شعر الغزل لعمر بن أبي ربيعة
خصائص الغزل عند عمر بن أبي ربيعة
- التصريح الخادش: كان ابن ربيعة يتغزّل بالنساء دون حدود أو قيود، فكان يصف المرأة بالأوصاف الخادشة، الأمر الذي عرّضه إلى اللوم و النقد في الكثير من الأحيان.
- عدم ظهور معاني الحب الصادق: القارئ لشعر عمر بن أبي ربيعة لن يجد في شعره عاطفة صادقة أو شكوى من آلام الحب والعشق، أو البعد والهجران إلّا في مواطن قليلة، كما كان يصف نفسه على الأغلب بأنّه المطلوب وليس الطالب، ولم يكتفِ بذلك فقط، بل كان ينقل على ألسنة النساء بأنهنّ كن ينظمنَ فيه شعر غزلٍ ، ناعتًا إياهن بمعانٍ صريحة خادشة للحياء.
- التعبير عن طبقته: شاعت المعاني الحسيّة في غزل عمر بن أبي ربيعة إلى درجة أن الدّارسين أسموه الغزل العُمَري، فغزله كان يعبّر عن طبقته المتحررة التي جعلت شهواتها وملذاتها فوق كل شيء.
- البراعة والدّقة: اتسم شعره بالدقة والبراعة عند وصف مفاتن النساء، ووصف طرق احتيالهنّ لرؤيته، إلى درجة أنّ ديوانه يكاد يقتصر على وصف النساء فقط، وقد سأله سليمان بن عبد الملك ما يمنعك من مدحنا؟ فقال: "أنا لا أمدح الرجال إنّما أمدح النّساء".
- سهولة اللغة واستخدام الأوزان الخفيفة: امتاز الشعر العُمري بسهولة لغة شعره، واستخدام الأوزان الخفيفة مثل: بحر الرمل، والبحر السريع، والبحر المتقارب.
التفرد بالذات في غزل عمر بن أبي ربيعة
الناظر في الشعر العُمري سيجد أنّ الشاعر يجعل نفسه مركز القصيدة، ويصوّر النساء وهن يحاولن التقرّب منه، وقد شبّه نفسه في إحدى القصائد بالقمر، وقد اتفق الدارسون على نرجسية عمر بن أبي ربيعة وسبب ذلك أنّه ولد جميلًا جذابًا، وعاش حياة ترف.
فقد كان يلبس أفضل الملابس، ويضع أجمل العطور، وقد ربط النقاد بين تركيزه على ذاته وجماله الخارجي، وبين تركيزه في الشعر على وصف الشكل الخارجي للنساء إذ ندر اهتمامه بالجانب المعنوي.
نماذج من شعر الغزل لعمر بن أبي ربيعة
- قصيدة: ليتَ هندًا أنجزتنا ما تَعد:
لَيتَ هِندًا أَنجَزَتنا ما تَعِد
- وَشَفَت أَنفُسَنا مِمّا تَجِد
وَاِستَبَدَّت مَرَّةً واحِدَةً
- إِنَّما العاجِزُ مَن لا يَستَبِد
زَعَموها سَأَلَت جاراتِها
- وَتَعَرَّت ذاتَ يَومٍ تَبتَرِد
أَكَما يَنعَتُني تُبصِرنَني
- عَمرَكُنَّ اللَهَ أَم لا يَقتَصِد
فَتَضاحَكنَ وَقَد قُلنَ لَها
- حَسَنٌ في كُلِّ عَينٍ مَن تَوَد
حَسَدٌ حُمِّلنَهُ مِن أَجلِها
- وَقَديماً كانَ في الناسِ الحَسَد
- قصيدة: من رسولي إلى الثريّا:
مَن رَسولي إِلى الثُرَيّا فَإِنّي
- ضافَني الهَمُّ وَاِعتَراني الغُمومُ
يَعلَمُ اللَهُ أَنَّني مُستَهامٌ
- بِهَواكُم وَأَنَّني مَرحومُ
- قصيدة: ولما تفاوضنا الحديث:
وَلمّا تفاوضْنا الحَدِيثَ وأسْفَرَتْ
- وُجُوهٌ زهاها الْحسنُ أَن تتقنعا
تبالهن بالعرفان لما عرفنني
- وقلن امْرُؤ بَاغ أكل وأوضعا
- قصيدة: رأيتُ بجنب الخيفِ هندًا فراقني:
رَأَيتُ بِجَنبِ الخَيفِ هِنداً فَراقَني
- لَها جيدُ ريمٍ زَيَّنَتهُ الصَرائِمُ
وَذو أُشُرٍ عَذبٌ كَأَنَّ نَباتَهُ
- جَنى أُقحُوانٍ نَبتُهُ مُتَناعِمُ
نَظَرتُ إِلَيها بِالمُحَصَّبِ مِن مِنىً
- وَلي نَظَرٌ لَولا التَحَرُّجُ عارِمُ
فَقُلتُ أَشَمسٌ أَم مَصابيحُ بَيعَةٍ
- بَدَت لَكَ تَحتَ السِجفِ أَم أَنتَ حالِمُ
مُهَفهَفَةٌ غَرّاءُ صُفرٌ وِشاحُها
- وَفي المِرطِ مِنها أَهيَلٌ مُتَراكِمُ
بَعيدَةُ مَهوى القُرطِ إِمّا لِنَوفَلٍ
- أَبوها وَإِمّا عَبدُ شَمسٍ وَهاشِمُ