شعر عن الحب والشوق
الحب والشوق
يتميز شعر الحب عن غيره من الأشعار فهو الأقرب إلى القلوب خاصة عند المحبين، ويصف الشعراء في قصائدهم الحب ولوعة الفراق والألم لمن غابوا عنهم وذهبوا إلى مكان بعيد، وفي هذا المقال سنقدم لكم شعراً جميلاً عن الحب والشوق.
شعر محمود البارودي عن الحب والشوق
أَبَى الشوق إلاَّ أَن يَحِن ضَميرُ
- وكُلُّ مَشوقٍ بالحَنينِ جَدير
وَهَل يَستَطِيعُ المَرْءُ كِتْمانَ لَوْعَة
- يَنِم عَلَيْهَا مَدْمَعٌ وَزَفِيرُ؟
خَضعت لأحكَامِ الْهَوَى، وَلَطَالَمَا
- أَبيتُ فَلَمْ يَحْكُمْ عَليَّ أَمِيرُ
أفل شباة اللَّيثِ وهوَ مُناجِزٌ
- وأرهبُ لَحظَ الرِئمِ وَهوَ غَرير
وَيَجزَعُ قلبي لِلصدودِ، وَإِنَّني
- لَدى البأس إن طاشَ الكَمِى صَبور
وَمَا كُلُّ مَنْ خَافَ الْعُيُونَ يَرَاعَة
- وَلا كُلُّ مَنْ خَاضَ الْحُتُوفَ جَسُور
وَلكِن لأَحكامِ الهَوى جبَريَّة ٌ
- تَبوخُ لَها الأنفاسُ وَهي تَفور
شعر حكيم الصباح عن الحب والشوق
الشوق أضرم خافق الكلمِ
- فذوى فؤاد الشعر بالألمِ
البعد زاد الحزن في كبدي
- وغيابكم أدى إلى عدمي
فَقلوبنا اشتدّت مواجعها
- ومراكب الأشواق كالحممِ
أو هكذا تنسون عشرتنا؟
- فَيعود لحن الحزن في قلمي
لولاكمُ ما قد سرى أبداً
- حرفي ولا غنت هنا نظمي
وتقول إن الحبّ يجمعنا
- دوماً ولا أنساكِ ذا قسمي
أين الوعود البيض أينكمُ؟
- يا منية الأحلام يا نغمي
يا من هواكمُ خالدٌ بدمي
- ما كان ذلك فيكمُ عشمي
يا ليتني ألقاكمُ حُلمًا
- أو كالندى تطفونَ ذي حِمَمَي
شعر المتنبي عن الحب والشوق
أُغالِبُ فيكَ الشّوْقَ وَالشوْقُ أغلَبُ
- وَأعجبُ من ذا الهجرِ وَالوَصْلُ أعجبُ
أمَا تَغْلَطُ الأيّامُ فيّ بأنْ أرَى
- بَغيضاً تُنَائي أوْ حَبيباً تُقَرّبُ
وَلله سَيْرِي مَا أقَلّ تَئِيّةً
- عَشِيّةَ شَرْقيّ الحَدَالى وَغُرَّبُ
عَشِيّةَ أحفَى النّاسِ بي مَن جفوْتُهُ
- وَأهْدَى الطّرِيقَينِ التي أتَجَنّبُ
وَكَمْ لظَلامِ اللّيْلِ عِندَكَ من يَدٍ
- تُخَبِّرُ أنّ المَانَوِيّةَ تَكْذِبُ
وَقَاكَ رَدَى الأعداءِ تَسْري إلَيْهِمُ
- وَزَارَكَ فيهِ ذو الدّلالِ المُحَجَّبُ
