أسباب الخلافات الزوجية
أسباب الخلافات الزوجيّة
هنالك العديد من الأسباب التي قد تكون سبباً لحدوث الخلافات بين الزوجين، وفيما يأتي بعض منها إضافةً لطُرق ونصائح لحلها، وهي:
خلافات تتعلق بالأمور الماليّة
قد تكون الشؤون الماليّة أحد أسباب الخلاف بين الزوجين ؛ وذلك بسبب ارتفاع تكاليف الخطوبة والزفاف، وكثرة المسؤوليات المالية التي تترتب على الزوجين لاحقاً، كضرورة توفير الحاجات الأساسيّة للأسرة والأطفال، وتأمين سبل العيش الكريمة لهم، وهنا يجب على الزوجين تحمّل المسؤولية معاً، وحل الخلاف، ويمكنهما اتباع الطرق الآتية:
- المصارحة بين الزوجين، وعدم لوم كل منهما للطرف الآخر؛ لأنّ ذلك لن يُجدي نفعاً، بل يجب اختيار التوقيت المناسب وإجراء الحوار بينهما في سبيل الوصول لحلول مجديّة للمشكلة.
- توضيح جميع الشؤون الماليّة للطرفين، وتشمل: مستندات الديون، أو القروض، والرصيد المدخر لأي منهما، والاستثمارات، أو مستندات التأمين وغيرها؛ لحصرها ووضع خطة مناسبة بناءً عليها.
- توزيع المهام بين الزوجين، واختيار الطرف المسؤول عن سداد الفواتير، أو جعل الآخر مسؤول عن شراء حاجات المنزل وهكذا.
- مناقشة رغبة الزوجين وحريّة امتلاك رصيد مستقل وخاص به بعيداً عن الطرف الآخر.
- وضع خطة تتضمن ميزانية مشتركة للزوجين في سبيل حل الخلاف حول الشؤون الماليّة وتنظيمها، بحيث تشمل الخطة أهداف فرديّة أو قصيرة الأجل كشراء سيارة لأحدهم، أو غيره، وأهداف طويلة الأجل وعائليّة، كالادخار، أو شراء منزل.
كثرة المسؤوليات والضغوطات الأسريّة
مع مرور الوقت تزداد الضعوطات والمسؤوليات الاجتماعيّة والأسريّة للزوجين، فكل منهما لديه العديد من الأعمال، بدءاً من العمل خارجاً وكسب المال، إلى تربية الأطفال والعناية بهم، إضافةً للمسؤوليات الاجتماعيّة التي توجب عليهم التواصل مع العائلة والأقارب، وختاماً بأعمال التنظيف والعناية بالمنزل، وغيرها الكثير، ما قد ينتج عنه بعض الخلافات حول دور كل منهما، وإمكانيّة مساعدته للطرف الآخر، وفيما يأتي بعض النصائح التي قد تساعد الزوجين على تنظيم حياتهما أكثر وحل الخلافات التي تدور حول تدبير المنزل، وهي:
- تنظيم وإعداد قائمة بالمسؤوليات والأعمال المنزليّة وتقسيمها بإنصاف بين الزوجين.
- ضرورة تعميق مبادئ المساواة والتشارك والاحترام بين الزوجين، ومساعدة كل منهما للآخر في سبيل العناية بالأسرة وتحقيق سعادتها.
- مراعاة الزوجين لظروف الطرف الآخر بشكلٍ منطقيّ، وتحمّل المسؤوليّة عنه في حالة المرض مثلاً، أو عند الشعور بالإرهاق والتعب.
قلة الاهتمام أو تقصير أحد الزوجين بالطرف الآخر
قد يشعر أحد الزوجين بتقصير الطرف الآخر في حقه، أو اختلاف شخصيّته بعد الزواج بمدّة، والسبب واء ذلك قد يكون انشغاله، وكثرة المسؤوليّة الملقاة على عاتقه، فيشعر بأن شريكه لم يعد يحبه ويهتم به كالسابق، وهنا يجب على الزوجين أن يُصارحا بعضهما بحقيقة مشاعرهما وفي حال انزعاجه واحساسه بتقصير الطرف الآخر أن يختلق له الأعذار، ويُحاول الحديث معه بهدوء وإخباره بحقيقة مشاعره، وفي حال كان التقصير غير مبرر فعلى الطرف المسؤول الاعتذار لشريكه، وتعديل سلوكه ومراعاة مشاعره، وشكره وتقدير حبه وتمسكه به، ومبادلته الحب والاهتمام الكافي، كما يجب على الزوجين منح الأولويّة للعلاقة الزوجيّة ودعمها وتوثيقها؛ للمحافظة على نجاح زواجهما.
