سنوات طفلك الأولى هي الأجمل.. قد تتساءلين لماذا ينمو فيها طفلي بسرعة؟ إليك السبب..
أسباب نمو الطفل بسرعة خلال السنوات الأولى
تُعدّ السنة الأولى من عمر الطفل فترة مذهلة، إذ يزداد خلالها طول الطفل بما يقارب 25 سم، ويُصبح وزنه ثلاثة أضعاف وزنه عند الولادة، ويرجع السبب في السرعة الكبيرة لنموّ الطفل خلال عامه الأول في أنّ أكبر طفرة نموّ تحدث لديه تكون قبل ولادته وفي عامه الأول، إذ ينمو بما يُقارب 75 سم منذ أن كان بويضة صغيرة جدًا لا يُمكن رؤيتها إلا بالمجهر، ويُشار إلى أنّ الطفل خلال طفرة النموّ تظهر عليه تطوراتٍ جسمية وعقلية بسرعة أكبر من المعتاد؛ إذ يتحسن نموّه العقليّ فيُتقن مهاراتٍ لم يكن قادرًا على تعلمها من قبل، كما يزداد محيط رأسه ووزنه وطوله.
وقد يُلاحظ الأهل تباطئًا في نمو طفلهم بعد السنة الأولى، لكنّه أمرٌ طبيعي، فيستمر نمو طوله بحلول السنة الثانية بمعدل ثابت يبلغ حوالي 6 سم في السنة الواحدة حتى سن المراهقة، ومن الجدير بالذكر أنّه لا يوجد طفل ينمو بمعدّل ثابت طوال فترة الطفولة، إذ يختلف نموّ الأطفال خلالها؛ فتارةً يكون بطيئًا وتارةً أخرى تحدث طفرة نموّ فيصبح سريعًا.
مراحل زيادة طول ووزن الطفل خلال السنوات الأولى
قد يكون توقّع معدّل نموّ الرضع الذين يتمتعون بصحة جيدة ممكنًا إلى حدٍّ ما على الرغم من اختلاف أحجامهم، وفيما يأتي إرشادات عامة يمكن أخذها بعين الاعتبار لنموّ الرضيع خلال سنته الأولى:
- من الولادة إلى عمر 6 أشهر: قد يزداد وزن الطفل بمعدّل 140-200 جرام تقريبًا أسبوعيًا، وبذلك يُتوقع أن يصل وزنه لضعف وزن ولادته عند بلوغه عمر الـ 5 أشهر، أمّا طوله فقد يزداد بمعدل 1.5-2.5 سم شهريًا.
- الفترة بين 6 إلى 12 شهرًا: قد يزداد وزن الطفل بمعدل 85-140 جرام تقريبًا أسبوعيًا، وبذلك يُتوقّع أن يصل وزنه لثلاثة أضعاف وزنه عند الولادة ببلوغه العام الأول، أمّا طوله فقد يزداد بمعدل 1 سم شهريًا.
- خلال السنة الثانية: في الحقيقة يتباطأ نمو الطفل خلال عامه الثاني، إذ يزداد وزن الطفل بمعدل 2.27 كغم في السنة، أما طوله فقد يزداد ليصل حوالي 10 إلى 12 سم بنهاية السنة الثانية.
- خلال السنة الثالثة: في هذا العام للطفل ما زال النمو بطيئًا مقارنة بعامه الأول، وبحلول نهاية هذا العام سيكون طول الطفل ازداد من 5-7.5 سم مما يعني تضاعف طوله مقارنة بولادته، بينما يزداد وزنه بمعدل 1.8-2.7 كغم في السنة.
- بعد سن الثالثة: بمجرد إنهاء الطفل لعامه الثالث فإن طوله ووزنه يستمران بالازدياد حتى يصل الطفل لسن المدرسة ورياض الأطفال الذي يستمر من عمر 4 سنوات ولغاية 10 سنوات، إذ يزداد طول الطفل 5 سم سنويًا ويكسب 2.7 كغم سنويًا زيادة على وزنه.
