دور إدارة الموارد البشرية في تحسين أداء الموظفين
دور إدارة الموارد البشرية في تحسين أداء الموظفين
توسع دور قسم الموارد البشرية في السنوات القليلة الماضية ليتجاوز مجرد تطبيق السياسات والإجراءات، والتوظيف، وإدارة الأفراد، حيث وجد قادة الموارد البشرية الآن أنه يجب عليهم ضمان علامة تجارية إيجابية لصاحب العمل، وإنشاء مبادرات تزيد من مشاركة الموظفين وإنتاجيتهم، وإقامة علاقات بين الشركة والموظفين بعد فترة عملهم في المؤسسة، نظرًا لأن الموارد البشرية لديها الكثير لتفعله، فإن تحسين مشاركة الموظفين الحاليين وإنتاجيتهم لا يُعطى دائمًا أولوية قصوى.
كما أنه لا يمكن تقييم الإنتاجية التنظيمية من خلال عدد الموظفين الذين يعملون لدى المؤسسة لفترة طويلة، بل يتعلق الأمر أكثر بمشاركة الموظف ومستوى الرضا، فمن المهم بشكل كبير فهم كيفية تفاعل الموظفين في المواقف المختلفة ونهجهم تجاه المهام المختلفة، عندها فقط سيكون المسؤول قادرًا على تعزيز أدائهم ومعنوياتهم،وقد تستطيع إدارة الموارد البشرية تحسين إنتاجية الموظف ورفع أدائه من خلال مجموعة من الطرق، أهمها ما يلي:
دعم العمل المرن
عندما يعلم الموظفون أن صاحب العمل منفتح على العمل المرن ، فإنه أمر رائع يساهم برفع معنويات الموظفين ومشاركتهم، وهي علامة على أن المؤسسة تدرك أن الموظفين يعيشون حياة خارج العمل، وأن صاحب العمل يثق بهم لإدارة وقتهم وأعباء العمل بشكل مناسب، وبالإضافة إلى تقليل الوقت المستغرق في التنقل والتكاليف المالية والبيئية، فإن القدرة على العمل من المنزل ، تمنح الموظفين أيضًا الفرصة للقيام بالعمل الذي قد يكافحون لإكماله في بيئة مكتبية مزدحمة.
التأكد من راحة الموظفين في مكان العمل
الراحة في مكان العمل أمر مهم للحفاظ على مستويات الإنتاجية والتركيز، حيث إن التململ المستمر، والنهوض والتحرك للهروب من مقعد غير مريح، والاضطرار إلى تعديل الكرسي بشكل متكرر، كل هذا سوف يستغرق وقتًا ثمينًا.
فيجب أن يتأكد قسم الموارد البشرية أيضًا من أن الموظفين يعرفون كيفية إعداد بيئة مكتبهم لتحقيق أقصى قدر من الإنتاجية والسلامة، حيث يمكن غالبًا أن يُعزى آلام الظهر والصداع إلى بيئة العمل المكتبية السيئة، أيضًا يعد الاستثمار في التقييمات المكتبية عبر الإنترنت ودورات التعلم الإلكتروني طريقة جيدة للتأكد من أن الموظفين على دراية بالاعتبارات الصحية عند العمل مع أجهزة الكمبيوتر وأنهم قاموا بإعداد مكاتبهم بشكل مناسب.
يمكن أن تتأثر الراحة أيضًا بكمية الفوضى غير الضرورية الموجودة على المكتب، فقد وجدت دراسة أن المكاتب غير المرتبة مرتبطة بانخفاض الإنتاجية بنسبة 77% وانخفاض بنسبة 53% في الحافز بين العمال البريطانيين، ولذلك فإن تشجيع الموظفين على الحفاظ على مكاتبهم مرتبة يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في مستويات إنتاجيتهم.
تحديث أدوات العمل والتكنولوجيا
إذا تمكن صاحب العمل من جذب أفضل المواهب والحفاظ على طاقم من الموظفين المتميزين، فإن الأدوات والتقنيات التي عفا عليها الزمن يمكن أن تعيق الإنتاجية بشدة وتسبب الإحباط بين أفضل الموظفين، ونظرًا لأن التكنولوجيا تنمو بشكل ملحوظ كل عام، فمن المهم تحديث الأدوات اللازمة باستمرار للحفاظ على سير العمليات التجارية بسلاسة.
وحتى عند القدرة على جذب المواهب من الموظفين، فإن امتلاك أدوات دون المستوى سيجعل من الصعب الاحتفاظ بهؤلاء الموظفين وجذب أفضل المرشحين في المستقبل، وبالإضافة إلى إبطاء إنتاجية الموظفين، فإن البرامج والأجهزة القديمة أكثر عرضة للفيروسات والمتسللين، مما يؤدي إلى تكاليف باهظة للعلاج.
التقدير المستمر
يجب تقدير الموظفين بشكل مستمر، فقد تكفي "شكرًا لك" أو "أحسنت" لتعزيز أداء الموظف، إذ إنه ليس هناك شك في أن التقدير المنتظم والتعليقات البناءة تشجع الموظفين على القيام بعمل أفضل، كما أنه لا يوجد شيء أفضل من وجود خيار في نظام الموارد بشرية لتقدير جهود أحد أعضاء الفريق.
دعم الإبداع والابتكار
في حين أنه من المهم وضع الإرشادات والأهداف والتوقعات للموظفين، من المهم أيضًا توفير مساحة للمرونة و الابتكار والإبداع، إذ يعد الحد من الإبداع والابتكار لصالح القيام بالأشياء بالطريقة التي تم القيام بها دائمًا، هو طريقة لقتل الإنتاجية ومشاركة الموظفين، وعندما يُسمح للموظفين بأن يكونوا مبدعين في وظائفهم، فإنهم يكونون قادرين على إنتاج المزيد وربما تعزيز المبيعات أو تقليل التكاليف، يتم ذلك من خلال التدريب والحوافز المناسبة التي تعزز الإبداع وتشجع الابتكار.