صفات الحيوانات المفترسة
الصفات الجسمية للحيوانات المفترسة
تمتلك الحيوانات المفترسة أعضاء خاصة تمكنها من اصطياد فرائسها بسهولة، بداية من الأسنان الحادة والمخالب، إلى القدرات الهائلة على السمع والرؤية والركض والشم وغيرها، حيث تمتلك الحيوانات المفترسة ما يأتي:
أعضاء تمكنها من الصيد
تمتلك الحيوانات المفترسة أعضاء تمكنها من صيد الفرائس وتناولها للبقاء على قيد الحياة، مثل؛ الأسنان الحادة والمخالب والسم الذي تغرسه في الفريسة لاصطيادها بسهولة، كما تمتلك هذه الحيوانات أعضاء حسية حساسة للغاية، تمكنها من إيجاد الفريسة من مسافة بعيدة، ف الطيور الجارحة على سبيل المثال لها قدرة على شم فريستها ورؤيتها من مسافة تزيد عما يقارب كيلو متر.
وطائر البوم كمثال آخر لديه حاسة سمع قوية جدًا تمكنه من تحديد مكان الفريسة من خلال الصوت، أما الأفاعي فلها قدرة على الشعور بحرارة جسم الفريسة وبالتالي تحديد موقعها، وعمومًا تختلف طرق الصيد عند الحيوانات المفترسة باختلاف النوع؛ فإما تصطاد الفريسة عن طريق مطاردتها – وهذا في المفترسات التي تتمتع بسرعة كبيرة للغاية - أو عن طريق نصب كمين لها.
وجدير بالذكر أن ليست كل المفترسات حيوانات فقط، بل يوجد عدة أنواع من النباتات المفترسة أيضًا، والتي تمتلك إنزيمات هاضمة داخلها، تمكنها من صيد الذباب والحشرات بين أوراقها، لتتغذى عليها وتهضمها بالإنزيمات الهاضمة، مثل نبات خناق الذباب، ونبات القاذف.
دماغ كبير الحجم نسبيًا
تشترك الحيوانات المفترسة في عدد من الصفات المميزة، مثل امتلاك أدمغة كبيرة نسبيًا، تجعلها تتمتع بمستويات عالية من الذكاء، مما يساعدها على اصطياد الفرائس بسهولة.
إن زيادة حجم الدماغ يرتبط بزيادة القدرة المعرفية للحيوانات المفترسة، ويقلل من فرص تعرضها للافتراس على يد حيوانات أكبر، واكتشف أيضًا أنه كلما امتلك الحيوان المفترس دماغًا أكبر كلما كان إدراكه أعلى.
جهاز هضمي معقد
على الرغم من أن الجهاز الهضمي للحيوانات المفترسة معقد، إلا أنه أقل تعقيدًا من الحيوانات العاشبة التي تمتلك معدة متعددة، حيث إن المفترسات تمتلك معدة واحدة فقط، وعلى الرغم من أن جميع الحيوانات المفترسة تتغذى على اللحوم، إلا أن طعامها ووتيرته تختلف حسب النوع.
تميل المفترسات ذوات الدم الحار على سبيل المثال إلى حرق كمية كبيرة من السعرات الحرارية ، لهذا عليها أن تفترس الكثير من الحيوانات لكي تحافظ على مستوى طاقتها في الحدود المناسبة، على عكس المفترسات من ذوات الدم البارد، التي تحتاج لسعرات حرارية أقل، وبالتالي لا تحتاج للافتراس كثيرًا، حيث يمكنها أخذ راحة لأيام أو حتى لشهور بين كل مرة وأخرى.
الصفات السلوكية للحيوانات المفترسة
تؤثر الصفات السلوكية للحيوانات المفترسة في مهارات الصيد، كما تؤثر في طبيعة ووتيرة هذا الصيد، ويختلف الدافع وراء سلوك هذه الحيوانات، فليست جميع المفترسات تصطاد عند الشعور بالجوع، وتتميز صفات المفترسات السلوكية عمومًا بما يأتي:
البحث عن الفريسة
تبحث الحيوانات المفترسة عن الفريسة المناسبة أولًا عند الصيد، حيث تمتلك معظم المفترسات سلوكًا يوميًا ثابتًا ونمطًا معروفًا في البحث عن الفريسة، فالقطط المنزلية على سبيل المثال لديها نمط سلوكي يعرف بالصيد الليلي للفرائس، بعيدًا عن فكرة كونها جائعة أو شبعة.
