صفات أصحاب الميمنة وصفات أصحاب المشأمة
صفات أصحاب الميمنة
قال -تعالى-: (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ* فَكُّ رَقَبَةٍ* أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ* ذِي مَسْغَبَةٍ* يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ* أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ* ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ)، ذكرت الآيات الكريمة صفات أهل اليمين وما يقومون به من أعمال صالحة، ومنها:
- يشقّون على أنفسهم، وينفقون أموالهم في سبيل الله -تعالى-، والمقصود بـ "فلا اقتحم العقبة"؛ أي الطّريق الوعِر في الجبل، واستُعيرت هنا للأعمال الصالحة؛ لأنَّها تصعُب وتشقّ على النّفوس.
- يعتقون الرّقاب في سبيل الله، والمقصود بذلك تحرير الإنسان من العبوديّة، وقد وردت العديد من الآيات والأحاديث الشريفة التي تبيّن أهمّيّة إعتاق الرّقاب وفضلها.
- يطعمون الفقراء والجوعى في أيام المجاعات والقحط الشديد، وقلّة الطعام، وهنا قَيَّد الإطعامَ بيوم المجاعة؛ لأنّ إخراج المال فيه أشدُّ على النّفس.
- يطعمون الأيتام، وخصوصًا الأيتام أصحاب القرابة.
- يطعمون المساكين، والمسكين هو الفقير البائس الذي التصق بالتّراب من شِدّة الفقر، وقال ابن عباس: "هو المطروح على ظهر الطريق لا يقيه من التراب شيء".
- يتقرّبون إلى الله -تعالى- بالأعمال الصّالحة مع صدق الإيمان.
- يوصون بعضهم بالصّبر، والإيمان، وطاعة الله، والرّحمة بالضّعفاء والمساكين.
صفات أصحاب المشأمة
أصحاب المشأمة، هم أهل النّار الذين كفروا وأشركوا وجحدوا بنعم الله وتكبّروا، ومن صفاتهم:
- التّرف، وهو الإسراف في الإنفاق مع مجاوزة الحدّ، والانهماك في الشّهوات، قال -تعالى-: (إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ).
- الشّرك بالله والإصرار على ذلك، والشّرك هو اتِّخاذ شريك لله في العبودية، قال -تعالى-: (وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ)، ومعنى الحنث: الشرك.
- إنكار البعث يوم القيامة، والاستهزاء به بقولهم: هل سنُبْعَثُ نحن وآباؤنا بعد أن نموت ونصير ترابًا وعظامًا؛ إنكارًا لقدرة الله، قال -تعالى-: (وَكانُوا يَقُولُونَ أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ* أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ* قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ* لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ).
سبب تسمية أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة
أصحاب الميمنة هم الصّالحون وأهل الجنّة ، أمّا سبب تسميتهم بذلك، فلأنَّ أصحاب اليمين هم الذين يأخذون كتبهم بأيمانهم، وهي الصّحف التي فيها أعمالهم، أو الذين تأخذهم ذات اليمين إلى الجنَّة، وهذا بيان لحالهم ومصيرهم.
أمَّا أصحاب المشأمة سمّوا بذلك لعظم شؤمهم في الآخرة، فهم أهل النار العصاة الظالمون الذين يأخذون كتبهم وصحائف أعمالهم بشمائلهم، وسمّوا بأصحاب الشمال لذلك، وذكرت الآيات أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة لبيان الفرق بين حالهما، فأصحاب اليمين في نعيم وسعادة، وأصحاب الشمال في عذاب وشقاوة، وكانت العرب تقول: ا جعلني في يمينك ولا تجعلني في شمالك، أي اجعلني من المتقدمين ولا تجعلني من المتأخرين.
وأصحاب اليمين هم أصحاب المنزلة الرّفيعة العالية، وأصحاب الشمال هم أصحاب المنزلة الدنيئة الذليلة، فأعمال الناس هي التي ستحدِّد منازلهم يوم القيامة، قال -تعالى-: (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ).