شعر يعبر عن الحزن
الحزن
الحزن هو شعور سيئ يفقد صاحبه كل معاني الحياة، ويجعل منه إنساناً منغرساً في الحزن والوحدة لا يقوى على فعل شيء، وقد لجأ العديد من الشعراء إلى القلم للتعبيرعن حزنهم بطريقة جميلة ومبدعة، وفي هذا المقال سنقدم لكم شعراً جميلاً يعبر عن الحزن.
قصيدة عن الحزن
أرى الحزن لا يجدي على من فقدته
- ولو كان في حزني مزيد لزدته
تغيرت الأحوال بعدك كلها
- فلست أرى الدنيا على ما عهدته
عقدت بك الأيمان بالنجح واثقا
- فحلت يد الأقدار ما قد عقدته
وكان اعتقادي أنك الدهر مسعدي
- فخانتني الأيام فيما اعتقدته
أردت لك العمر الطويل فلم يكن
- سوى ما أراد الله لا ما أردته
فيا وحشة من مؤنس قد عدمته
- ويا وحدة من صاحب قد فقدته
وداع دعاني باسمه ذاكرا له
- فأطربني ذكر اسمه فاستعدته
فقدت أحب الناس عندي وخيرهم
- فمن لائمي فيه إذا ما نشدته
قصيدة عن الحزن للمتنبي
لا يُحْزِنِ الله الأميرَ فإنّني
- كالآخُذُ مِن حَالاتِهِ بِنَصِيبِ
وَمَن سَرّ أهل الأرضِ ثمّ بكَى
- أسى بكَى بعُيُونٍ سَرّهَا وَقُلُوبِ
وَإنّي وَإنْ كانَ الدّفينُ حَبيبَهُ
- حَبيب إلى قَلْبي حَبيبُ حَبيبي
وَقد فارَقَ النّاسَ الأحِبّةُ قبلنا
- كوَأعيَا دَوَاء المَوتِ كل طَبيبِ
سُبِقنا إلى الدنيَا فَلو عاشَ أهلُها
- مُنِعنَا بهَا مِن جَيئةٍ وَذهوبِ
تَمَلّكَهَا الآتي تَمَلُّكَ سَالِبٍ
- وَفارَقهَا المَاضِي فِراقَ سَليبِ
وَلا فَضلَ فيها للشّجاعَةِ وَالنّدَى
- وَصَبرِ الفَتى لَوْلا لِقاءُ شَعُوبِ
وَأوفى حَيَاةِ الغَابِرِينَ لِصاحِبٍ
- حَياةُ امرِىءٍ خَانَتْهُ بَعدَ مَشيبِ
لأبقى يَمَاكٌ في حَشَايَ صبابةً
- إلى كُلّ تُرْكيّ النّجارِ جَليبِ
وَمَا كُلّ وَجْهٍ أبْيَضٍ بِمُبَارَكٍ
- وَلا كُلّ جَفنٍ ضَيق بنَجِيبِ
لَئِن ظَهَرَت فِينَا عَليهِ كآبة
- لقد ظَهَرَت في حَد كلّ قضِيبِ
وَفي كُلِّ قوسٍ كلَّ يومِ تَنَاضُلٍ
- وَفي كلِّ طِرفٍ كل يَومِ رُكوبِ
يَعِزّ عَلَيْهِ أنْ يُخِلّ بِعادَةٍ
- وَتَدعو لأمرٍ وَهوَ غَيرُ مجيبِ
وَكنتَ إذا أبْصَرْتَهُ لكَ قائِماً
- نَظَرْتَ إلى ذي لِبدتَينِ أديبِ
فإن يَكُنِ العِلْقَ النّفيسَ فَقَدْتَهُ
- فَمِنْ كَفّ مِتْلافٍ أغَرّ وَهُوبِ
كَأنّ الرّدَى عادٍ عَلى كُلّ مَاجِدٍ
- إذا لم يُعَوذ مَجدَه بِعُيُوبِ
وَلَولا أيادي الدّهرِ في الجَمعِ بَينَنا
- غَفَلنَا فَلَمْ نَشعر لَهُ بذُنُوبِ
وَلَلتّركُ للإحسَانِ خَير لمحسِنٍ
- إذا جَعَلَ الإحسانَ غَيرَ رَبيبِ
وَإنّ الذي أمْسَتْ نِزارُ عَبِيدَهُ
- غَنيٌّ عَنِ استِعبَادِهِ لِغَرِيبِ
كَفَى بصَفَاءِ الوُدّ رِقّاً لمِثْلِهِ
- وَبالقُرْبِ مِنْهُ مَفْخَراً للَبيبِ
فَعُوّضَ سَيْفُ الدّوْلَةِ الأجْرَ إنّهُ
- أجَلُّ مُثَابٍ من أجَلّ مُثِيبِ
فَتى الخَيلِ قد بَلّ النّجيعُ نحورَها
- يُطاعِنُ في ضَنْكِ المَقامِ عَصِيبِ
يَعَافُ خِيَامَ الرَّيْطِ في غَزَواتِهِ
- فَمَا خَيْمُهُ إلّا غُبَارُ حُرُوبِ
عَلَيْنَا لَكَ الإسْعادُ إنْ كانَ نَافِعاً
- بِشَقِّ قُلُوبٍ لا بِشَقّ جُيُوبِ
فَرُبّ كَئيبٍ لَيسَ تَنْدَى جُفُونُهُ
- وَرُبّ نَدِيِّ الجَفْنِ غَيرُ كَئيبِ
تَسَلَّ بفِكْرٍ في أبَيْكَ فإنّمَا
- بكَيْتَ فكانَ الضّحكُ بعدَ قَريبِ
إذا استَقبَلَتْ نَفسُ الكريمِ مُصابَها
- بخُبْثٍ ثَنَتْ فاسْتَدْبَرَتْهُ بطيبِ
وَللواجِدِ المَكْرُوبِ مِن زَفَراتِهِ
