شرح مفهوم الرفق بالحيوان للأطفال
مفهوم الرفق بالحيوان
يُمكن تبسيط مفهوم الرفق بالحيوان للأطفال وذلك بالإشارة إلى أنه مقصد وغاية نبيلة، ومبدأ إنساني عظيم يرتبط بشكل أساسي بالتربية والأخلاق ، ويُترجم من خلال أفعال البشر التي تتمثل بالإحسان إلى الحيوانات والتعامل معها بتعاطف ورحمة، وبطريقة مسؤولة تقضي بالحفاظ على حياتها وصحتها وأمنها وتغذيتها وتحقيق الرفاهية لها قدر الإمكان، وهو أمر سينعكس على سلوك الحيوانات الفطري فيجعلها تتصرف براحة وبحسب طبيعتها دون الشعور بالخوف والألم والانزعاج، ويشمل الرفق بالحيوان أيضًا تقديم الرعاية الصحية والبيطرية له عند الحاجة ووقايته من الأمراض، وتوفير مأوى جيد له ومعاملته بشكل جيد وفي أسوأ الحالات التي يتطلب فيها الأمر قتل الحيوانات أو ذبحها فيجب أن يتم ذلك بطريقة رحيمة.
أهمية الرفق بالحيوان
يُعد الرفق بالحيوان ورعايته أمرًا مهمًا جدًا؛ حيث إن لكل حيوان حق في أن يعيش ويتمتع بحياته بشكل مناسب، وهنالك العديد من المناطق التي يُساء فيها معاملة الحيوانات أو استخدامها بصورة قاسية تضر بها بسبب الجهل وقلة الوعي والتثقيف، وفي الوقت نفسه فإن تعليم الأطفال للرفق بالحيوان يُعزز لديهم مهارات المعرفة والفهم، وتمييز السلوك الجيد، وتعلم تحمّل المسؤولية عبر مشاركتهم الإيجابية والفعالة في تحسين حياة الحيوانات وتغييرها، وتحقيق الفائدة لها لو بشكل بسيط، ومن جهة أخرى فإن للحيوانات استخدامات كثيرة مفيدة في حياة البشر وبالتالي لا يجب الإساءة لها، حيث إن هنالك العديد من الحيوانات تُستخدم للترفيه، وبعضها يدخل في مجال الأزياء، وفي مجالات الطب والتجارب التي تعزز التقدم العلمي ، كما أن لحوم بعض الحيوانات تستخدم كمصدر للغذاء، وهنالك الكثير من الحيوانات الأليفة الصديقة للإنسان والتي قد يكون بعضها نادرًا وغريبًا وبالتالي يتوجب حفظها وحمايتها.
مجالات رعاية الحيوان
هُنالك العديد من المجالات التي من خلالها يتحقق الرفق والرعاية للحيوان، وأبرزها ما يأتي:
- البيئة : وتُمثل بتوفير العوامل البيئية المثالية والمريحة للحيوانات، ومن بينها درجة الحرارة المناسبة، والهواء النقي، والرائحة الحسنة والضوضاء المعتدلة وغيرها.
- التغذية: يجب توفير الغذاء الجيد والنظيف للحيوانات وتسهيل وصولها له، وأن يكون الغذاء متنوعًا ومتوازنًا، بالإضافة إلى ضرورة توفير الماء الكافي.
- الصحة: ويُقصد بها توفير العوامل الصحية التي تحافظ على صحة الحيوانات وسلامتها جنبًا إلى جنب مع ضرورة التأكد من خلوها من الأمراض والإصابات وعلاجها إن وجدت، والحفاظ على مستوى اللياقة الجيد لها.
- الحالة العقلية: يُقصد بها خلق مواقف إيجابية ترتبط بمجالات الرعاية الأربعة الأخرى، حيث إن حالة الحيوان العقلية تُبنى من خلال المواقف والحالات الإيجابية التي يتعرض لها، والتي تتحقق له المتعة والحيوية والراحة، وبالمقابل تُقلل المشاعر السلبية التي قد تعترضه، ومنها: الألم والخوف، والجوع، والإحباط، والملل.
- السلوك: يرتبط السلوك الحيواني بالظروف المحيطة بالحيوان والتي تخلق له تحديات بيئية مختلفة ومميزة عبر التفاعلات الحسية التي تواجهه، وقيامه بالاستكشاف واللعب، والبحث عن الطعام وغيرها من السلوكات والنشاطات التي يقوم بها.
ارتباط الرفق بالحيوان لدى الأطفال بامتلاك حيوانات أليفة
يرتبط مفهوم الرفق بالحيوان لدى فئة كبيرة من الأطفال بالتجارب الشخصية والخاصة التي واجهتهم مع الحيوانات، وهو ما يخلق لديهم الوعي والإدراك لحقيقة هذا المفهوم، وتُشير الكثير من الأبحاث إلى أن العديد من الأطفال الصغار جدًا في العمر يميلون للحيوانات ويُحبونها، ولكن الأطفال الذين يمتلكون حيوانات منزلية أليفة يتعلمون عدة مفاهيم بيولوجية أساسية مرتبطة بالرفق بالحيوان بنسبة تفوق الأطفال الآخرين.
ومن جهة أخرى فإن التعليم والفهم الإنساني لمفهوم الرفق بالحيوان يجب أن يُبنى بشكل أساسي على تطوير روابط عاطفية مميزة مع الحيوانات ومحاولة فهم حاجاتها ومتطلباتها وهو أمر له دور أساسي في زيادة التعاطف والرحمة تجاه الحيوانات والتسامح معها، ونبذ القسوة التي تُمارس ضدها، كما وأن تجربة امتلاك الحيوانات الأليفة للأطفال هي تجربة إيجابية ومُمتعة تُعرفهم أكثر على الحيوانات وتحثهم على العطف عليها وتحمل مسؤوليتها ورعايتها.
مبادئ الرفق بالحيوان
هُنالك مجموعة من المبادئ الهامة التي ترتبط بشكل أساسي بالرفق بالحيوان، وأبرزها ما يأتي:
- الاستخدام المسؤول للحيوانات في سبيل المنفعة البشرية، وذلك من خلال مرافقة ومصادقة الحيوانات، واستخدامها كمصدر للطعام، أو في العمل، أو المعارض، والتعليم، والأبحاث الحيوانية التي تتم بالتنسيق مع قسم الطبيب البيطري.
- مراعاة القيم الأخلاقية والمجتمعية خلال استخدام أو رعاية الحيوان والموازنة بين الأحكام المهنية والمعرفة في هذا المجال.
- توفير الحاجات الأساسية للحيوانات والتي تشمل الماء والغذاء والرعاية الصحية والبيئية وغيرها مما ذكر من قبل.
- اتباع طرق مناسبة لرعاية الحيوانات وذلك بما يحد من ألمها أو خوفها ومعاناتها.
- إدراك ووعي حقيقة أنّ رعاية الحيوانات والحفاظ عليها هو أمر إنساني ومسؤولية اجتماعية.
- احترام الحيوانات خلال حياتها وفي حال استدعى الأمر موتها يجب أن يكون ذلك بطريقة رحيمة.
- تحسين صحة الحيوان وتحقيق الرفاهية له من خلال مهنة الطب البيطري، بالإضافة إلى البحث العلمي ، والتعاون، والتعليم، وإصدار التشريعات واللوائح التي تخدم هذه القضية.