وَيَوْمٍ كَلَيْلِ العَاشِقِينَ كمَنْتُهُ
- أُرَاقِبُ فيهِ الشّمسَ أيّانَ تَغرُبُ
وَعَيْني إلى أُذْنَيْ أغَرَّ كَأنّهُ
- منَ اللّيْلِ باقٍ بَينَ عَيْنَيْهِ كوْكبُ
لَهُ فَضْلَةٌ عَنْ جِسْمِهِ في إهَابِهِ
- تَجيءُ على صَدْرٍ رَحيبٍ وَتذهَبُ
شَقَقْتُ بهِ الظّلْماءَ أُدْني عِنَانَهُ
- فيَطْغَى وَأُرْخيهِ مراراً فيَلْعَبُ
وَأصرَعُ أيّ الوَحشِ قفّيْتُهُ بِهِ
- وَأنْزِلُ عنْهُ مِثْلَهُ حينَ أرْكَبُ
وَما الخَيلُ إلاّ كالصّديقِ قَليلَةٌ
- وَإنْ كَثُرَتْ في عَينِ مَن لا يجرّبُ
إذا لم تُشاهِدْ غَيرَ حُسنِ شِياتِهَا
- وَأعْضَائِهَا فالحُسْنُ عَنكَ مُغَيَّبُ
لحَى الله ذي الدّنْيا مُناخاً لراكبٍ
- فكُلُّ بَعيدِ الهَمّ فيهَا مُعَذَّبُ
ألا لَيْتَ شعري هَلْ أقولُ قَصِيدَةً
- فَلا أشْتَكي فيها وَلا أتَعَتّبُ
وَبي ما يَذودُ الشّعرَ عني أقَلُّهُ
- وَلَكِنّ قَلبي يا ابنَةَ القَوْمِ قُلَّبُ
وَأخْلاقُ كافُورٍ إذا شِئْتُ مَدْحَهُ
- وَإنْ لم أشأْ تُملي عَليّ وَأكْتُبُ
إذا تَرَكَ الإنْسَانُ أهْلاً وَرَاءَهُ
- وَيَمّمَ كافُوراً فَمَا يَتَغَرّبُ
فَتًى يَمْلأ الأفْعالَ رَأياً وحِكْمَةً
- وَنَادِرَةً أحْيَانَ يَرْضَى وَيَغْضَبُ
إذا ضرَبتْ في الحرْبِ بالسّيفِ كَفُّهُ
- تَبَيَّنْتَ أنّ السّيفَ بالكَفّ يَضرِبُ
تَزيدُ عَطَاياهُ على اللّبْثِ كَثرَةً
- وَتَلْبَثُ أمْوَاهُ السّحابِ فَتَنضُبُ
أبا المِسْكِ هل في الكأسِ فَضْلٌ أنالُه
- فإنّي أُغَنّي منذُ حينٍ وَتَشرَبُ
وَهَبْتَ على مِقدارِ كَفّيْ زَمَانِنَا
- وَنَفسِي على مِقدارِ كَفّيكَ تطلُبُ
إذا لم تَنُطْ بي ضَيْعَةً أوْ وِلايَةً
- فَجُودُكَ يَكسُوني وَشُغلُكَ يسلبُ
يُضاحِكُ في ذا العِيدِ كُلٌّ حَبيبَهُ
- حِذائي وَأبكي مَنْ أُحِبّ وَأنْدُبُ
أحِنُّ إلى أهْلي وَأهْوَى لِقَاءَهُمْ
- وَأينَ مِنَ المُشْتَاقِ عَنقاءُ مُغرِبُ
فإنْ لم يكُنْ إلاّ أبُو المِسكِ أوْ هُمُ
- فإنّكَ أحلى في فُؤادي وَأعْذَبُ
وكلُّ امرىءٍ يولي الجَميلَ مُحَبَّبٌ
- وَكُلُّ مَكانٍ يُنْبِتُ العِزَّ طَيّبُ
يُريدُ بكَ الحُسّادُ ما الله دافِعٌ وَسُمْرُ
- العَوَالي وَالحَديدُ المُذرَّبُ
وَدونَ الذي يَبْغُونَ ما لوْ تخَلّصُوا
- إلى المَوْتِ منه عشتَ وَالطّفلُ أشيبُ
إذا طَلَبوا جَدواكَ أُعطوا وَحُكِّموا
- وَإن طلَبوا الفضْلَ الذي فيك خُيِّبوا
وَلَوْ جازَ أن يحوُوا عُلاكَ وَهَبْتَهَا
- وَلكِنْ منَ الأشياءِ ما ليسَ يوهَبُ
وَأظلَمُ أهلِ الظّلمِ مَن باتَ حاسِداً
- لمَنْ بَاتَ في نَعْمائِهِ يَتَقَلّبُ
وَأنتَ الذي رَبّيْتَ ذا المُلكِ مُرضَعاً
- وَلَيسَ لَهُ أُمٌّ سِواكَ وَلا أبُ
وَكنتَ لَهُ لَيثَ العَرِينِ لشِبلِهِ
- وَمَا لكَ إلاّ الهِنْدُوَانيّ مِخْلَبُ
لَقِيتَ القَنَا عَنْهُ بنَفْسٍ كريمَة إلى
- الموْتِ في الهَيجا من العارِ تهرُبُ
وَقد يترُكُ النّفسَ التي لا تَهابُهُ
- وَيَخْتَرِمُ النّفسَ التي تَتَهَيّبُ
وَمَا عَدِمَ اللاقُوكَ بَأساً وَشِدّةً
- وَلَكِنّ مَنْ لاقَوْا أشَدُّ وَأنجَبُ
ثنَاهم وَبَرْقُ البِيضِ في البَيض صَادقٌ
- عليهم وَبَرْقُ البَيض في البِيض خُلَّبُ
سَلَلْتَ سُيوفاً عَلّمتْ كلَّ خاطِبٍ
- على كلّ عُودٍ كيفَ يدعو وَيخطُبُ
وَيُغنيكَ عَمّا يَنسُبُ النّاسُ أنّهُ
- إلَيكَ تَنَاهَى المَكرُماتُ وَتُنسَبُ
وَأيُّ قبيلٍ يَسْتَحِقّكَ قدرُهُ
- مَعَد بنُ عَدنانٍ فِداكَ وَيَعرُبُ
وَمَا طَرَبي لمّا رَأيتكَ بِدعَةً
- لقد كنتُ أرجُو أنْ أرَاكَ فأطرَبُ
وَتَعذلُني فيكَ القَوَافي وَهِمّتي
- كأنّي بمَدحٍ قَبلَ مَدحِكَ مُذنِبُ
وَلَكِنّهُ طالَ الطّريقُ وَلم أزَلْ
- أُفَتّش عَن هَذا الكَلامِ وَيُنْهَبُ
فشَرّقَ حتى ليسَ للشّرقِ مَشرِقٌ
- وَغَرّبَ حتى ليسَ للغرْبِ مَغْرِبُ
إذا قلتهُ لم يَمتَنِع مِن وُصُولِهِ
- جِدارٌ مُعَلًّى أوْ خِبَاءٌ مُطَنَّبُ
شعر فاروق جويدة عن الحب والشوق
لا تذكري الأمس إني عشتُ أخفيه
- إن يَغفر القلبَ جرحي من يداويه
قلبي وعيناكِ والأيام بينهما
- دربٌ طويلٌ تعبنا من مآسيه
إن يخفقِ القلب كيف العمر نرجعه
- كل الذي مات فينا كيف نحييه
الشوق درب طويل عشت أسلكه
- ثم انتهى الدرب وارتاحت أغانيه
جئنا إلى الدرب والأفراح تحملنا
- واليوم عدنا بنهر الدمع نرثيه
ما زلتُ أعرف أن الشوق معصيتي
- والعشق والله ذنب لستُ أخفيه