شخصيات عربية تميزت بصفات إيجابية بارزة
الجاحظ
وُلد الجاحظ، أبو عثمان بن عمرو بن بحر الجاحظ، في البصرة في العراق عام 776م وتوفي فيها عام 868/869م، وهو عالم دين إسلامي تميّز بثقافته الواسعة، واشتهر بكونه أديبًا معروفًا بكتاباته ونثره العربي الفريد والرائع، وتمتع بفكر وذكاء أكسبه قبولًا في أوساط المجتمع العلمي.
للجاحظ العديد من المؤلفات التي شملت العديد من العلوم الإنسانية، ومنها:
- كتاب الحيوان: الذي تألف من 7 مجلدات واعتمد فيه على فلسفة أرسطو ومختارات من الأدب العربي في موضوعات تخص الحيوانات.
- كتاب البيان والتبيين: الذي يعالج فيه الأسلوب الأدبي لاستخدام اللغة.
- كتاب البخلاء: الذي يطرح فيه مجموعة من القصص حول الجشع والبخل.
هارون الرشيد
وُلِد هارون الرشيد بن محمد المهدي بن منصور العباسي في مدينة الري في إيران عام 766م، وتوفي في مدينة طوس عام 809م، وهو خامس الخلفاء العباسيين في الدول الإسلامية.
نشأ هارون الرشيد في القصر الحاكم في بغداد حيث تعلّم القرآن والشعر والموسيقى والتاريخ الإسلامي والقانون، وكان لذلك دور في تكوين شخصيته القيادية، وقد تميّز بالذكاء والحنكة وكان متذوقًا للموسيقى والشعر، وقدم هدايا سخية للموسيقيين والشعراء البارزين.
لُقّب هارون بالرشيد، أي مُتبع الطريق الصحيح، فعندما عمل قائدًا رسميًا للحملات ضد البيزنطيين في عامي 780م و782م، نجح في إبرام معاهدة لصالح المسلمين، وأصبح وليًا للعهد وحاكمًا لتونس ومصر وسوريا وأرمينيا وأذربيجان، وفي عام 786م، أصبح هارون الخليفة، وواجه العديد من الثورات الداخلية التي تولى أمرها بحكمة.
شهد قطاع الصناعة في عهد هارون الرشيد تطورًا ملحوظًا، ولا سيما صناعات المنسوجات والسلع المعدنية والورق، وتوسعت التجارة، مما ساهم في زيادة قوة الإمبراطورية الإسلامية وتمكين رجالها ونسائها، علاوة على التطور الفكري والثقافي في الدولة أثناء خلافته، فورد ذكر الخليفة في الكتاب المشهور ألف ليلة وليلة.
صلاح الدين الأيوبيّ
وُلد صلاح الدين يوسف بن أيوب في مدينة تكريت بالعراق عام 1137م ونشأ فيها، وتوفي في دمشق بسوريا عام 1193م، ويُعرف كذلك باسم الملك الناصر صلاح الدين يوسف الأول، وهو سلطان مسلم حكم مصر وسوريا واليمن وفلسطين، وأسس الدولة الأيوبية، إذ حقق نجاحًا كبيرًا باستعادة القدس في حروبه ضد الصليبيين، منهيًا بذلك نحو 9 عقود من احتلالها.
عقب توليه الحكم، سرعان ما ازدهرت سمعة صلاح الدين الأيوبي كحاكم كريم وفاضل ، ولكنّه كان حازمًا في الوقت ذاته وبعيدًا عن المظاهر والقسوة، وقاد حملاته بتفانٍ حاملًا فكرة الجهاد، وتمثّل هدفه الأسمى في إعادة تسلح المسلمين جسديًّا وروحيًّا.
تميّز صلاح الدين بدبلوماسيته الماهرة التي عززها بالاستخدام السريع والحازم للقوة العسكرية، فسعى إلى تحقيق هدف توحيد جميع الأراضي الإسلامية في سوريا وشمال بلاد ما بين النهرين وفلسطين ومصر، وذلك من خلال إقامة حملات ضد الصليبيين في تلك المناطق.
خاض صلاح الدين العديد من المعارك، منها الآتي:
- خاض معركة ضد الممالك الصليبية عام 1187م ونجح في بسط سيطرته عليها.
- تمكّن صلاح الدين في 4 يوليو عام 1187، من قهر القوات الصليبية المنهكة بالقرب من طبريا في فلسطين، وتمكّن المسلمون من اجتياح القدس.
- خاض أبرز معاركه في 2 أكتوبر عام 1187م، حيث استسلمت مدينة القدس لجيش صلاح الدين بعد أن خضعت لسيطرة الإفرنجيين لمدّة 88 عامًا.
الظاهر بيبرس
وُلد الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري أو الصالح شمال البحر الأسود عام 1223م، وتوفي في دمشق بسوريا عام 1227م، وهو أبرز سلاطين المماليك في مصر وسوريا، وتولى الحكم خلال الفترة الممتدة بين عامي 1260 إلى 1277م، واشتهر بحملاته العسكرية ضد المغول والصليبيين، علاوة على الإصلاحات الإدارية الداخلية التي أجراها في عهده.
تميز الظاهر بيبرس بشخصية عسكرية وقيادية محنكة، وكان مخطط حرب ماهر، وأصبح رابع الخلفاء المماليك بعد أن قتل السلطان قطز، واستلهم طموحه من الحملات الصليبية التي قادها صلاح الدين الأيوبي، فشرع في تعزيز موقعه العسكري، ومن أبرز إنجازاته:
- أعاد بناء جميع القلاع والحصون السورية التي دمرها المغول.
- بنى ترسانات جديدة وسفن حربية وسفن شحن.
- وحدّ بيبرس مسلمي سوريا ومصر في دولة واحدة، لتحقيق وحدة القيادة ضد الصليبيين.
تمثل الهدف الدائم لبيبرس باحتواء الهجمات المغولية المستمرة على سوريا من الشمال والشرق والتي كانت تشكل تهديدًا على قلب الشرق الإسلامي، وخلال 17 عامًا من حكمه، اشتبك بيبرس مع المغول الفارسيين في 9 معارك، وتعامل بيبرس مع طائفة متعصبة في سوريا، وقضى على أعضائها بعد الاستيلاء على معاقلهم الرئيسية بين عامي 1271 و1273م.
من أبرز الغزوات والمعارك للظاهر بيبرس هي غزوة المنصورة عام 1250م، التي حقق فيها أول انتصاراته العسكرية كقائد للجيش الأيوبي ضد جيش الصليبيين بقيادة لويس التاسع من فرنسا، نجم عن ذلك أسر لويس التاسع وإطلاق سراحه مقابل فدية كبيرة، وكان له دور في معركة عين جالوت التي قادها الخليفة قطز ضد جيش المغول .
حاتم الطائي
وُلِد حاتم بن عبد الله بن سعد الطائي في القرن السادس الميلادي وعاش في حائل في الجزيرة العربية، وتوفي عام 578م، وهو شاعر عربي مسيحي عاش في فترة العصر الجاهلي.
تميز الطائي بكرمه الشديد الذي أصبح أيقونة في القصص والروايات حتى يومنا هذا، إذ تستخدم عبارة "أكرم من حاتم" دلالة على كرم الشخص، وورد ذكره في بعض الأحاديث النبوية، ووُصِف قبره في كتاب ألف ليلة وليلة.
ابن النفيس
وُلِد علاء الدين أبو الحسن علي بن أبي حزم القرشي الدمشقي في دمشق عام 1213م ، وتوفي عام 1288م، وهو طبيب عربي عمل للمرة الأولى في مستشفى النصري، ثم عمل في مستشفى المنصوري كطبيب عام وهو في سن 29 عامًا فقط.
قدّم العديد من الإسهامات الهامة في المعرفة المبكرة فيما يتعلق بالدورة الدموية، فكان أول من فنّد الاعتقاد السائد بأنّ الدم يمر عبر الحاجز القلبي بين البطينين الأيمن والأيسر، ووضع نظريات تتعلق بالدورة الدموية الرئوية.
نشر ابن النفيس العديد من الكتب، ومن أكثر أعماله شهرة:
- كتاب شرح تشريح القانون لابن سينا: والذي احتوى على العديد من اكتشافاته، ولا سيما نظرياته حول الدورة الدموية الصغرى.
- الكتاب الشامل في الطب: والذي يُعد أكبر موسوعة طبية تُستخدم حتى وقتنا هذا.
- الرسالة الكاملية في السيرة النبوية: أو ما يُعرف باسم (رسالة فاضل بن ناطق)؛ وهي رواية فلسفية ورد فيها ذكر قصة طفل نشأ في جزيرة صحراوية منعزلة.
أبو العلاء المعري
وُلد أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعري بالقرب من حلب في سوريا عام 973م، وتوفي عام 1057م، وهو شاعر عربي بارز مرض في طفولته ما أدى إلى إصابته بالعمى الجزئي.
درس المعري الأدب والتاريخ الإسلامي في حلب، وسرعان ما بدأ مسيرته الأدبية واشتهر بالبراعة والأصالة في مؤلفاته، وحظي بقبول جيد بين أوساط الشعراء والأدباء وتوافد الطلاب لتلقي العلم منه.
اشتهر أبو العلاء المعري بكتابة العديد من المؤلفات، ومنها:
- ديوان اللزوميات: والذي أشار فيه إلى التعقيدات غير الضرورية في نظام القافية،
- رسالة الغفران: وتتحدّث عن حياته في الجنة.
- كتاب الفصول والغايات: الذي احتوى على مجموعة من المواعظ النثرية.
الإدريسي
وُلِد أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس الحسني الإدريسي في المغرب عام 1100م، وتوفي في صقلية عام 1165م، ولُقِّب كذلك أيضًا بالشريف الإدريسي، وهو عالم جغرافي عربي ومستشار روجر الثاني، ملك صقلية النورماندي، وقد اشتهر بالذكاء والفطنة، وشملت اهتماماته كذلك المجال الطبي.
كان للإدريسي العديد من الإنجازات في العلوم المختلفة، أبرزها:
- رسم خريطة الكرة الأرضية على كرة فضية.
- ورسم خريطة للعالم تألفت من 70 قسمًا شُكّلت بتقسيم الأرض شمال خط الاستواء إلى 7 مناطق مناخية متساوية العرض، قُسِّم كل منها إلى 10 أجزاء متساوية بخطوط الطول.
- كتابته نص جغرافي اعتبر على أنّه مفتاح للكرة الأرضيّة.
كتب الإدريسي العديد من المؤلفات، أبرزها:
- كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق: والمعروف كذلك باسم (كتاب الروجري)، والذي يُعد أحد أعظم أعمال الجغرافيا في العصور الوسطى والذي جمع فيه بين الجغرافيا الوصفية والفلكية، والذي كُتب بطلب من الملك روجر الثاني.
- كتاب الأدوية المفردة: وهو أحد مؤلفاته الطبية، والذي أورد فيه ذكر العديد من الأدوية في 12 لغة.
أحمد زويل
وُلد أحمد حسن زويل في مصر عام 1946م، وتوفي في الولايات المتحدة عام 2016م، وهو عالم كيميائي مصري طوّر تقنية ليزر سريعة مكنت العلماء من دراسة عمل الذرات أثناء التفاعلات الكيميائية، وأدى ذلك إلى استحداث مجال جديد في الكيمياء الفيزيائية يُعرف بكيمياء الفيمتو.
وقد استخدم عناصر كيمياء الفيمتو لابتكار مجهر إلكتروني رباعي الأبعاد؛ لتسهيل استقصاء ديناميكيات الذرات بسرعة أكبر من المجاهر السابقة.
حصل أحمد زويل على جائزة نوبل في فئة العلوم في عام 1999م في خطوة سابقة من نوعها في العالم العربي، وذلك عن تطويره تقنية الليزر السريعة التي مكنّت العلماء من دراسة مبدأ عمل الذرات أثناء حدوث تفاعلات كيمائية، واستحداث مجال كيمياء الفيمتو، وبذلك يُعد أحمد زويل أول عالم مصري وعربي يفوز بهذه الجائزة.