صراع البقاء في عالم الحيوان
صراع البقاء
صراع البقاء من المصطلحات الشائعة جدًا والتي تعني صراع الكائنات الحية واحتدام المنافسة فيما بينها من أجل البقاء على قيد الحياة، وهو قانون طبيعي يطبق على جميع الكائنات الحية؛ الإنسان والحيوانات والنباتات أيضًا، وصرع البقاء هو عملية طبيعية منظمة وتلقائية وغريزية عن الكائنات الحية.
صراع البقاء في عالم الحيوان
يحصل نتيجة هذا الصراع استبدال نوع من الحيوانات إلى نوع آخر، وقد يكون من الصعب شرح كيفية ذلك أو كيف ينجح النوع في استبدال نوع آخر وإزاحته للحصول على الأمان وكم أكبر من الغذاء من أجل البقاء والتكاثر والحفاظ على النسل، ولكن في عالم الحيوان يُمكن أن يعزى السبب في أن الصراع مفتوح فيما بينها، فالحيوانات لا تمتلك أخلاق أي ليس لديها ضوابط أخلاقية للسيطرة على سلوكياتها وإنما تتصرف من تلقاء فطرتها وغريزتها، ولكن هذا لا يمنع أن الإنسان يخوض في أغلب الأحيان معارك دموية من أجل البقاء دون أخذ أي اعتبارات أخلاقية بالحسبان.
البقاء للأقوى ونظرية داروين
"البقاء للأقوى" من المصطلحات المشهورة جدًا والتي تستخدم للتعبير عن الصراع الدائر بين جميع الكائنات على الأرض من أجل الحفاظ على حياتها، والتي تشترط القوة للفوز بهذا الصراع والمنافسة، وظهر هذا المصطلح في الطبعة الخامسة من كتاب "أصل الأنواع" لعالم الطبيعية البريطاني تشارلز داروين، والذي نشر في عام 1869، والذي اقترح داروين على أساسه أن الكائنات الأكثر تكيفًا مع بيئتها في الأكثر نجاحًا في الحفاظ على حياتها وتكاثرها ونسلها، ومن الجدير بالذكر زن داروين استعار هذا الاصطلاح من عالم الاجتماع والفيلسوف الإنجليزي هربرت سبنسر الذي استخدمه للمرة الأولى في عام 1864، في كتابه "مبادئ علم الأحياء" وجاء سبنسر بهذا الاصطلاح بعد قراءة أعمال داروين.
ولكن افترض داروين أن هذا المصطلح نسبي وليس مطلقًا، فيمكن لأقوى الأنواع أن تنقرض وتفقد القدرة على الاستمرار بسبب الظروف وتغير البيئة والمناخ، ومثال على ذلك حيوان الماموث؛ الذي أظهرت الأدلة الأحفورية أنه كان أكثر ملائمة للعيش خلال العصر الجليدي الأخير الذي انتهى قبل حوالي 11700 عام، ولكنه فقد القدرة على العيش بسبب اصطياد البشر له وبسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض، وأظهرت الأدلة أن حيوان الماموث قد استسلم للانقراض وتخلى عن صراع البقاء بعد بضعة آلاف من السنين.
أهمية قانون صراع البقاء
قانون الصراع من أجل البقاء قانون طبيعي وليس من صنع البشر، وإنما هو فطرة وغريزة في كافة الكائنات الحية، ولكن يوجد سبب أساسي يبرر هذا القانون ويجعله منطقي وأساسي لاستمرار الحياة لجميع الكائنات على الأرض، فالكائنات الحية تخضع لقانون الزيادة الهندسية، فكل كائن يُنتج ويتكاثر ويزيد من نسله، وإذا كانت هذه الزيادة مطلقة فلن تتمكن الكائنات من العيش على الأرض لأن الموارد لن تكفيها ولن تكفي أبناء نسلها جميعهم، سواء الإنسان أو الحيوانات أو النباتات، ومن هنا تبرز أهمية الصراع من أجل البقاء، أي أن الكائنات تستخدم قوتها من أجل انتزاع لقمتها وتأمين نسلها للعيش حتى لو اضطرها ذلك لقتل الأنواع الأخرى أو حتى أبناء جلدتها.