنها- تكره أن يتم مدحها بسبب كرمها أو كثرة صيامها أو صلاتها خوفاً من الرياء، وعاشت في بيت زوجها حياة زهيدة بعيدة عن الترف والملذات، وكانت تُنفق ما يأتي إليها في سبيل الله عزّ وجل، ومن المواقف الدَّالة على ورعها قولها بعد أن مدحها ابن عباس -رضي الله عنه-: (ووَدِدْتُ أنِّي كُنْتُ نِسْيًا مَنْسِيًّا).
علمها وفقهها
كانت أم المؤمنين عائشة عالمة فقيهة، وقال الزهريّ في وصفها: "لو جُمع علم النّاس كلهم ثم علم أزواج النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لكانت عائشة أوسعهم علماً"، وقال أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه-: (ما أشكَل علينا -أصحابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- حديثٌ قطُّ فسأَلْنا عائشةَ إلَّا وجَدْنا عندَها منه عِلْمًا).
جهادها وشجاعتها
كانت -رضي الله عنها- تنزل إلى العديد من المعارك، فتشارك المسلمين جهادهم ضد المشركين، وتقوم على خدمة الصحابة وإسعافهم من الجروح والآلام أثناء الغزوات ، وفي غزوة الخندق كانت ممن خرج من الحصن وتقدّمت إلى الصفوف الأمامية.