انعدام الثقة بين الزوجين
تُعد الثقة أحد الروابط الأساسيّة التي تدعم العلاقة الزوجيّة، وتُقويها، وعند حدوث الخلافات التي تتعلق بالثقة فإنّها تُهدد سعادة الزوجين وتوتر العلاقة بينهما، وقد تكون ناتجة عن أخطاء يقوم بها الشريك فتسبب زعزعة ثقة الطرف الآخر به، أو قد تنتج عن سلوكيات يراها أحدهما بالآخرين حوله، فتؤثر به وتجعله يشك في زوجه ويمنعه من الوثوق به، إضافةً لضعف قدرتهما على حل المشكلات وتخطيها، مما قد يُسبب انعدام الثقة بينهما، وفيما يأتي بعض النصائح لتوطيد الثقة بين الزوجين، وإعادة بنائها:
- التزام الزوجين بالعهود التي يقطعانها لبعضهما، فالوفاء بالعهد يُعزز الثقة وينمي الشعور بالولاء بينهما.
- عدم اللجوء إلى الكذب، واختلاق الأعذار لتبريره فالكذب يبقى كذباً، ومع الوقت يفقد المرء ثقته بالشخص الكاذب ولا يستطيع تصديقه من جديد.
- التواصل الجيد بين الزوجين وتقرّبهما من بعضهما، ومصارحتهما لبعضهما في كل شيء حتّى للتفاصيل الصغيرة؛ لتعزيز الثقة، وتقويتها وقطع خيوط الشك بينهما.
سوء التواصل وضعف الحوار بين الزوجين
قد ينتج عن التواصل الضعيف بين الزوجين العديد من الخلافات والمشاكل ، وذلك عندما يقوم كل منهما بالتعبير عن رأيه، بينما يرفضه الآخر ويقاطعه، أو يهاجمه ويرد بطريقة غير مناسبة، فينتج عن ذلك تفاقم الصراع وتوسع الخلاف بينهما، بالتالي فإنّ الحوار الهادف والبنّاء بين الزوجين أمر أساسيّ، وفيما يأتي بعض النصائح لتحسين طريقة الاتصال والحوار بين الزوجين:
- الإعتذار عند الخطأ، حيث أنّه أسلوبٌ نبيل، وطريقة مهذبة لطلب المغفرة عند الإساءه للطرف الآخر بغير قصد.
- وعي ونضج كل من الزوجيّن، وإدراكه لما يقوله لشريكه، فبعض الكلمات قد تكون سبباً في ألم الشريك رغم أنّها تُقال بدون إدراك الطرف الآخر لمعناها الحقيقيّ.
- ضرورة تبدل الاستماع وترك كل منهما يُعبر عن رأيه، وعدم مقاطعته بل إعطاءه الفرصة لشرح وجهة نظره، ثمّ الرد عليه بعد انتهاءه بأسلوب مهذّب.
- احترام الزوجين لبعضهما أثناء النقاش حتى ولو تخالف أحدهما مع شريكه بالرأي.
العادات السلبيّة لأحد الطرفين أو لكليهما
هنالك بعض العادات أو السلوكات التي يقوم بها أحد الزوجين أو كلاهما، والتي قد تسبب الخلاف بينهما، ويُمكن التحدث بينهما ومحاولة إيجاد طريقة لتغيير هذه السلوكات، وذلك عبر مناقشة الصفة وتقييم خطورتها على علاقتهما، واختيار الطريقة المناسبة لإصلاحها، ومن الأمثلة عليها: الغش، والكذب، والعناد، أو استخدام الصوت المرتفع أي الصراخ عند النقاش، وغيرها من الإضطرابات الشخصيّة التي قد تكون سبباً لخلاف الزوجين.
التعامل بين الزوجين
تُعدّ الخلافات فاكهة الحياة الزوجيّة، وأمراً طبيعيّاً يحدث في مُختلف العلاقات الاجتماعيّة، ففي هذه الحياة لا يوجد شخص كامل، لكن الحياة الزوجية الناجحة تتطلب وجود الحوار البنّاء بين الزوجين، ورغبتهما في الاستماع والتعاون معاً؛ لتسوية الخلافات وإيجاد حلول جذريّة لها قبل أن تتفاقم، إضافةً لتحوّيلها إلى نقاط إيجابيّة قد تكون سبباً في توطيد العلاقة بين الزوجين، وزيادة الحب والمودّة بينهما، إذ يُحاولا التناغم والانسجام معاً، ويتشاركا السعيّ للرقيّ بأسرتهما، والتجاوز عنها وتصحيح مسار حياتهما، وخلقٍ بيئة منزليّة هادئة وسعيدة لأطفالهم، كما توضح الدراسات بأنّ العلاقات الزوجيّة الناجحة لا تخلو من المشاكل والخلافات، لكن بالمقابل وجد أطرافها طُرق فعّالة لعلاجها، وتخطيها بنجاح؛ ليحافظو على العلاقة الوديّة الطيبة بينهم.