ذكرى الإسراء والمعراج
تاريخ الإسراء والمعراج
تنوعت أقوال علماء الدِّين والرُّواة والمؤرّخين في تحديد السَّنة التي وقعت فيها حادثة الإسراء والمِعراج؛ وبيان أقوالهم على النحو الآتي:
- القول الأول إنّها كانت في نفس سنة البِعثة.
- القوال الثاني إنّها كانت قبل الهجرة بسنة وخمس أشهر.
- القول الثالث في السَّابع عشر من شهر رمضان وقبل الهجرة بثمانية عشر شهراً.
- القول الرابع إنّها كانت في السَّابع عشر من ربيعٍ الأول سنة ثلاث عشرة للنُّبوة.
- القول الخامس إنها كانت قبل الهجرة بسنة، وبالتحديد في ليلة السابع والعشرين من شهر ربيع الأول.
- القول السادس إنها كانت في السَّابع والعشرين من شهر رجبٍ في السَّنة العاشرة للنُّبوة، وهو القول المعتمد لدى المسلمين في معظم الدُّول الإسلاميّة في عصرنا، وعادةً ما يكون يوم عُطلةٍ رسميّةٍ في غالبيّة الدُّول الإسلاميّة ويُعرف بذكرى الإسراء والمعراج.
تعريف الإسراء والمعراج
الإسراء والمعراج معجزتا الرَّسول محمد -صلى الله عليه وسلم- المقترنتين بعضهما البعض ضِمن مجموعةٍ كبيرةٍ من معجزاته؛ ولتأكيد عظمة هذه المعجزة سُمّيت إحدى سُور القرآن الكريم بسُورة الإسراء.
قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)؛ فالإسراء في اللُّغة من الفعل سَرَى أي سار في اللَّيل، أمّا شرعًا؛ هو توجه النّبي صلى الله عليه وسلم من مكّة المُكرّمة إلى بيت المقدس في فلسطين ليلًا.
والمعراج في اللُّغة من الفعل عَرَجَ أي ارتقى إلى الأعلى وارتفع، وفي الشَّرع هي الرِّحلة التي قام بها النّبي -صلى الله عليه وسلم من الأرض ببيت المقدس إلى السَّماوات العلا، وفي كلتا الرِّحلتيّن كان انتقال الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- انتقالًا فعليًّا بجسده وروحه.
قصة الإسراء والمعراج
تضمنت قصة الإسراء والمعراج أحداثاً عدة بشكل متتابع، نذكرها على النحو الآتي:
الإسراء إلى المسجد الأقصى
كان النّبي -صلى الله عليه وسلم- جالسًا في المسجد الحرام؛ فجاءه جبريلٌ -عليه السَّلام- على دابةٍ تُسمى البُراق، فركب النّبي -صلى الله عليه وسلم- معه حتى أتيا إلى بيت المقدس ودخل المسجد وصلّى ركعتيّن كان فيهما إمامًا لكافّة الأنبياء -عليهم السَّلام-، ثُمّ جاء جبريلٌ للنّبي -صلى الله عليه وسلم- بإنائين أحدهما يحوي اللَّبن والآخر يحوي الخمر؛ فاختار النبي -عليه الصلاة السَّلام- إناء اللَّبن.
العروج إلى السموات السبع
وبعد ذلك ومن بيت المقدس عَرج جبريل بالنّبي -صلى الله عليه وسلم- إلى السَّماوات السَّبع بالتَّدريج، وفي السَّماء الدُّنيا رأى آدم عليه السَّلام، وفي الثَّانية رأى يحيى بن زكريا، وعيسى بن مريم عليهما السَّلام.
ورأى في السماء الثَّالثة يوسف عليه السَّلام، ورأى إدريس -عليه السَّلام- في السَّماء الرَّابعة، وهارون بن عمران في الخامسة، وفي السَّادسة موسى -عليه السَّلام-، وفي السَّابعة رأى إبراهيم -عليه السَّلام-، وقد كان النَّبي -صلى الله عليه وسلم- يُلقي عليهم التَّحية؛ فيردّون عليه التَّحية ويرحبون به ويشهدون له بالنُّبوة والرِّسالة.
فرض الصلوات الخمس
فرض الله -سبحانه وتعالى- الصلوات الخمس في حادثة الإسراء والمعراج وذلك من الأمور الهامة التي تدل على عظم شأن الصلاة، وقد كانت الصلاة قبل حادثة الإسراء ركعتيّن؛ اثنتين صباحًا ومثلهما مساءً، أما بعد حادثة الإسراء والمعراج أصبحت الصَّلاة المفروضة خمس صلواتٍ في اليوم واللَّيلة.
الرجوع إلى مكة
بعد انتهاء رحلته عاد الرَّسول- صلى الله عليه وسلم- في نفس اللَّيلة إلى مكّة المكرمة، وفي الصَّباح أخبر القوم برحلته وبالّذي شاهده فيها؛ فكذّبوه وسخروا منه ومن قوله وذهبوا إلى أبي بكر الصِّديق -رضي الله- عنه ليخبروه الخبر فقال: "إنْ كان قال ذلك فقد صَدَق"، لذلك سُميّ بالصِدّيق لتصديقه الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- بحادثة الإسراء والمِعراج في حين كذّبه الآخرون.