سبب تسمية حجر إسماعيل بهذا الاسم
سبب تسمية حجر إسماعيل بهذا الاسم
حِجر إسماعيل هو: المكان المحصور بين الجدار الغربي الذي يحدّه الركنان الركن العراقي و الركن الشامي من الكعبة والجدار القصير الذي يليهما، وينبغي التنبيه إلى أنّ التسمية بحِجر إسماعيل لا أصل لها في الشّرع، ولا علم لإسماعيل -عليه السلام- بذلك الحِجر، فإبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- أتمّا بناء الكعبة بشكلٍ كاملٍ، وكانت مشتملةً على ذلك الحِجر من الأصل، فلمّا تصدّعت جدران الكعبة بسبب الحريق والسيل الجارف الذي حدث قبل بعثة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- هدمت قريش ما بقي من جدرانها وأعادت بناءها، وكانت النفقة قليلةً لم تكفِ لإتمام البناء على قواعد إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام-، فأخرجوا منها الحِجر، وبنوا عليه جداراً قصيراً؛ دلالةً على أنّه من الكعبة، وكانت قريش قد شرطت على نفسها ألا تُدخِل في بنائها إلّا نفقةً طيبةً، فلا يدخل في نفقتها مال حرامٌ، أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الجَدْرِ، أمِنَ البَيْتِ هُوَ؟ قالَ: نَعَمْ، قُلتُ: فَما لهمْ لَمْ يُدْخِلُوهُ في البَيْتِ؟ قالَ: إنَّ قَوْمَكِ قَصَّرَتْ بهِمُ النَّفَقَةُ، قُلتُ: فَما شَأْنُ بَابِهِ مُرْتَفِعًا، قالَ: فَعَلَ ذَاكِ قَوْمُكِ لِيُدْخِلُوا مَن شَاؤُوا، ويَمْنَعُوا مَن شَاؤُوا، ولَوْلَا أنَّ قَوْمَكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بالجَاهِلِيَّةِ فأخَافُ أنْ تُنْكِرَ قُلُوبُهُمْ، أنْ أُدْخِلَ الجَدْرَ في البَيْتِ، وأَنْ ألْصِقْ بَابَهُ في الأرْضِ).
أحكامٌ متعلقةٌ بحجر إسماعيل عليه السلام
حكم استقبال حِجر اسماعيل في الصلاة
اختلف أهل العلم من الفقهاء في حكم جواز استقبال الحجر في الصلاة، وذهبوا في ذلك إلى قولَين بيانهما آتيًا:
- الحنفية والمالكية والشافعية: قالوا بعدم صحة استقبال الحِجر للصلاة فرضاً كانت أم نافلة، لعدم الحكم بيقينٍ كونه من البيت، والتوجه إلى البيت واجبٌ بنصٍ ثابتٍ في كتاب الله، قال -تعالى-: (وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ)، ولا يُعدل عن النص الثابت بالكتاب إلى خبرٍ لم يثبت.
- الحنابلة: قالوا بجواز استقبال الحِجر في صلاة النافلة والفرض، بشرط أن يكون المصلّي خارج الحِجر في صلاة الفرض، ودليل ذلك ما ورد عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنّها قالت: (كنتُ أُحِبُّ أن أدخلَ البيتَ فأُصلِّيَ فيه، فأخذ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيدي فأدخلني الحِجرَ، وقال: صلِّ في الحِجرِ إن أردتَ دخولَ البيتِ، فإنَّما هو قطعةٌ من البيتِ ولكنَّ قومَك استقصروه حين بنَوُا الكعبةَ، فأخرجوه من البيت).
حكم الطواف داخل حِجر إسماعيل
ذهب علماء المذاهب الأربعة من الحنفية والمالكية والحنابلة والشافعية إلى القول بعدم جواز الطواف من داخل الحِجر، إذ إنّ من شروط صحة الطواف أن يكون من خارجه؛ ومن قال بأنّ الحِجر جزءٌ من البيت ذهب إلى عدم صحة الطواف من داخله، وأنّ من طاف من داخله لم يطف بجميع البيت كما هو المأمور به في قوله -تعالى-: (وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ).