شرح حديث (أفشوا السلام بينكم) للأطفال
نص الحديث
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ).
حثّ الإسلام على فضائل الأعمال، و الأخلاق الحسنة ومنها نشر السلام بين الناس، على من عرفنا ومن لم نعرف، وفي نشر تحية الإسلام بين الناس إظهار للمحبة، وبه تزداد الألفة، وفي عدم إلقاء التحية فتح لباب من أبواب نشر البغضاء والقطيعة بين الناس، يظهر المجتمع الذي لا يحيي به الناس بعضهم البعض وكأن كل إنسان يعيش في عالمه الخاص، دون أن يهتم لأمر المسلمين.
معنى إفشاء السلام بينكم
سنذكر معنا هذه الجملة بالتفصيل:
- إفشاء: أي إظهار ونشر، ومنها إفشاء السر أي إظهاره.
- السلام: منها التحية وهي تحية الإسلام وهي المراد هنا والسلام اسم من أسماء الله الحسنى ومعنى لفظ السلام من السلامة وهي الأمن.
- بينكم: بيّن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن السلام يكون على من عرفنا ومن لم نعرف، كما نص على ذلك الحديث الصحيح: (أنَّ رَجُلًا سَأَلَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ الإسْلَامِ خَيْرٌ؟ قالَ: تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وتَقْرَأُ السَّلَامَ علَى مَن عَرَفْتَ ومَن لَمْ تَعْرِفْ).
إذًا المراد أن نظهر تحية الإسلام بقولنا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بإلقائه بصوت مسموع، أو الرد عليه بقولنا وعليكم السلام إن سلّم علينا أحد، وذلك لكل الناس من عرفنا ومن لم نعرف.
الفوائد المرجوة من إفشاء السلام
لنشر السلام بين الناس عدد من الفوائد نذكر منها:
- تحصيل الحسنات وخصوصًا عند إلقاء التحية كاملة، ففي كل كلمة 10 حسنات؛ وعليه فإن الذي يقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يحصل على حسنات أكثر ممن قال السلام عليكم فقط.
- من أسباب دخول الجنة كما أرشد الحديث النبوي في بداية المقالة.
- إحياء السنة، فالمؤمن حين يلقي السلام على من عرف ومن لم يعرف يتبع الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
- إلقاء تحية الإسلام يبعد عن المسلم الغرور والتكبر.
- حينما نحيي بتحية الإسلام بأن نقول للناس السلام عليكم نطمئن من حولنا بأننا لم نأت بالشر ولا نريد الإيذاء.
- يذهب التشاحن؛ فلنفرض حصول مشكلة بين طالبين وفي اليوم التالي التقيا فبدأ أحدهما بالسلام، فهذا يدل على أنه تخطى المشكلة ويرغب بأن يبدأ بصفحة جديدة.
خيركما الذي يبدأ بالسلام
مهما حدث من مشاكل بين المسلمين وذلك وارد جدًا؛ لأنّ الإنسان يُخطئ فهو ليس ملاكًا، إلّا أنّ عليه أن يعود فيتصالح مع أخيه المسلم ويتصالحا كي يبقى المجتمع نقيًَا صالحًا، بل فضل الرسول -صلى الله عليه وسلم- من يبدأ بالسلام بقوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثَلاثٍ، يَلْتَقِيانِ؛ فَيَصُدُّ هذا، ويَصُدُّ هذا، وخَيْرُهُما الذي يَبْدَأُ بالسَّلامِ).