خير الدين الزركلي
خير الدين الزركلي
في العصر العربي الحديث ظهر أعلام كثر من علمائنا المتقدمون في عدد كبير من العلوم، فظهر منهم الشعراء والأدباء والكتاب والمؤرخون الذين أسّسوا نظرةً جديدة للعلم والعلوم في فترات الاستعمار التي اجتاحت وطننا العربي، فظهر من يدافع عن ذلك ويتصدّى له باللسان والقلم، وكان من هؤلاء الأعلام خير الدين الزِرِكلي وهو كاتب ومؤرّخ وشاعر وقومي سوري.
كان الزركلي من أشهر الشعراء المناهضين للاستعمار الفرنسي، حيث حكم عليه الاستعمار الفرنسي بالإعدام عدد من المرات، وأفلت من الإعدام أكثر من مرة من الاستعمار الفرنسي الذي كان مسيطرًا ومهيمنًا على سوريا في ذلك الوقت، ويعد الزركلي من الشعراء النابغين بدرجة كبيرة في اللغة العربية وفن الشعر حيث قال: نذروا دمي حنقًا عليّ وفَاتَهم، أنّ الشقي بما لقيت سعيد الله شاء لي الحياة وحاولوا، ما لم يشأ ولحكمه التأييد، وكان الزركلي كذلك كاتبًا وأديبًا رائعًا بكل المجالات، وتوفيّ رحمه الله في تاريخ الخامس والعشرون من نوفمبر لعام 1976م.
نشأة خير الدين الزركلي
ولد خير الدين في عام 1893م في مدينة بيروت من أرض لبنان، وهو من أصل كردي، تنقّل بين دمشق، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، والرياض، وعمان، وبيروت، ونشأ في دمشق، وتعلّم في صباه وصغره، وتعلم العلوم الأدبية ودرس القسم العلمي في ثانوية المدرسة الأهلية بدمشق.
إنجازات الزركلي
من نشاطات الزركلي المشهورة عنه أنّه أصدر جريدة أسماها لسان العرب بعد الحرب العالمية الأولى وسقوط الدولة العثمانية، وتمّ إقفالها بعد ذلك، وبعد ذلك أصدر جريدة المفيد اليومية وكتب فيها عدد كبير من المقالات الأدبية والاجتماعية والسياسية، وتمّ إقفالها أيضًا بعد الحكم عليه بالإعدام من قبل الاستعمار الفرنسي، ولكنّه كان قد خرج من دمشق إلى فلسطين في ذلك الوقت.
أنشأ المطبعة العربية في مصر، حيث طبع فيها بعض كتبه وكتبٍ أخرى، وكان حكم الإعدام قد أزيل عنه بعد إعطائه الجنسية العربية من قبل الملك حسين لمساعدة ابنه عبد الله في إنشاء الحكومة الأولى في عمّان، وفي ذات الوقت تساعد هو وزملاءه معًا في إصدار جريدة الحياة اليومية في القدس، ولكنّ الحكومة الإنجليزية عطلتها، وذهب لإنشاء جريدة في يافا فورًا، وعيّن عضوًا في مجمع اللغة العربية في مصر في نفس العام الذي أصدر فيه تلك الجريدة اليومية في يافا.
كتاب الأعلام للزركلي
يعتبر خير الدين الزركلي من أهم شخصيات عصرنا الحديث، فقد أصدر مؤلفاتٍ عظيمةٍ جدًا من فائدتها الكبيرة التي جاوزت في دقتها دقة الكتب التي سبقتها في نفس المجال، ومثال ذلك كتابه المشهور، وهو كتاب الأعلام المتخصص في تصنيف رجال العصر الأول والعصر الحديث، فقد صنّفهم بتصنيف دقيق عالي المستوى، بتصنيفهم من خلال تاريخهم، ووضع أسمائهم في ترتيب دقيق، حيث جمع بين القديم والحديث في كتاب واحد وتصنيف واحدٍ بشكل دقيق يعجب به الكثير من الكتاب والباحثين في تصنيفات الأعلام الذين ذكروا في العصرين القديم والحديث.