رواد المدرسة الواقعية
رواد المدرسة الواقعية عند الغرب
اعتمدت المدرسة الواقعية في مختلف العلوم والفنون بشكل أساسي على المنطق الموضوعي، وتصور الحياة الواقعية كما هي تمامًا، دون أيّة زيادة أو نقصان، وصمم رواد المدرسة الواقعية على معالجة الواقع؛ لأنّهم أدركوا ضرورة تلك الحتمية، حتى يتمكنوا من نقل الواقع كما هو، ويتقبله الجمهور، وكان للمدرسة الواقعية عند الغرب العديد من الرواد البارزين، منهم ما يأتي:
أونوريه دي بلزاك
هو أديب فرنسي برز في التاسع عشر، حاول من خلال كتاباته التعبير عن المجتمع الفرنسي، وطرح العديد من الموضوعات، مثل: العادات والتقاليد، والعلاقات الاجتماعية المعقدة، ومن أعماله التي نالت شهرةً واسعةً: طبيب الريف، والأوهام الضائعة، والتحفة المجهولة.
جوستاف كوربيه
هو فنان فرنسي، وزعيم المدرسة الواقعية الجديدة في القرن التاسع عشر، بدأ مسيرته الفنية من خلال تصوير حياة الطبقة الأرستقراطية ، وشعر بأنّ النهج الرومانسي عبارة عن هروب من الواقع إلى الخيال، لذا قرر اللجوء إلى الواقعية، ومن أشهر أعماله: الدفن في أونان.
جان فرانسلو ميليه
هو فنان فرنسي، على تصوير الطبقة العاملة في أغلب لوحاته، إذ كان يُقيم في الريف الفرنسي، وعُرف عن لوحاته الواقعية البحتة، ومن أبرز إنجازاته: تأسيس مدرسة باربيزون، وتتميز لوحاته بطابع حسي يُحاول فيها نقل الواقع.
رواد المدرسة الواقعية عند العرب
من أبرز رواد المدرسة الواقعية عند العرب ما يأتي:
مصطفى لطفي المنفلوطي
هو مفكر وأديب، وأحد رواد النهضة العربية الحديثة، حاول من خلال أعماله الأدبية تسليط الضوء على قضايا المجتمع ومعالجتها، وتميز بأسلوبه السهل والعذب وعدوته إلى الفضيلة والرحمة، ومن أعماله الشهيرة: النظرات والعبرات .
طه حسين
هو ناقد وأديب مصري، تجلت الواقعية في مؤلفاته من خلال رفضه لمظاهر الفقر والمطالبة بالحقوق الأساسية والعدالة الاجتماعية، وذلك في كتابه: المعذبون في الأرض ، فاعتبر هذا العمل تعبيرًا عن الواقعية الحقيقية في الأدب العربي.
توفيق الحكيم
هو أديب مصري، قدم تصويرًا دقيقًا عن الواقع المصري وحاله، خاصةً حياة الفلاحين في الريف، وتُرجمت أعماله إلى عدة لغات، ومن أبرز مؤلفاته: يوميات نائب في الأرياف.
محمود درويش
هو شاعر فلسطيني، ظهرت الواقعية في أدبه من خلال التعبير عن واقع ومعاناة الشعب الفلسطيني، فقد قدم صورًا شعريةً، ووظف الألفاظ في سبيل الدفاع عن قضيته ووطنه وشعبه، بالإضافة إلى الدفاع عن هُويته وحقه في الحياة، إذ قال في إحدى قصائده:
:عَلَى هَذِهِ الأرْض ما يَسْتَحِقُّ الحَيَاةْ: نِهَايَةُ أَيلُولَ، سَيِّدَةٌ تترُكُ
:الأَرْبَعِينَ بِكَامِلِ مشْمِشِهَا، ساعَةُ الشَّمْسِ فِي السَّجْنِ، غَيْمٌ يُقَلِّدُ سِرْبًا مِنَ
:الكَائِنَاتِ، هُتَافَاتُ شَعْبٍ لِمَنْ يَصْعَدُونَ إلى حَتْفِهِمْ بَاسِمينَ، وَخَوْفُ
:الطُّغَاةِ مِنَ الأُغْنِيَاتْ
:عَلَى هَذِهِ الأرْضِ مَا يَسْتَحِقُّ الحَيَاةْ: عَلَى هَذِهِ الأرضِ سَيَّدَةُ
:الأُرْضِ، أُمُّ البِدَايَاتِ أُمَّ النِّهَايَاتِ. كَانَتْ تُسَمَّى فِلِسْطِين. صَارَتْ تُسَمَّى
:فلسْطِين. سَيِّدَتي: أَستحِقُّ، لأنَّكِ سيِّدَتِي، أَسْتَحِقُّ الحَيَاةْ