صحة تفسير الحلم بعد الفجر
قد يرى الإنسان في منامه الكثير من الأمور منها الخير ومنها الشر ومنها ما يأتي بالبشارات ومنها ما يأتي بالتحذيرات، وينقسم ما تراه في المنام إلى رؤيا صالحة ، وهي تكون من الله، ومنها أحلام مزعجة أو ما يسمى بالكوابيس وهي من الشيطان، ومنها ما يسمى بحديث النفس وهو ما يجول في تفكير الإنسان من أمور يشكّلها العقل الباطني على صورة أحلام، وقد يتساءل العديد من الناس عن صحة الحلم وتحقيقه اعتمادًا على وقت الحلم سواء أكان قبل أو بعد الفجر فهل هذا صحيح؟
صحة تفسير الحلم بعد الفجر
قد يرى المرء المنام قبل الفجر أو بعد الفجر أو في النهار أو في الليل وتعتمد صحتها على مواصفاتها وليس على توقيتها، فقد ذكر البخاري في صحيحه: "باب الرؤيا بالنهار"، كما قال ابن عون عن ابن سرين : "رؤيا النهار مثل رؤيا الليل"، وقد أفاد المهلب في قوله: "لا يخص نوم النهار على نوم الليل ولا نوم الليل على نوم النهار بشيء من صحة الرؤيا وكذبها، وأن الرؤيا متى أريت فحكمها واحد"، كما ذكر الترمذي في حديث عن سمرة بن جندب وقال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى بنا الصبح أقبل على الناس بوجهه وقال: "هل رأى أحدا منكم الليلة رؤيا؟"، لأن توقيت النوم في طبيعة الحال يكون ليلًا، فمن المتوقع أن تكون الرؤيا في الليل.
أنواع الأحلام وصفاتها
تنقسم الأحلام إلى رؤى وكوابيس و حديث النفس ، لذا هناك بعض الأسس التي نتمكن من خلالها التمييز بينها وما الدليل على صحتها وماذا يجب أن نفعل استنادّا إلى الأحاديث النبوية، سوف نعرض هذه الأنواع فيما يلي:
الرؤيا الصالحة
الرؤيا هي ما يراه المرء في منامه ويكون حقًا من عند الله سبحانه وتعالى لما فيها من بشارات، وتكون بما يحب الإنسان، ووضّح ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله "الرؤيا الصادقة من الله" رواه البخاري، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم من يرى ما يسرّه فليقل الحمد الله وليحدّث بها من يحب، وذلك بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا رأى أحدكم رؤيا، فإنما هي من عند الله تعالى فليحمد الله عليها وليحدّث بها" متفق عليه.
الأحلام والكوابيس
و الأحلام والكوابيس هي ما يراه المرء في منامه مما يكره ويحذر وهي وساوس من الشيطان الذي يسعى لتخويف وإحزان الإنسان، وذلك بما جاء في الحديث عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الرؤيا الحسنة من الله، والحلم من الشيطان، فمن رأى شيئا يكرهه فلينفث عن شماله ثلاثًا، وليتعوذ من الشيطان فإنها لا تضره" متفق عليه، وفي الحديث ما يجب على المرء القيام به عندما يرى حلمًا مزعجًا.
حديث النفس
هي ما يراه الإنسان في منامه متأثرًا بما يعيشه في يومه من أحداث، وهي ما تسمى بأضغاث الأحلام ولا تفسير لها، وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ومنها ما يهمّ الرجل في يقظته، فيراه في منامه" رواه ابن حبان.