شعر عن الحرية
قصيدة يا أيها السائل ما الحرية
يا أَيُّها السائِلُ ما الحُرِّيَّةُ
- سالَتْ عَنْ جَوْهَرَةٍ سُنِّيَّةٍ
تَضِئُ أَرْواحًا لَنا زَكِيَّةً
- يا نِعْمَتَ الحَياةُ بالحرية
لَذاذَةٌ طاهِرَةٌ نقية
- تُبْعَثُ فِي قُلُوبِنا الحَمِية
تَبْعَثُ فِيها الهِمَّةُ الأَبْية
- فَتَأْنَفُ المَواقِفُ الدُنَية
وَتَأْلَفُ المَنازِلُ العَلَيْة
- العِزُّ كُلَّ العِزِّ فِي الحَرِية
يا جاهِلاً مَعانِي الحَرِية
- يا فاقِداً حِسَّ الحَياةِ الحَيُّة
عَمِّيَتْ عَنْ أَنْوارِها البَهِية
- صَمْمْتُ عَنْ أَنْغامِها الشَجِيْة
فَأَنْتَ فِي غَفْلَتِكَ الغَبِية
- أَشْبِهْ بِالبَهائِمِ الوَحْشِية
لَمْ تَرُدَّ المَوارِدُ الشَهِية
- لَمْ تَعْرِفْ اللَذائِذُ الهَنَيْة
مُورِدُكَ المَذَلَّةُ القَصِيُّة
- لَذْتَكَ النَقائِصُ البَذِيَّةُ
تَعِيشُ عَبْداً حالُهُ شِقِّيْة
- مُسْتَضْعَفاً تَمْقِتُكَ البَرِية
يا سالِباً نُفُوسُنا الحَرِية
- يا راكِباً مَراكِبَ الخَطَيْة
اللهُ أَعْطاكَ لَنا عَطِيَّة
- غَرِيزَةٌ فِي خَلْقِهِ فَطَرِّية
لَنَبْذُلْنَّ دُونَها ضَحِيَّةً
- النَفْسُ وَالنَفِيسُ وَالذَرِيّة
قصيدة فتنته محاسن الحرية
فَتَنَتهُ مَحاسِنُ الحرية
- لا سُلَيمى وَلا جَمالُ سُمَيَّه
هِيَ أُمنِيَةُ الجَميعِ وَلَكِن
- أَرهَقَتهُ الطَبيعَةُ البشرية
وَعَجيبٌ أَن يُخلَقَ المَرءُ حُرّاً
- ثُمَّ يَأبى لِنَفسِهِ الحرية
قصيدة شعلة الحرية
هِبَةُ اللهِ السَخِيَّة
هٰذِهِ الشُعْلَةُ، إِرْثُ البَشَرِيَّةِ
اِرْفَعِيها أَنْتِ يا مِصْرُ اِرْفَعِيها
لِلمَلايِينِ الَّذِينَ
كَمْ حَنَى أَعْناقُهِم ذُلَّ السِنِينَ
اِرْفَعِيها لِلمَلايِينِ الَّذِينَ
لَمْ يَزالُوا ظامِئِينَ
لِيَنابِيعِ الضِياءِ
الضِياءُ السَمْحُ يُهْمِّي فِي سَخاءِ
اِرْفَعِيها لَهُمُو
لِلمَلايِينِ عَلَى الدَرْبِ فَأَفُقَ الدَرْبِ داج مُعْتَمِ
فجرى الأَعْماقُ كُلَّ السِرِّ فِيها
فَاِنْتِفاضاتُ الشُعُوبِ
وَاِنْطِلاقاتُ الشُعُوبِ
كُلَّما تَكْمُنُ فِيها
مِن هُنا تَنْهارُ جُدْرانُ الظَلامِ
مِنْ هُنا تَنْحَطِمُ القُضْبانُ تَرْتَدُّ حِطامَ
فَجَرِيها هٰذِهِ الأَعْماقُ كُلَّ السِرِّ فِيها
وَاِرْفَعِي الشُعْلَةَ يا مِصْرُ اِرْفَعِيها
إنها سِرُّ البَقاءِ
