سمك ذهبي (أسماك المياه العذبة)
سمك ذهبي (أسماك المياه العذبة)
ينتمي السمك الذهبي (الاسم العلمي: Carassius auratus) إلى فصيلة الشبوطيات ( Cyprinidae)، وتُعتبر الصين موطنه الأصلي، إذ بدأت عمليات تدجينه وتربيته هناك في أحواض لأول مرة قبل 1000 عام، و يُعدّ حالياً من أشهر أنواع الأسماك التي تُربّى في الأحواض والبِرك، ويُشبه السمك الذهبي قريبه سمك الشبوط إلّا أنّه لا يمتلك زوائد فموية مثله، ويُعتبر السمك الذهبي من الحيوانات القارتة، أي أنه يعتمد في غذائه على مصادر حيوانية ونباتية في الوقت ذاته.
لون السمك الذهبي
يختلف لون السمك الذهبي عن لون الكارب البروسي الرمادي المائل للأخضر الذي استُؤنس منه، حيث أدّت الطفرات والتربية الانتقائية (التي يجريها المزارعون) لظهور أصباغ برتقالية، وحمراء، وصفراء مميّزة لأكثر من 100 نوع من السمك الذهبي اليوم، ومن الجدير بالذكر أنّ السمك الذهبي مُعرّض لظهور بعض الألوان الشاذة بما في ذلك اللون الأسود، أو المُرقّط، أو الذهبي، أو الأبيض، أو مزيج من الأبيض والفضي.
يعتمد لون السمك الذهبي على العديد من العوامل من بينها لون الصبغات الموجودة في الخلايا العاكسة للضوء المُسمّية بحاملة الصِّباغ أو حاملة اللون (بالإنجليزية: Chromatophore)، بالإضافة لعدد جزيئات الصباغ، وما إذا كان الصباغ مُتجمعاً داخل الخلية أو منتشراً في جميع أنحاء السيتوبلازم، ويُشار إلى أنّه عند بقاء السمكة في الظلام أو الاحتفاظ بها دون إضاءة كاملة يُصبح لونها أقلّ سطوعاً من الأسماك التي تتعرّض لأشعة الشمس الطبيعية أو الإضاءة الصناعية التي تتضمّن أشعة فوق البنفسجية، وذلك لأنّ الظلام يُؤدّي إلى موت خلايا حاملات الصباغ الملوّنة الموجودة بالسمكة، وتنمو بدلاً منها حاملات صباغ غير قادرة على إنتاج الصبغات.
ومع ذلك، لا يتحوّل لون السمك الذهبي إلى اللون الأبيض عندما لا تتمكّن حاملات الصباغ من إنتاج المزيد من الصبغات، وذلك لأنّ السمك يحصل على جزء من ألوانه من الأطعمة التي يتناولها، بما في ذلك صبغات الكارتينويدات التي تُوجد في الجمبري والسيبرولينا بشكل طبيعي، وصبغة الكانثا زانثين التي تُضاف لأطعمة السمك لتعزيز لونه.
خصائص السمك الذهبي
في ما يأتي أهمّ الخصائص المميزة للسمك الذهبي:
- يمتلك مجموعتين من الزعانف المزدوجة، وثلاث مجموعات من الزعانف المفردة.
- لا يمتلك زوائد فموية، وهي أعضاء حسّية تمتلكها بعض أنواع الأسماك وتعمل مثل براعم التذوق.
- لا يوجد لديه أسنان؛ إذ يسحق الطعام في حلقه كنوع من التعويض عن غياب الأسنان.
- يمتلك قدرة عالية على السمع يستمدها من عظام صغيرة توجد بالقرب من الجمجمة تربط بين مثانة العوم والأذن الداخلية.
- يتميّز بعيون كبيرة الحجم وحاسة شمّ قوية.
معلومات عامة عن السمك الذهبي
في ما يأتي بعض المعلومات العامّة عن السمك الذهبي:
- الموئل: يعيش السمك الذهبي في البرّية في مسطّحات المياه العذبة بطيئة الحركة، ويزدهر في المياه الطينية الخفيفة، أمّا السمك الذهبي الذي يُربّى في حوض مائي فيُفضّل أن يوضع في قاع الحوض الخاصّ به حصى صغيرة، وإضافة نباتات حقيقية لمحاكاة بيئة البِرك الطبيعية التي تعيش فيها الأسماك الذهبية على أن تُستبدل هذه النباتات بأخرى جديدة بانتظام.
