تعريف سياسة الأرض المحروقة
تُعرف سياسة الأرض المحروقة (بالإنجليزية: Scorched earth policy) بأنّها سياسة عسكرية تطبّق على الأراضي التي ينسحب منها الجيوش، فيعمدوا إلى تدمير وإتلاف كلّ المصادر، مثل: الطعام، والمأوى، والموارد الطبيعية، والمصانع، والاتصالات، وأيّ مصدر آخر قد يفيد أيّ جيوش متقدمة نحو هذه الأراضي، فهي سياسية مدمّرة تؤثر على السكان المدنيين الذين تُركوا خلف الجيوش المنسحبة.
تعدّ سياسة الأرض المحروقة من أقسى السياسات التي تؤثر على المدنيين، وتتركهم في حالة من الجوع والحرمان، وقد طُبقت في الحرب العالمية الثانية على دولة أوكرانيا، وسبّبت الدمار والهلاك هناك، وتركت العديد من الآثار السلبية على المنطقة والسكان، حيث تم تدمير آلاف المصانع في أوكرانيا أو إزالتها، وتم تفجير سد دنيبرويس في مدينة دنيبروبتروفسك، وهو أكبر سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في أوروبا، وتم تفجير شارع خريشاتيك، وهو الشارع الرئيسي في العاصمة الأوكرانية كييف.
كما تعدّ سياسة الأرض المحروقة السبب الأساسي وراء ضحايا الحرب في الجبهة الشرقية، حيث فاقت صفوف الضحايا المدنيين صفوف الضحايا العسكريين لأول مرة في التاريخ، وكانت هذه هي المرة الأولى في تاريخ الحرب التي يفوق فيها عدد الضحايا المدنيين الخسائر العسكرية، كما أن سياسة الأرض المحروقة، مع حرمان الجيوش المتقدمة من الموارد القيمة، ضمنت أيضًا أن السكان المدنيين الذين تركوا وراءهم سيعانون من الحرمان والبؤس الهائلين جراء حرمانهم من كافة الموارد الموجودة.
سياسة الأرض المحروقة السوفيتية
يعود فشل الغزو الألماني على أراضي الاتحاد السوفيتي في عام 1941م إلى عدة أسباب، ومنها ما يأتي:
- تنفيذ ستالين قائد الاتحاد السوفييتي سياسية الأرض المحروقة، حيث حشد الشعب، وأمر بحرق كافة المحاصيل الزراعية، وقتل المواشي قبل الفرار.
- تباطؤ حركة الألمان بسبب الاعتماد الكامل على الموارد الخاصة بهم، بالإضافة إلى مساحة أراضي الاتحاد السوفيتي الواسعة، والبرد القارس الذي تعاني منه تلك الأراضي في فصل الشتاء، ممّا أدّى إلى إعاقة عملهم في الثلج والوحل.
سياسة الأرض المحروقة في الاقتصاد
تستخدم بعض الشركات الاقتصادية استراتيجية سياسة الأرض المحروقة من أجل منع استيلاء إحدى الشركات المعادية عليها، فتتخذ إجراءات عديدة كبيع الأصول، وتكلّف مستوى عالٍ من الديون حتى تجعل من نفسها طُعماً ومشروعاً فاشلاً للشركة التي تزايد عليها.
تُعتبر هذه السياسة حلاً أخيراً يتم اتباعه لنجاة الشركة من المزايدين المعادين لها، إلا أنّها قد تعرّضها للخطر في حال فشل المزايدين، كما أنّها غير ممكنة في جميع الأحوال، لأنّ الشركة المعادية قد تأخذ أمراً قضائياً ضد الإجراءات الدفاعية للشركة، وضد قرار مجلس الإدارة الذي قد يمنع مناقصة الاستيلاء على الشركة، لذلك فإنّه يُنصح بعدم بيع الأصول، أو تحمّل الديون، واللجوء إلى سياسات أقل خطورة، كأن تخصّص الشركة دفعات مالية كبيرة لإدارة الشركة العليا، وبهذا تبتعد عن الآثار السلبية لسياسة الأرض المحروقة.