هِيَ مَهْما أَخْمَدُوا أَنْفاسَها، أَوْ
أَطْفَأُوا أَقْباسَها
هِيَ مَهْما مَرْغُوها
هِيَ مَهْما أَرْخَصُوها
سَوْفَ يَبْدُو وَجْهُها الحُرُّ مَهِيبَ الكِبْرِياءِ
لِلمَلايِينِ الَّذِينَ
عَشَقُوها مِنْ قُرُونٍ وَقُرُون
سَوْفَ تَبْدُو مِنْ خِلالِ المِحَنِ
مِنْ رَزايا الوَطَنِ
سَوْفَ تَبْدُو مِنْ ثَنايا المَعْرَكَةِ
وَدُخانُ المَوْتِ يَلْتَفُّ جِبالاً بِجِبالِ
وَالقَرّابِينَ بِساحاتِ النِضالِ
يَطْرُقُونَ البابَ، بابُ الأَبَدِيَّةِ
وَبِأَيْدِيهِم تُرابُ المَعْرَكَةِ
التُرابُ الطَيِّبُ الطاهِرُ رَواهُ الفِداءَ
هٰذِهِ الشُعْيا أَيُّها السائِلُ ما الحُرِّيَّةُ
البُغاةُ المُجْرِمُون
وَهِيَ إِرْثُ البَشَرِيَّة
هِبَةُ اللهِ السخية
قصيدة أرى الحر يجري بره ويدوم
أرى الحُرَّ يجري برُّه ويدومُ
- وذو اللُّؤمِ يُجرى برُّه ويقومُ
وأنت أبَا العباس بدرٌ مكمّلٌ
- تحفُّ به وسطَ السماءِ نجومُ
وسَطتَ القرومَ الصّيدَ من آل مرثدٍ
- وما مثلهم فيما عَلمتُ قُرومُ
فيا ليت شعري ما الذي حَطَّ رتبتي
- لديكَ فحاجاتي إليك هُمومُ
أألحوتُ حوتُ الأرضِ أم حوتُ يونسٍ
- لك الخيرُ أم حوتُ السماءِ أرومُ
أَيا سمكاً بين السّماكين عزَّةً
- إلى كم يرانا اللَّهُ منك نَصومُ
رأيتُكَ ذا شوكٍ وشوك من الأذى
- فتركُكَ مجدٌ والتماسُك لومُ
إذا لم تكن إلا ببذلِ وجُوهِنا
- فأنت علينا بالغلاءِ تقومُ
قصيدة حرية الشعب بين السيف والعلم
حريَّةُ الشعبِ بينَ السيفِ والعلمِ
- وقوةُ النفسِ بين الدَّمع والألمِ
وفي الشدائدِ والثوراتِ بان لنا
- فضلُ الرجال ذوي الأفكارِ والهمم
إنَّ النوابغ أبناءُ التجاربِ في
- كلِّ العصورِ التي انشَقَّت لضَربهم
يا حبَّذا أمةٌ تَشقى بثورَتِها
- حتى تفوزَ بما ترجو من النعم
كما نرى الشَّمسَ بعد الغيمِ ساطعةً
- والأرضَ خضراءَ بعد الثّلجِ والديم
قصيدة دمعة على جثمان الحرية
أنا لا أكتب الأشعار فالأشعارُ تكتبني
أريدُ الصمت كي أحيا، ولكن الذي ألقاه ينطقُني
ولا ألقى سوى حزنٍ، على حزنٍ، على حزنٍ
أأكتب أنني حيٌّ على كفني؟
أأكتب أنني حرٌّ، وحتى الحرفُ يرسفُ بالعبوديّة؟
لقد شيّعتُ فاتنة، تُسمّى في بلاد العرب تخريبًا
وإرهابًا
وطعنًا في القوانين الإلهية
ولكن اسمها والله
لكن اسمها في الأصلِ حريّة