- التغذية: يتغذّى السمك الذهبي على النباتات، والحشرات، والقشريات الصغيرة، والعوالق الحيوانية، كما يُعدّ فريسةً للكثير من الحيوانات مثل طيور بلشون الأزرق الكبيرة ، و نورس ديلاوير ، والسلاحف، وطائر رفراف الشمال، و سمك الكراكي الشمالي.
- الهدف من التربية: تُربّى ملايين الأسماك الذهبية كلّ عام لبيعها لمحبّي أسماك الزينة، وكطُعم لصيد الأسماك، وكغذاء لأسماك الزينة الأخرى من آكلات اللحوم.
- متوسط العمر: يعيش السمك الذهبي ما بين 10-15 عام، ويُمكن أن يعيش حتّى 30 عاماً عند توفير الرعاية المناسبة، ولكنّ الكثير منه لا يصل إلى العمر الافتراضي بسبب ظروف السكن غير الملائمة.
العناية بالسمك الذهبي
يحتاج السمك الذهبي إلى عناية خاصّة ليبقى بحالة صحية جيدة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال اتّباع النصائح الآتية:
- حجم الحوض: تحتاج السمكة ذهبية إلى حوض تتراوح سعته ما بين 284- 378 لتراََ، وذلك لتوفير كمية كافية من الأكسجين اللازم لها، خاصةً أنّ تحلّل فضلات السمكة الصلبة عبر العمليات الميكروبية الطبيعية يستهلك الأكسجين، ويولّد منتجات ثانوية سامّة مثل الأمونيا، كما أنّ الحوض الكبير يسمح بتركيب نظام تنقية مياه أكثر فعالية.
- حرارة الحوض: يتمكّن السمك الذهبي من العيش في المياه شبه المتجمدة وفي المياه الاستوائية، إلا أنّه لا يحتمل التغيّر الحاد في درجة الحرارة بشكل يومي، لذلك يُفضّل ضبط حرارة الحوض على حرارة 20 درجة مئوية.
- درجة الحموضة: يُفضّل أن تتراوح درجة حموضة الوسط الذي تعيش فيه السمكة بين 7-7.4.
- الطعام: يُفضّل أن يتكوّن النظام الغذائي للسمكة الذهبية من الأطعمة المُصنّعة خصيصاً لها، مع تقديم بعض الحلويات لها من وقت لآخر، والحرص على أن تكون كمية الغذاء معتدلة، أي ما تتمكّن من استهلاكه خلال دقيقتين إلى ثلاث دقائق مرة أو مرتين في اليوم؛ وذلك لأنّ الإفراط في الطعام يُفسد الماء ويُلحق الضرر بالسمكة.
- النظافة: يحتاج حوض السمكة الذهبية لتنظيف مُنتظم، في البداية يجب التأكّد من رفع بواقي الطعام يومياً من الحوض باستخدام الشبكة، والحرص على تنظيف الحوض مرةً في الأسبوع، وذلك بتبديل ما يقرب من 20% من المياه في الحوض واستبدالها بمياه جديدة خالية من الكلور، وتركها مدة 15 دقيقة قبل إضافتها للحوض لتصل حرارتها إلى حرارة الحوض.
- العناية بالصحة: يجب تفقد السمكة الذهبية باستمرار ومراقبتها بحثاً عن أيّة علامات قد تدل على إصابتها بالمرض، ومن هذه العلامات: الخمول، وتغيّر اللون، وظهور قُروح وتكتلات، والسباحة بطريقة غير معتادة، وظهور زوائد تُشبه الصوف، وفقدان الشهية، وتلف الزعانف.
- مكان الحوض: يجب وضع حوض الأسماك على سطح مستوٍ بعيداً عن أشعة الشمس المباشرة، وبعيداً عن متناول الأطفال والحيوانات الأليفة، وبعيداً عن الاهتزازات الناتجة عن أنظمة الصوت أو التلفاز.