تخزين الطعام
تميل بعض المفترسات إلى تخزين الطعام، ويختلف الدافع وراء تخزين الطعام باختلاف الأنواع، فمثلًا تميل الثدييات والطيور إلى اصطياد فرائس أكثر من حاجتها للطعام، حيث تأكل وتخزن الفائض لتتناوله في وقت آخر، بينما يميل الغراب إلى تخزين طعام زائد عندما يكون جائعًا، ليتناوله ويطعمه لصغاره فيما بعد، كما يميل الصرد إلى تخزين طعام أكثر عندما يكون شبعًا.
استخدام مهارات التمويه
إن التمويه هو تكتيك تستخدمه الحيوانات المفترسة للتسلل إلى الفريسة واصطيادها، ويختلف شكل التمويه حسب نوع الحيوان المفترس ، فالحيوانات ذات الفراء مثل؛ الثعلب القطبي الشمالي الذي يمتلك فروًا أبيضًا في الشتاء وفروًا بنيًا في الصيف، يمكنه من الاندماج مع البيئة بسهولة.
تستخدم أسماك القرش مهارة التظليل العكسي، التي تجعلها ممتزجة مع مياه المحيط الداكنة عند رؤيتها من الأعلى، لتحمي نفسها من الصيادين، بينما تمتزج مع لون مياه المحيط السطحية لصيد فرائسها من الأسفل، حيث لا ترى هذه الفرائس سمكة القرش إلا بعد أن تكون بين أسنانها بالفعل.
حواس الحيوانات المفترسة
تستخدم الحيوانات المفترسة حواسها؛ كالشم والسمع والإحساس والاستشعار الكهرومغناطيسي والرؤية؛ للكشف عن مكان الفريسة واصطيادها بسهولة، وبعض الحيوانات المفترسة يكون لديها القدرة على استخدام كل هذه الحواس معًا، بينما لا يتمكن البعض الآخر إلا من استخدام حاسة واحدة فقط.
فعلى سبيل المثال؛ تستخدم الضفادع حاسة النظر القوية والمميزة لديها في اكتشاف الفريسة، لكن تتوقف استجابة الضفدع على تحرك الذبابة أمامه لكي يلتقطها بلسانه، في حين لو وضعت ذبابة ميتة أمام الضفدع فلن يصطادها ويتناولها.
هناك حيوانات معينة مشهورة بسمعها المميز، مثل الدلافين التي تستطيع تمييز الموجات فوق الصوتية، والأفيال والزرافات والتماسيح التي يمكنها تمييز الموجات تحت الصوتية، ومن أشهر الحيوانات القادرة على تتبع الرائحة بدقة شديدة؛ الدب الأسود، والفئران، والكلاب وغيرها.
موطن الحيوانات المفترسة
تنتشر الحيوانات المفترسة في كل قارات العالم تقريبًا، وتستطيع التواجد في مختلف المناخات، بداية من مناخات الصحراء الحارة، إلى المناخات القطبية الجليدية المتجمدة، و الغابات المطيرة والأدغال، وقمم الجبال والوديان، والمحيطات والبحيرات، حيث تنتشر الحيوانات المفترسة في كل المواطن المعروفة للبشر تقريبًا.
يفضل كل نوع من أنواع الحيوانات المفترسة بيئة معينة للعيش فيها، حيث يفضل القرش الأبيض على سبيل المثال العيش في المياه الساحلية المعتدلة، بينما تفضل حيوانات أخرى مثل النمور العيش في الغابات المطيرة والغابات دائمة الخضرة، والأراضي العشبية والسافانا والغابات المعتدلة، أما الدب القطبي فيفضل العيش في القطب الشمالي حيث التجمد والثلوج.