العوامل التي تؤثّر في نموّ الطفل
تجدر الإشارة إلى وجود بعض العوامل التي تؤثر في طريقة النمو وشكل الجسم والطول عندما يصبح الطفل إنسانًا بالغًا، ومن أبرز هذه العوامل ما يأتي:
- الجينات : والتي تُعرف بأنها مجموعة من التعليمات التي تحدد سرعة نموّ الإنسان، وطوله وكيف سيبدو شكله عند البلوغ، ويأخذها أثناء اندماج الحيوان المنوي للأب مع بويضة الأم، وبذلك يأخذ مجموعة جينات من الأب، ومجموعة أخرى من الأم.
- كمية ونوعية الأكل الذي يتناوله.
- الجنس؛ ذكر أم أنثى.
- وجود أي مشاكل صحية.
- الهرمونات.
- البيئة التي يعيش فيها.
متى تحدث طفرات النمو وكم تستمر؟
تحدث معظم طفرات نمو المولود الجديد في السنة الأولى، بدءًا من الأسبوع الثاني تقريبًا وبعد ذلك خلال كلٍّ من الأسبوع الثالث والسادس والتاسع، ومن الجدير بالذكر أنّ طفرات النمو تستمرّ غالبًا لعدة أيام، وبعدها يعود الطفل إلى وضعه الطبيعي.
ويُشار إلى أنّ بعض الأطفال قد لا تظهر عليهم أي علامات على حدوث طفرة النمو، وبعضهم قد تحدث لديهم طفرات نموّ في مواعيد أبكر أو أكثر تأخرًا ممّا ذُكرت أعلاه، خصوصًا لدى أطفال الخداج الذين يحدث لديهم النمو بشكل مختلف عن أقرانهم، وهذه الحالات السابقة كلها تُعتبر طبيعية ولا تشكّل مدعاة للقلق؛ إذ وُجد أنّ أنماط النمو تختلف من طفل لآخر.
نصائح للتعامل مع طفرات نمو الرضع
قد تكون فترة طفرة النمو لدى الطفل مرهقة للأمّ خاصةً اذا كانت ترضع طفلها رضاعة طبيعية، ولذلك تُنصح الأمّ باتباع النصائح الآتية خلال هذه الفترة:
- الاستمرار بالرضاعة الطبيعية: على الرغم من أنّ حاجة الطفل للحليب قد تزداد في فترة طفرة النمو، إلّا أنّه تُنصح الأم بعدم اللجوء إلى الحليب الصناعي لتعويض حاجة الطفل للمزيد من الحليب؛ وذلك لضمان استمرار إنتاج الثدي للحليب بكمية جيدة، فكلما كانت حاجة الطفل للرضاعة أكثر، أنتج الثدي كميات أكبر من الحليب.
- تناول الطعام والشراب على فترات منتظمة: وذلك لأنّ الأم قد تعاني من الإرهاق بسبب تغذية الطفل المتكررة خلال هذه الفترة، كما تُنصح بطلب المساعدة في أعمال المنزل إن أمكن.
- شرب الكثير من الماء: في هذه الحالة تزيد حاجة الطفل لحليب الأم، وذلك بدوره يستنزف الكثير من سوائل جسمها، لذلك يجب عليها تعويضها ومراعاة الترطيب الجيد لجسمها، للحفاظ على تغذية الطفل جيدًا.
- استشارة الطبيب: وذلك في حال عدم إنتاج ما يكفي من الحليب لمدة تزيد عن أسبوع، لكن يجدر بالذكر أنّ جسم الأم قد يحتاج الى يوم أو يومين ليلبي احتياجات تغذية الطفل.
- الاستعانة بالحمالة: وذلك لمساعدة الأمّ على حمل طفلها، إذ يزداد تعلق الطفل بأمّه وحليبها في هذه الفترة.
دواعي مراجعة الطبيب
إنّ تغير روتين الطفل أو البيئة التي يعيش فيها، أو حتى التسنين ، أو بعض الأمراض البسيطة قد تغيّر بدورها سلوك الطفل وأنماطه العادية بشكل مفاجئ، إضافةً إلى تغييرها لنمط تغذية الطفل ونومه، لذلك قد يكون من السهل أن تلتبس هذه الأعراض بأعراض طفرة النمو، لذلك يُنصح بمراجعة الطبيب عند ملاحظة هيجان الطفل لفترة من الزمن وعدم هدوئه؛ وذلك لتفادي حدوث أيّ مشاكل.