شعر عن الحب والعشق
الحب
الحب هو الشعور بالأمان والطمأنية والراحة مع من نحب، وتكون العلاقة بينهما مبنية على المودة والتضحية والعطاء، فيسعى كل منهما للإرضاء الآخر والتضحية من أجله. وللحب أسماء عديدة منها: الغرام، والهوى، والمحبة، والعشق، وأعلى درجاته الهيام، وفي هذا المقال سنقدم أبيات شعر عن الحب والعشق.
شعر عن الحب لنزار قباني
أتحدّى..
من إلى عينيكِ يا سيدتي قد سبقوني
يحملونَ الشمسَ في راحاتهم وعقود الياسمين
أتحدّى كلَّ من عاشرتهم
من مجانين، ومفقودين في بحر الحنين
أن يحبوكِ بأسلوبي ، وطيشي ، وجنوني
أتحدّى..
كتب العشقِ ومخطوطاته
منذ آلاف القرون
أن تري فيها كتاباً واحداً
فيهِ ، يا سيّدتي ، ما ذكروني
أتحداكِ أنا..
أن تجدي وطناً مثل فمي
وسريراً دافئاً مثل عيوني
أتحداهم جميعاً
أن يخطوا لكِ مكتوب هوى
كمكاتيبِ غرامي
أو يجيؤوكِ على كثرتهم
بحروفٍ كحروفي وكلام كلامي.
شعر عن الحب للمتنبي
وما كنت ممن يدخل العشق قلبه
- ولكن من يُبصِر جفونك يعشق
أغرَّك مني أن حبك قاتلي
- وأنّك مهما تأمري القلب يفعل يهواك
ما عشت القلب فإن أمت
- يتبع صداي صداك في الأقبر
أنت النعيم لقلبي والعذاب له
- فما أمرّك في قلبي وأحلاك
و ما عجبي موت المحبين في الهوى
- ولكن بقاء العاشقين عجيب
لقد دبّ الهوى لك في فؤادي
- دبيب دم الحياة إلى عروقي
خليلي فيما عشتما هل رأيتما
- قتيلاً بكى من حب قاتله قبلي.
لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم
- ولا رضيت سواكم في الهوى بدلاً
فيا ليت هذا الحب يعشق مرة
- فيعلم ما يلقى المحب من الهجر
عيناكِ نازَلتا القلوب فكلهـا
- إما جريح أو مصاب المقتل
وإني لأهوى النوم في غير حينه
- لعـل لـقـاء فـي المنام يكون
ولولا الهوى ما ذُلّ في الأرض عاشـق
- ولكن عزيز العاشـقيـن ذليل
نقل فؤادك حيث شئت من الهـوى
- ما الحب إلّا للحبـيـب الأول
إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها
- ففي وجه من تهوى جميع المحاسن
لا تحارب بناظريك فؤادي
- فضعيفان يغلبان قوياً
إذا ما رأت عيني جمالك مقبلاً
- وحقك يا روحي سكرت بلا شرب
كتب الدمع بخدي عهده
- الهوى والشوق يملي ما كتب
أحبك حبين حب الهوى
- وحباً لأنك أهل لذاك
رأيت بها بدراً على الأرض ماشياً
- ولم أرَ بدراً قط يمشي على الأرض
قـالوا: الفراق غداً لا شك قلت
- هم بـل موت نفسي من قبل الفراق غداً
قفي ودعيـنا قبل وشك التفـرق
- أحب حتى ثرى الأرض اللي تاطاها
ضممتك حتى قلت ناري قد انطفت
- فلـم تطف نيراني وزيد وقودها
لأخرجن من الدنيا وحبكم
- بين الجـوانح لم يـشعر به أحد
تتبع الهوى روحي في مسالكه
- حـتى جـرى الحب مجرى الروح في الجسد
أحبك حباً لو يفض يسيره علـى الخلق
- مات الخلق من شدة الحب
فقلت: كما شاءت وشاء لها الهوى
- قتيلـك قالـت: أيهم فهم كثر
أنـت ماضٍ وفي يديك فـؤادي
- رد قلبي وحـيـث ما شئت فامضِ
ولي فؤاد إذا طال العذاب بـه
- هام اشتياقـاً إلى لقـيا معـذبه
ما عالج الناس مثل الحب من سقم
- ولا برى مثله عظماً ولا جسداً
قامت تظللني و من عجب
- شمس تظللني متن الشمس
هجرتك حتى قيل لا يعرف الهوى
- وزرتك حتى قيل ليس له صبراً
قالت جننت بمن تهوى
- فقلت لها العشق أعظـم مما بالمجانين
ولو خلط السم المذاب بريقها
- وأسقيت منه نهلة لبريت
وقلت شهودي في هواك كثيرة
- وأصدقها قلبي ودمعي مسفوح
أرد إليه نظرتي وهو غافل
- لـتسرق منه عيني ما ليس دارياً
لها القمر الساري شقيق
- وإنها لتطلع أحياناً له فيغيب.
وإن حكمت جارت علي بحكمها
- ولكن ذلك الجور أشهى من العدل
ملكت قـلبي و أنـت فـيـه
- كيف حويت الذي حواك
قل للأحبة كيف أنعم بعدكم
- وأنا المسافر والقلب مقـيم
عذبيني بكل شيء سوى الصدّ
- فما ذقت كالصدود عذاباً
وقد قادت فؤادي في هواها
- وطاع لها الفؤاد و ما عصاها
خضعت لها في الحب من بعد
- عزتي وكل محب للأحـبـة خاضع
ولقد عهدت النار شيمتها الهدى
- وبنار خديك كل قلب حائر
عذبي ما شئت قلبي عذبي
- فعذاب الحب أسمى مطلبي
بعضي بنار الهجر مات حريقاً
- والبعض أضحى بالدموع غريقاً
قتل الورد نفسه حسداً منك
- وألقى دماه في وجنتيك
اعتيادي على غـيابك صعـب
- واعتيادي على حضورك أصعب
قد تسربت في مـسامات جلدي
- مثلما قطرة الندى تتسرب
لك عندي وإن تناسيتعهد
- في صميم القلب غـيرنك.
شعر عن الحب لأبي القاسم الشابي
عذبة أنت كالطفولة كالأحلام
- كاللحن كالصبح الجديد
كالسماء الضحوك كالليلة القمراء
- كالورد كابتسام الوليد
يا لها من وداعة وجمال
- وشباب منعم أملود
يا لها مـن طهارة تبعث التقديس
- في مهجة الشقي العنيد
يا لها من رقة تكاد يرف الورد
- منها في الصخرة الجلمود
أي شيء تراك؟ هل أنت فينيس
- تهادت بين الورى من جديد
لتعيد الشباب والفرح المعسول
- للعالم التعيس العميد
أم ملاك الفردوس جاء إلى الأرض
- ليحيي روح السلام العهيد
أنت ما أنت رسم جميل
- عبقري من فن هذا الوجود
فيه ما فيه من غموض وعمق
- وجمال مقدس معبود
أنت ما أنت، أنت فجر من السحر
- تجلى لقلبي المعمود
فأراه الحياة في مونق الحسن
- وجلى له خفايا الخلود
أنت روح الربيع تختال في الدنيا
- فتهتز رائعات الورود
تهب الحياة سكرى من العطر
- ويدوي الوجود بالتغريد
كلما أبصرتك عيناي تمشين
- بخطو موقع كالنشيد
خفـق القلب للحياة ورف الزهـر
- في حقل عمري المجرود
وانتشت روحي الكئيبة بالحب
- وغـنت كالبلبل الغريد
أنت تحيين في فـؤادي ما قد
- مات في أمسي السعيد الفقيد
وتشيدين في خزائب روحي
- ما تلاشى في عهدي المجدود
من طموح إلى الجمال إلى الفن
- إلى ذلك الفضاء البعيد
وتبثين رقة الأشواق والأحلام
- والشدو والهوى في نشيدي
بعـد أن عانقت كآبة أيامي
- فؤادي وألجمت تغريدي
أنت أنشودة الأناشيد غناك
- إله الغناء رب القصيد
فيك شب الشباب وشحه السحر
- وشدو الهوى وعطر الوجود