شرح سورة الملك للأطفال
الحكمة من خلق الموت والحياة
قال الله -تعالى-: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)، وتفسير الآيات الكريمة فيما يأتي:
- خلق الله -عز وجل- الموت والحياة
- إنّ كل مخلوقات الله ومنهم الإنسان يعيشون في الحياة الدنيا ثم يموتون وتنتهي حياتهم.
- الحكمة من خلق الله -عز وجل - للموت والحياة
- إنّ الحكمة من خلق الله للحياة والموت ليختبر الناس أيهم أحسن عملًا، فالمؤمن يستعد للموت بالمسارعة إلى عمل الطاعات وفعل الخير، والابتعاد عن المعاصي وفعل الشر.
- من أسماء الله -عز وجل-
- العزيز والغفور، ومعنى اسم العزيز؛ أي أن الله -عز وجل- ليس له مثيل وهو القوي الذي لا يُغلب، والله هو الغفور؛ الذي يتجاوز عن السيئات ويقبل توبة المذنبين ويعفو عنهم.
الكفار ومصيرهم في الآخرة
قال -تعالى-: (وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ* إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ* تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ* قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ* وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ* فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ).
وتفسير الآيات الكريمة فيما يأتي:
- توعّد الكافرين بسوء المصير
- تبين الآيات الكريمة أن الله -عز وجل- توّعد الكافرين الذين رفضوا عبادة الله ولم يتبعوا الحق بأن مصيرهم يوم القيامة هو دخولهم إلى نار جهنم.
- عقاب الكافرين يوم القيامة
- ينال الكافرون عقابهم يوم القيامة في نار جهنم، ويسمعون صوتها الذي يشبه صوت الزفير، وهو صوت عالٍ ومخيف.
- وصف عذاب النار
- تغلي نار جهنم وتفور وينفصل بعضها عن بعض؛ لشدة غضبها على الكافرين الذين عصوا الله -عز وجل- وكذبوا بيوم الدين.
- اعتراف الكافرين بظلمهم
- يسأل حراس نار جهنم -وهم الملائكة- الكافرين: "ألم يأتكم نذير"؟ أي: ألم يُرسِل الله لكم رسولًا يدعوكم إلى عبادته وإلى اتباع الحق؟ فيكون جوابهم بأنهم قالوا إن الله قد أرسل إليهم رُسلا، لكنهم كذبوا واستكبروا وقالوا إن الله لم ينزل على الأنبياء شيئًا، ثم يعترف الكافرون بظلمهم، فهم بذلك يستحقون عقابهم في نار جهنم.
مظاهر قدرة الله تعالى
قال -تعالى-: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ * ثُمَّ ارجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ * وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ)، وقال -تعالى-: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)، وقال -تعالى-: (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ).
وتفسير الآيات الكريمة فيما يأتي:
- مظاهر إبداع الله -عز وجل- وإتقانه في الخلق
- خلق الله -سبحانه- سبع سماوات متطابقات بعضها فوق بعض، ويدعو الله -عز وجل- الإنسان للنظر إلى السماء ليرى إذا كان فيها شقوق أو عيب في الخلق، ثم يعود مرة أخرى للنظر، لكنه يعود خاشعًا ذليلًا أمام عظمة الله وإتقانه الذي ليس له مثيل.
- الإبداع في خلق النجوم والكواكب
- خلق الله -عز وجل- النجوم في السماء لتكون زينة لها، وكان الناس ينظرون إلى النجوم لترشدهم أثناء ترحلهم، وجُعلت الشهب والنجوم في السماء لرجم الشياطين ورميهم.
- الإبداع في خلق الأرض
- خلق الله الأرض لينة وسهلة وجعلها لخدمة الإنسان، لكي يمشي وينتفع منها، ويبحث عن رزقه فيها.
- الإبداع في خلق الطيور
- تُخاطب الآيات الكريمة الناس وتقول لهم: ألم تنظروا إلى الطيور في السماء؟ كيف تبسط أجنحتها وتقبضها، أي: تضمها دون أن تقع على الأرض، وهذا من مظاهر قدرة الله -عز وجل- وكمال صفاته.
تحذير المكذبين بدعوة الرسول
قال تعالى-: (ءأَمِنتُمْ مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ* أَمْ أَمِنتُمْ مِّن فِي السَّمَاءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ* وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ).
وتفسير الآيات الكريمة فيما يأتي:
- تخويف المكذّبين بالإهلاك في الأرض
- يحذر الله المكذبين بدعوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويخبرهم بأنه قادر على أن يخسف بهم الأرض، أي أن يهلكهم ويجعل الأرض تهتز بشدة من تحتهم.
- تخويف المكذّبين بالإهلاك بحجارة من السماء
- يحذرهم الله أيضًا بأن يرسل وينزل عليهم من السماء حجارة يهلكون بها، كما فعل مع من سبقهم من الأقوام الذين كذبوا دعوة رسولهم وكفروا بالله -عز وجل-.
ما يستفاد من سورة الملك
يستفاد من سورة الملك العديد من العبر والفوائد منها:
- الموت والحياة اختبار للإنسان من الله -تعالى-، فعلى المسلم أن يطيع الله فيعمل الصالحات ويبتعد عن المعاصي.
- للكافرين عذاب شديد يوم القيامة في نار جهنم، فالمسلم يدعو الله -تعالى- أن يجعله من أهل الجنة ويبعده عن النار.
- يوقن المسلم بأن الله -عز وجل- خلق السماوات، والأرض، والنجوم، وغيرها من المخلوقات، على أكمل صورة، بدون عيب أو خلل.
- الإيمان بأن الأمر كله لله -عز وجل-، وأنه سبحانه هو المتحكم في كل الأمور.
- قدرة الله -عز وجل- على عقاب الكافرين والعصاة وإهلاكهم في الحياة الدنيا والآخرة.