سبب نزول سورة يس
سبب نزول سورة يس
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- يوماً من الأيام يقرأ سورة السجدة، ويجهر بها، فقام إليه نفر من قريش ليسكتوه، فإذا هي أيديهم تجمّعت حول أعناقهم، وقد عميت أبصارهم؛ فبدأو يستنجدون برسول الله -صلى الله عليه وسلّم- ليذهب عنهم ما هم فيه، فدعا لهم حتّى زال ما بهم، فأنزل الله -تعالى- قوله: (يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ)، إلى قوله -تعالى-: (وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ)، ولم يؤمن في ذلك الموقف منهم أحد، وقد كان أبو جهل يتوعّد عندما يرى النبيّ -عليه السلام- ليفعلنّ ويفعلن، فانزل الله قوله -تعالى-: (إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا)، إلى قوله -تعالى-: (لَا يُبْصِرُونَ)، فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- يقف أمامه ولا يستطيع أن يراه.
وقال -تعالى-: (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ)، والمقصود بالسدّ هو المنع من السير في طريق الهداية والحق، وسبب نزول هذه الآية أنّ أناساً من بني مخزوم أرادوا أن يقتلوا رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-؛ فقدم أحدهم وكان الرسول آنذاك في الصلاة ؛ فكان الرجل يسمع صوت النبي -عليه السلام- ولكن لا يرَاه، وقدم آخر لقتله ويقال إنّه أبو جهل؛ فرأى جسماً كبيراً يقدم عليه ليقتله فخاف وعاد؛ فأنزل الله -تعالى- هذه الآية، ومعنى أغشيناهم فهم لا يبصرون؛ أي أعميناهم عن طريق الحقّ، أمّا قوله -تعالى-: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ)، فقد أراد بنو سلمة الانتقال من منازلهم إلى منازل قريبة من المسجد؛ فأخبرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أن آثارهم تكتب في منازلهم، فانزل الله -تعالى- هذه الآية، وسبب نزول قوله -تعالى-: (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ)، أنّ أحد المشركين تناول عظمة وفتتها، وتسائل عن كيفيّة إحياءها؛ فأنزل الله -تعالى- الآية إلى آخر السورة.
تعريف سورة يس
سورة يس سورة مكّية، عدد آياتها ثلاث وثمانون آية، ارتبطت سورة يس بالسورة التي قبلها وهي سورة فاطر؛ فقد ورد في سورة فاطر قوله -تعالى-: (لَئِن جَاءَهُمْ نَذِيرٌ)، وقوله -تعالى-: (فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ)، والنذير هو سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، ثم جاءت سورة يس فافتتحت بالقسم برسالة سيدنا محمد -عليه السلام- وصدقها واستقامتها؛ فقال -تعالى-: (إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ)، كما ذكرت سورة يس بعض المواضيع المذكورة في سورة فاطر، وخاصّة الآيات التي تتحدّث عن المظاهر الكونيّة، وبعد القسم عرضت السورة أحوال المشركين الذين عميت أعينهم عن الحقّ واّتباع رسالة محمد -عليه السلام-، فلم تعد تنفعهم النصيحة، ثم يوم القيامة يتلقون صحائف أعمالهم معروضة بين أيديهم، وبعد ذلك تحدثت السورة عن أصحاب القرية، وشدّة معاندتهم لأنبيائهم، ومجادلتهم إياهم، وقصّتهم مع الرجل الصالح الذي جاء يدعوهم إلى اتّباع الأنبياء ، وبيّنت السورة أنّ دعوة الرسل هي الدعوة الحقّ.
