شرح أولو العزم من الرسل للأطفال
أولو العزم من الرسل
اصطفى الله تعالى الأنبياء من بين البشرية جميعها، واختصّ بعض أنبيائه بمزيد فضلٍ؛ وهم أولو العزم من الرسل الذين ذكرهم الله تعالى في قوله: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۖ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا)، فهم صفوة من الأنبياء من أصحاب الشرائع السماوية وهم خمسة، وقد أمر الله تعالى نبيه محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- أن يصبر في دعوته كما صبر أولو العزم من الرسل، حيث قال تعالى: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ)، وسبب تسميتهم بذلك؛ أنّهم كانوا ذوي عزمٍ وهمَّةٍ وقوةٍ في دعوتهم، ولإصرارهم على تبليغ الدعوة إلى الله، ولحزمهم وشدّتهم في ذلك، وعدم تهاونهم فيها، وصبرهم العظيم رغم شدّة ما لقوا من أقوامهم، وآتيًا حديثٌ عن كلّ واحدٍ من أولي العزم من الرسل عليهم السلام.
نوح عليه السلام
[١] نبي الله نوح -عليه السلام- أول المُرسلين من بعد آدم عليه السلام، وقد أمره الله تعالى بتبليغ رسالته للناس، ودعوتهم إلى توحيده واتّباع أمره، ودعا نوح -عليه السلام- قومه لسنواتٍ طويلةٍ، واستخدم معهم أساليب مختلفة في الدعوة، ولم يؤمن معه إلّا قلَّةٌ، حتى أهلك الله الكافرين منهم بالغرق، وأنجى نوحًا ومن معه من المسلمين، وذكر الله تعالى قصته في القرآن الكريم في عدّة مواضع.
إبراهيم عليه السلام
هو أبو الأنبياء: إبراهيم الخليل ، وُلد في بابل العراق، وكان أبوه آزر يصنع الأصنام لقومه، فيعبدونها ويتاجروا فيها، وكان في وقته ملكًا ظالمًا جبّارًا، كفر بالله وادّعى الألوهيّة، وهو النمرود بن كنعان، وقد آتى الله نبيه إبراهيم الحكمة والرّشد منذ سنّ البلوغ، ولما بلغ من العمر أربعين سنةً؛ كلّفه الله تعالى بتبليغ رسالته للناس، وتمكّن بحجته من مواجهة النمرود ومحاججة قومه.
موسى عليه السلام
بعث الله تعالى موسى -عليه السلام- في بني إسرائيل، ودعاهم هم والمصريين إلى دين الله تعالى، وصبّر على قومه وتحمل الكثير من أذاهم، وأيّده الله تعالى بمعجزاتٍ من عنده؛ لإقناع فرعون وقومه، وأرسله إليهم بالتوراة، وقد وردت قصة موسى -عليه السلام- في كثيرٍ من سور القرآن الكريم.
عيسى عليه السلام
وهو عيسى ابن مريم عليهما السلام، وهو كلمة الله تعالى، فقد حملت به أمّه مريم بأمر ومعجزةٍ من الله تعالى بلا أبٍ، واصطفاه الله تعالى برسالته، وبعثه في بني إسرائيل، وأيّده الله تعالى بالإنجيل، ودعا قومه إلى الفضيلة و التوحيد ، وآمن به كثيرٌ، وكفر به جمع من قومه وتآمروا على قتله؛ فرفعه الله تعالى إليه.
محمد صلّى الله عليه وسلّم
وهو خاتم الأنبياء والمرسلين، وأفضل خلق الله تعالى وأحبّهم إليه، وقد اصطفاه الله تعالى من بني هاشم، فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، أرسله الله تعالى رحمةً للعالمين، وأيّده بالقرآن الكريم لدعوة قومه إلى دين الإسلام، ونسخ الله بدينه بقية الأديان السماويّة ، فلا دين بعد الإسلام، ولا نبي بعد محمد صلَّى الله عليه وسلَّم.