دورة حياة الأسد
دورة حياة الأسد
عندما يتعلق الأمر بالحيوانات البريّة ، فإنَّ الأسد هو صاحب الشّعبية الأكبر بين هذه الحيوانات، فالكثير من النّاس تجذبهم تفاصيل حياته، وشكله، والمخاطر التي يعيشها، فعلى الرغم من أنَّ حياته ليست معقدة كثيرًا، لكنّها مختلفةٌ عن غيره من الحيوانات، وتشمل دورة حياة الأسود مرحلة التّزاوج، وإنجاب الأشبال وتربيتها، وتحالفاتها مع الأسود الأخرى، حيث تبدو تفاصيل حياتهم مشوقة للغاية، ومحط إعجاب الكثيرين، وفيما يلي دورة حياته:
التكاثر
تتكاثر الأسود في البرية كل عامين، على خلاف الأسود التي تعيش في الأسر، فهي تتزاوج كل عام، وتبلغ الأشبال سن النضوج الجنسي في عمر الثالثة تقريباً، حيث تغادر جميع الأسود الذكور المجموعة، بينما تبقى بعض الإناث مع المجموعة، وتلحق بعض الإناث بمجموعاتٍ أخرى، ويتراوح متوسط عمر الأسد في البرية بين 8 إلى 10 سنوات، بينما الأسود التي تعيش في الأسر قد يصل عمرها إلى 25 سنة.
التزاوج
تكون عادةً الدّورات الإنجابية عند الإناث (اللبؤات) غير منتظمة، وتستمر فترات الخصوبة لثلاثة أو 4 أيامٍ فقط، حيث تتزاوج اللبؤة مع واحد من ذكور المجموعة كل 20 دقيقة، ويعتقد الباحثون أنَّ هذا التّردد العالي في مرات التّزاوج يحفز الإباضة، ويضمن المحافظة على حياة الأسد القادم ونسبه، وبعد فترة حملٍ كاملة تدوم 108 أيام تضع اللبؤة ما بين 2 إلى 4 أشبال، ويصل الحدُّ الأقصى لعدد الأشبال في الحمل الواحد إلى 6 غير أنّه أمر نادر.
حياة الأشبال
تولد أشبال الأسود عمياء تماماً، وتفتح أعينها خلال الأسابيع الثلاثة الأولى، ولا تتمكن من الرؤية بوضوح إلّا بعد شهرٍ من ولادتها، لذلك فهي بحاجة إلى الكثير من الرعاية والاهتمام، وتبقى الأشبال تحت رعاية والدتها لفترةٍ تقارب العامين، ولكنَّ هذه الرعاية لا تكون شديدة الالتصاق، فتترك اللبؤات أشبالها وحيدةً أحياناً لفترة تصل إلى يومٍ كامل، الأمر الذي يشجعها على الاعتماد على نفسها، لكنّه يعرضها للخطر ويجعل معدل الوفيات عالياً تحت سن سنتين.
حياة البالغين
عندما تصل تلك الأسود الصغيرة لسن البلوغ، ويكون ذلك في عمر 3 إلى 4 سنوات، تختار بعض الإناث البقاء مع المجموعة بينما تغادر الأخريات، فإمّا أن تنضم اللبؤة لمجموعة أخرى جديدة، أو تختار البقاء منفردةً، بينما تغادر جميع الذكور المجموعة عند وصولها لسن البلوغ، ويتجه العديد من هؤلاء الذكور للعيش منفرداً، في حين يختار البعض تكريس كلِّ قوته للاستيلاء على قيادة المجموعة.
تبدأ تشكيل التحالفات بين الذكور الكبيرة، وذلك للوصول إلى السيطرة على المجموعة وقيادتها، وتبدأ الصراعات بين هذه التحالفات، وإذا ما استطاع أحدها السيطرة على المجموعة، فإنّه أول ما يعمد إليه هو قتل الأشبال الصغيرة، وذلك ليسهل الطريق أمامهم للتّزاوج مع الإناث، وعادةً ما يكون عمر الأسود في البرية أقصر من عمرها في الأسر، وذلك نظراً للمخاطر التي تتعرض لها من الهجمات عليها من قبل البشر، والأسود الأخرى، و الحيوانات المفترسة .