مقصود سورة يس
يتمركز الهدف والقصد من سورة يس؛ بالتأكيد على أمر القرآن الكريم ورسالة محمد -صلّى الله عليه وسلم-، وإيقاع الحُجّة على المشركين، والاعتبار بقصة أهل القرية؛ الذين ورد ذكرهم في السورة بقوله -تعالى-: (وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ)،وهذا ما قاله الفيروز آبادي، وقد ذكرت السورة قصّة الرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى، كما وذكرت السورة مجموعة من الأدلّة على إحياء الأرض بعد موتها، والكثير من المعجزات الكونية؛ مثل الليل والنهار، وسير الكواكب في مساراتها، وذكرت السفن وهي تسير في البحار، كما بيّنت حال كلٍّ من الجاحد والمؤمن، وموقفهما حال الموت والبعث ومصير كلّ منهما، وما يتعرّض له الجاحد بالله -تعالى- من شهادة جوارحه عليه، وعصمة الرسول -عليه السلام- وحفظه من نظم الشعر، وذكر الدلائل على البعث، وقدرة الله -تعالى- على تنفيذ أمره بقوله: (كُن فَيَكُونُ)، كما وبيّنت السورة أنّ المالك لكلّ ما في الكون هو الله -تعالى-.
وورد في السورة الكريمة التحدي بإعجاز القرآن الكريم من خلال الحروف المقطّعة، وقد وصفت السورة القرآن الكريم بالحكيم؛ فهو الكتاب المحكم، وفيه الهداية لجميع الأمم الذين لم يرسل إليهم رسول، ووصفت السورة حال أكثر هؤلاء حين امتنعوا عن الهداية، وحال الذين اتّبعوا الدين؛ فوصفهم الله بأهل الخشية حين اتبعوا الصراط المستقيم، وقد شبّه الفريقين بحال قريش في تكذيبهم للرسل، والقرون الذين كانوا من قبلهم، وذكرت السورة قصّة من كذّب وآمن من قوم سيدنا نوح -عليه السلام- ومصير الفريقين منهم.
وذكرت السورة بعضاً من الأدلّة التي تدفع الإنسان لشكر الله -تعالى- وتقواه، والابتعاد عن الشرك وكل ما يؤدّي إلى الهلاك، والتحذير من الغفلة التي توقع بصاحبها في جهنم، والتأكيد على عداوة الشيطان للإنسان، والنصحية باتّباع الدعاة إلى الله -تعالى-، وفي السورة مواساة لرسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وتسلية له من أجل التخفيف عنه حين يصفه الجاحدون بأنّه شاعر، وفيها إقرار على العديد من مسائل أصول الدين، مثل التأكيد على رسالة محمد -عليه السلام-، والوحي والقرآن وصفات الأنبياء ، والحشر والقدر والتوحيد وغيرها، وهذه أمور ينبغي على المسلم أن يؤمن ويعمل بها، وهي التي تنبع منها رسالة الإسلام ، ولهذا سمّيت سورة يس بقلب القرآن.
التعريف بسورة يس
سورة يس سورة مكّية، عدد آياتها ثلاث وثمانون آية، ارتبطت سورة يس بالسورة التي قبلها وهي سورة فاطر؛ فقد ورد في سورة فاطر قوله -تعالى-: (لَئِن جَاءَهُمْ نَذِيرٌ)، وقوله -تعالى-: (فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ)، والنذير هو سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، ثم جاءت سورة يس فافتتحت بالقسم برسالة سيدنا محمد -عليه السلام- وصدقها واستقامتها؛ فقال -تعالى-: (إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ)، كما ذكرت سورة يس بعض المواضيع المذكورة في سورة فاطر، وخاصّة الآيات التي تتحدّث عن المظاهر الكونيّة، وبعد القسم عرضت السورة أحوال المشركين الذين عميت أعينهم عن الحقّ واّتباع رسالة محمد -عليه السلام-، فلم تعد تنفعهم النصيحة، ثم يوم القيامة يتلقون صحائف أعمالهم معروضة بين أيديهم، وبعد ذلك تحدثت السورة عن أصحاب القرية، وشدّة معاندتهم لأنبيائهم، ومجادلتهم إياهم، وقصّتهم مع الرجل الصالح الذي جاء يدعوهم إلى اتّباع الأنبياء ، وبيّنت السورة أنّ دعوة الرسل هي الدعوة الحقّ.