- سُكُونُ عَزاءٍ أوْ سُكونُ لُغُوبِ
وَكَمْ لَكَ جَدّاً لمْ تَرَ العَينُ وَجهَهُ
- فَلَمْ تَجْرِ في آثَارِهِ بغُرُوبِ
فَدَتْكَ نُفُوسُ الحاسِدينَ فإنّها
- مُعَذَّبَةٌ في حَضْرَةٍ ومَغِيبِ
وَفي تَعَبٍ مَن يحسُدُ الشمسَ نورَها
- وَيَجْهَدُ أنْ يأتي لهَا بضَرِيبِ
شعر عن الحزن لنزار قباني
لنفترق قليلاً..
لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي
وخيرنا..
لنفترق قليلاً
لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي
أريدُ أن تكرهني قليلا
بحقِّ ما لدينا.. من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا..
بحقِّ حُبٍّ رائعٍ.. ما زالَ منقوشاً على فمينا
ما زالَ محفوراً على يدينا..
بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ..
ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي..
وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي
بحقِّ ذكرياتنا وحزننا الجميلِ وابتسامنا
وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا
أكبرَ من شفاهنا..
بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا
أسألكَ الرحيلا
لنفترق أحباباً..
فالطيرُ في كلِّ موسمٍ.. تفارقُ الهضابا..
والشمسُ يا حبيبي.. تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا
كُن في حياتي الشكَّ والعذابا
كُن مرَّةً أسطورةً..
كُن مرةً سرابا..
وكُن سؤالاً في فمي
لا يعرفُ الجوابا
من أجلِ حبٍّ رائعٍ
يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا
وكي أكونَ دائماً جميلةً وكي تكونَ أكثر اقترابا
أسألكَ الذهابا..
لنفترق.. ونحنُ عاشقان..
لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان
فمن خلالِ الدمعِ يا حبيبي
أريدُ أن تراني
ومن خلالِ النارِ والدُخانِ أريدُ أن تراني..
لنحترق.. لنبكِ يا حبيبي
فقد نسينا نعمةَ البكاءِ من زمانِ
لنفترق..
كي لا يصيرَ حبُّنا اعتيادا
وشوقنا رمادا..
وتذبلَ الأزهارُ في الأواني..
كُن مطمئنَّ النفسِ يا صغيري
فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضمير
ولم أزل مأخوذةً بحبكَ الكبير ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي..
يا فارسي أنتَ ويا أميري
لكنني.. لكنني..
أخافُ من عاطفتي
أخافُ من شعوري
أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا
أخاف من وِصالنا..
أخافُ من عناقنا..
فباسْمِ حبٍّ رائعٍ
أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا..
أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا
وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا
أسألك الرحيلا..
حتى يظلَّ حبنا جميلا..
حتى يكون عمرُهُ طويلا..
أسألكَ الرحيلا.
قصيدة عن الحزن لأحمد مطر
أيها الحُـزنُ الذي يغشى بِـلادي
أنا من أجلِكَ يغشاني الحَـزَن
أنتَ في كُلِّ مكـانٍ
أنتَ في كل زَمن
دائـرٌ تخْـدِمُ كلّ الناسِ
مِـنْ غيرِ ثَمـَن
عَجَبـاً منكَ .. ألّا تشكو الوَهَـن؟
أيُّ قلـب لم يُكلفكَ بشُغلٍ ؟
أيُّ عيـنٍ لم تُحملكَ الوَسـن؟
ذاكَ يدعـوكَ إلى استقبالِ قيـدٍ
تلكَ تحـدوكَ لتوديـعِ كَفَـنْ .
تلكَ تدعـوكَ إلى تطريـزِ رُوحٍ
ذاكَ يحـدوكَ إلى حرثِ بَـدَنْ .
مَـن سترضي، أيها الحـزنُ، ومَـن؟
وَمتى تأنفُ من سُكنى بـلادٍ
أنتَ فيهـا ممتهَن
إنّني أرغـبُ أن أرحَـلَ عنهـا
إنّمـا يمنعُني حُـبُّ الوَطـن