سبب تسمية موسى بكليم الله
سبب تسمية موسى بكليم الله
كما يأتي:
- اختص الله -عزّ وجلّ- النبيّ موسى -عليه السلام- بفضلٍ عظيم لم يختص به أحد، حيث حظي -عليه الصلاة والسلام- بتكليم الله تعالى له في الأرض، وذلك لحكمة بالغة لا يعلمها إلّا الله تعالى، لذلك سُمي موسى -عليه السلام- بكليم الله، إذ أكرمه الله -عزّ وجلّ- وكلّمه من فوق سبع سموات تكليماً مباشراً من دون وحي أو واسطة بشر كباقي الأنبياء والرسل ، وقد دلّ على ذلك قول الله تعالى في محكم كتابه: {وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}، وفي هذا التفضيل قال الله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّـهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ}، فهذا الاصطفاء والتخصيص ما جاء إلّا لنبيّ الله موسى-عليه السلام-، ومنه سمي بالكليم، أو كليم الرحمن، أو كليم الله.
- كان النّداء الإلهي لموسى -عليه السلام- عند الوادي المبارك، وهو وادِِ أو بقعة في واد يقال لها طُوى، حيث قال الله تعالى: {فَلَمّا أَتاها نودِيَ يا موسى * إِنّي أَنا رَبُّكَ فَاخلَع نَعلَيكَ إِنَّكَ بِالوادِ المُقَدَّسِ طُوًى * وَأَنَا اختَرتُكَ فَاستَمِع لِما يوحى}، وقيل إنّه وادِِ في أرض سيناء في بلاد مصر؛ وهو مكان مبارك وطاهر، حيث أطلق عليه الله -عزّ وجلّ- وصفة بالوادي المقدس ، وهناك سمع موسى -عليه السلام- كلام الله -عزّ وجلّ-.
مكانة النبيّ موسى عليه السلام
كان لنبيّ الله موسى -عليه الصلاة والسلام- مكانة خاصة في تاريخ التشريعات السماوية، فقد كان لرسالته -عليه السلام- خصوصية، فقد ذهب بعض العلماء إلى أنّ رسالة موسى -عليه السلام- كانت من أصعب الرسالات التي قد بُعِث بها الأنبياء بعد رسالة محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث كان موسى -عليه السلام- مرسلًا إلى فرعون الذي كان أكبر طاغية على وجه الأرض حينها، والأقدم عرشاً، وقومه الذين كانوا على عقيدة قديمة، ولهذا احتاجت إلى عمل شاق ودعوة مستمرة، وفيما يلي ذكر بعض الأمور التي اصطفى الله تعالى بها نبيّه موسى:
من أولي العزم
حيث أخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ أولي العزم من الرسل خمسة، وهم: نوح، وعيسى، وموسى، وإبراهيم، ومحمد -صلّى الله عليهم وسلّم- أجمعين-.
الحكمة والعلم الكثير
فقد كان موسى -عليه السلام- يملك الكثير من العلم، مع الحكمة، وفي ذلك قول الله تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِين}.
البراءة من قول أعدائه
فقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّـهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّـهِ وَجِيهًا}.
آتاه التفصيل في كل شيء
وفي ذلك قال الله تعالى: {ثُمَّ آتَينا موسَى الكِتابَ تَمامًا عَلَى الَّذي أَحسَنَ وَتَفصيلًا لِكُلِّ شَيءٍ وَهُدًى وَرَحمَةً لَعَلَّهُم بِلِقاءِ رَبِّهِم يُؤمِنونَ}.
غفر الله له قتله القبطي
وقد شهد الله تعالى على ذلك في قوله في القرآن: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ}، كما أكرمه الله تعالى بأن جعله مستجاب الدعاء -عليه الصلاة والسلام-.