شرح حديث (الذهب بالذهب والفضة بالفضة..)
شرح حديث (الذهب بالذهب والفضة بالفضة)
أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي سعيدٍ الخدري -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (الذَّهَبُ بالذَّهَبِ، والْفِضَّةُ بالفِضَّةِ، والْبُرُّ بالبُرِّ، والشَّعِيرُ بالشَّعِيرِ، والتَّمْرُ بالتَّمْرِ، والْمِلْحُ بالمِلْحِ، مِثْلًا بمِثْلٍ، يَدًا بيَدٍ، فمَن زادَ، أوِ اسْتَزادَ، فقَدْ أرْبَى، الآخِذُ والْمُعْطِي فيه سَواءٌ. [وفي رواية]: الذَّهَبُ بالذَّهَبِ، مِثْلًا بمِثْلٍ، فَذَكَرَ بمِثْلِهِ).
معاني مفردات الحديث
- الْبُرُّ: حَبّ القمح.
- اسْتَزادَ: طلب الزيادة.
- أرْبَى: زاد، وعَمِل بالربا .
المعنى الإجمالي للحديث
يخبر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن أصنافٍ محددةٍ لا تجوز مبادلتها ببعضها إلّا إن تساوى الوزن، فلا تُجوز الزيادة وإلّا وُقع في الربا المحرّم، والبائع والمشتري في ذلك سواءٌ، ويلزم أن يكون البيع والشراء لتلك الأصناف ببعضها معجّلاً في مجلس العقد؛ فلا يجوز بيع عاجلها بمؤجّلٍ؛ أي أنّ التقابض لا بدّ أن يتمّ في مجلس العقد، وتلك الأصناف هي: الذهب والفضة والشعير والتمر والقمح والملح، وتُقاس عليها بقي الأصناف.
ما يُستفاد من الحديث
يُرشد الحديث إلى العديد من الفوائد، منها:
- جواز مبادلة الأصناف التي ذكرها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الحديث السابق ببعضها البعض إن تساوت في المقدار، على أن يكون التقابض حالاً عاجلاً في مجلس العقد.
- التحذير من الوقوع في الربا المحرّم.
أحاديث أخرى تنهى عن الربا
وردت بعض الأحاديث الصحيحة في ذمّ الربا والنّهي عنه والتحذير منه، يُذكر منها:
- أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (لَعَنَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَقالَ: هُمْ سَوَاءٌ).
- أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلَاتِ).
- أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: (أَتَيْتُ المَدِينَةَ فَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بنَ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، فَقالَ: ألَا تَجِيءُ فَأُطْعِمَكَ سَوِيقًا وتَمْرًا، وتَدْخُلَ في بَيْتٍ، ثُمَّ قالَ: إنَّكَ بأَرْضٍ الرِّبَا بهَا فَاشٍ، إذَا كانَ لكَ علَى رَجُلٍ حَقٌّ، فأهْدَى إلَيْكَ حِمْلَ تِبْنٍ، أوْ حِمْلَ شَعِيرٍ، أوْ حِمْلَ قَتٍّ، فلا تَأْخُذْهُ؛ فإنَّه رِبًا).
- أخرج البخاري عن أبي هريرة وأبي سعيدٍ الخدريّ -رضي الله عنهما-: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، بَعَثَ أخَا بَنِي عَدِيٍّ الأنْصَارِيَّ، واسْتَعْمَلَهُ علَى خَيْبَرَ، فَقَدِمَ بتَمْرٍ جَنِيبٍ، فَقالَ له رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أكُلُّ تَمْرِ خَيْبَرَ هَكَذَا؟، قالَ: لَا، واللَّهِ يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّا لَنَشْتَرِي الصَّاعَ بالصَّاعَيْنِ مِنَ الجَمْعِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تَفْعَلُوا، ولَكِنْ مِثْلًا بمِثْلٍ، أوْ بيعُوا هذا واشْتَرُوا بثَمَنِهِ مِن هذا، وكَذلكَ المِيزَانُ).
- ورد عن عبد الله بن حنظلة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (دِرهمُ ربًا يأكلُه الرَّجلُ وهوَ يعلَمُ؛ أشدُّ من سِتةٍ وثلاثين زَنْيَةٍ).