صحة حديث (إن الله عز وجل حليم حيي ستير)
صحة حديث (إن الله عز وجل حليم حيي ستير)
هذا الحديث ورد في سنن النسائي عن يعلى -رضي الله عنه- قال: (إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأَى رَجُلًا يَغْتَسِلُ بِالْبَرَازِ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- حَلِيمٌ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ).
وهذا من الأحاديث التي تحث على الستر وتُشجع على هذا الخلق العظيم، وقد تناول حكماً في مسألة الاستتار عند الاغتسال، وهذا الحديث صحيح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
شرح الحديث
رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلاً يغتسل بالبَراز؛ وهي الصحراء البارزة فصعد المنبر وقال للناس إن الله -عز وجل- حليم، فهو الذي يحلم بعباده فلا يُعجل لهم العذاب في الدنيا، ويصبر عليهم علّهم تابوا وعادوا إليه -تعالى-، ثم قال إن الله -عز وجل- حيِيّ، أي إن الله -عز وجل- يحب الحياء ويحب هذه الصفة في عباده.
ثم قال إنّ الله -تعالى- ستّير ، أي إنه يستر عباده ويحب الستر لهم وفي السنة العديد من الشواهد على أهمية الستر وإنه أولى من الفضيحة، وفي هذا الحديث دليل على حكم الاستتار عند الاغتسال، فإن كان هناك من ينظر، فحكم الاستتار الوجوب، وإن كان المغتسل منفرداً فحكم ذلك الاستحباب.
وقد عمل النبي -صلى الله عليه وسلم- على تربية المسلمين على الستر وتعظيمه حتى بالدعاء، فعلمنا دعاء (اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا)، فالستر خلقٌ عظيمٌ في العباد ونعمةٌ عظيمةٌ يمنُّ الله -تعالى- بها على عباده.
أحاديث في فضل الستر
ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في فضل الستر الكثير من الأحاديث، سنذكر بعضها فيما يأتي:
- حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن سترَ مُسلِمًا سترَهُ اللَّهُ في الدُّنيا والآخِرةِ).
- حديث ماعز وهو من أعظم الأحاديث التي تدل على حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على الستر، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (جاء ماعزٌ الأسلميُّ إلى رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فقال: إنِّي قد زنَيْتُ فأعرَض عنه ثمَّ جاءه مِن شِقِّه الآخَرِ فقال: إنِّي قد زَنْيُت فأعرَض عنه فجاءه أربعَ مرَّاتٍ فأمَر به أنْ يُرجَمَ فلمَّا وجَد مسَّ الحجارةِ فرَّ يشتَدُّ فذكَروا فرارَه لرسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- حينَ مسَّتْه الحجارةُ فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: (فهلَّا ترَكْتُموه)).
- عن فاختة بنت أبي طالب -رضي الله عنها- قالت: (نزلَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- يومَ الفتحِ بأعلى مَكَّةَ فأتيتُهُ بماءٍ في جَفنةٍ إنِّي لأرى أثرَ العَجينِ فيها، فسترَهُ أبو ذرٍّ فاغتسلَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- ثمَّ سترَ علَيهِ السَّلامُ أبا ذرٍّ فاغتَسلَ، ثمَّ صلَّى ثمانِ رَكَعاتٍ وذلِكَ في الضُّحى).