أسباب ارتفاع هرمون Fsh وعلاجه
أسباب ارتفاع هرمون FSH عند النساء
يعدّ انقطاع الطمث ، أو ما يُعرف بسن اليأس (بالإنجليزية: Menopause) السبب الأكثر شيوعًا لارتفاع مستوى الهرمون المنشط للجُريب (بالإنجليزية: Follicular Stimulating Hormone) أو الهرمون المنشط للحويصلة واختصارًا FSH، ويأتي هذا الارتفاع نتيجةً لانخفاض كمية هرمون الإنهيبين (ب) (بالإنجليزية: Inhibin B) المسؤول عن الحفاظ على مستويات الهرمون المنشط للجُريب منخفضة، وينخفض الإنهيبين نتيجة انخفاض عدد الجُريبات المتبقية داخل المبيض، فما يكون من الجسم إلّا أن يُحفزّ الغدة النخامية لإنتاج المزيد من الهرمون المنشط للجُريب بهدف إنضاج الجُريبات المتبقية، وفي حالة السيدات اللاتي لم يبلغن الخامسة والثلاثين من العمر، فإنّ ارتفاع الهرمون المنشط للجُريب لا يعدّ أمرًا طبيعيًا، وقد يشير إلى وجود مشكلة صحّية أخرى، مثل انقطاع الطمث المبكّر (بالإنجليزية: Premature Menopause)، أو انخفاض مخزون المبيض (بالإنجليزية: Declining Ovarian Reserve).
ومن الجدير ذكرهُ أنّه ارتفاع مستويات الهرمون المنشط للجُريب تدلّ غالبًا على وجود خللٍ في الأعضاء التناسلية، فعند فشل المبيض أو الخصية وتراجع قدرتها على إنتاج المستوى المطلوب من هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen)، أو هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone)، أو هرمون الإنهيبين، فإنّ التغذية الراجعة للغدة النخامية المحفزة لإنتاج الهرمون المنشط للجُريب ستكون غير صحيحة، وبالتالي سترتفع مستويات الهرمون المنشط للجُريب، والهرمون المنشط للجسم الأصفر (بالإنجليزية: Luteinising Hormone).
انقطاع الطمث المبكر
قصور المبيض (بالإنجليزية: Ovarian Deficiency)، أو قصور المبايض المُبكّر (بالإنجليزية: Premature Ovarian Failure)، أو انقطاع الطمث المبكر، جميعها مصطلحات تُستخدم للتعبير عن غياب الدورة الشهرية، وتوقف المبايض عن إنتاج الهرمونات في مرحلة عمرية أصغر من المعتاد (سن اليأس) لدى معظم السيدات، وقد حدث الطمث المبكر بين عمر 40-45 سنة، أو حتى قبل بلوغ الأربعين سنة من العمر، ولانقطاع الطمث المبكر أسباب متعددة، على الرغم من أنّه قد يحدث دون سبب يُذكر، ومن أبرز أسباب انقطاع الطمث المبكر ما يأتي:
- الخضوع لبعض العمليات الجراحية مثل جراحة استئصال المبايض.
- التعرض لبعض أنواع العلاجات، مثل العلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy)، والعلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiotherapy) المستخدَمَ في منطقة الحوض.
- الإصابة ببعض الحالات الصحية، مثل أمراض المناعة الذاتية (بالإنجليزية: Autoimmune Diseases)، والتي تشمل بعض أمراض الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid Gland Diseases)، والتهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid Arthritis).
وعند الحديث بشكل مفصّل عن سبب ارتفاع الهرمون المنشط للجُريب لدى السيدات اللاتي يعانين من قصور المبايض المبكر، ولفهم ما يحدث بشكل أفضل لا بُدّ من توضيح أنّ هرمون الإستروجين يكون في أدنى مستوياته عند بدء الدورة الشهرية، وإنّ منطقة تحت المهاد تستشعر المستويات المنخفضة من هذا الهرمون، علمًا بأنّ منطقة تحت المهاد هي المسؤولة عن توازن الهرمونات في الجسم، وبالتالي وعند استشعار منطقة تحت المهاد انخفاض مستوى الإستروجين فإنّها تُرسل إشارة للغدة النخامية لتُفرز الهرمون المنشط للجريب، وهذا الهرمون يُحفّز عددًا من جُريبات المبيض لتنضج فتصبح بويضات ناضجة، والواقع أنه ينجح في كل مرة جريب واحد فقط ليصبح بويضة ناضجة، وإنّ الجُريب الناضج يُفرز بدوره هرمون الإستروجين، وعند ارتفاع مستوى هرمون الإستروجين تستشعر منطقة تحت المهاد ذلك؛ فتثبط تحفيز إنتاج الهرمون المنشط للحوصلة، وبهذا يُنظم مستوى هذا الهرمون في الجسم، وعليه يمكن القول إنّ حدوث خلل في إنضاج الجُريبات وإطلاق البويضات نتيجة قلّة عدد الجُريبات، أو وجود خلل وظيفي في المبيض؛ فإنّ ذلك يعني عدم وجود حويصلةٍ ناضجة قادرة على إفراز هرمون الإستروجين الذي يشكّل التغذية الراجعة لتحت المهاد والتي تقتضي وقف إنتاج الهرمون المنشط للجُريب، وبالتالي لا يتثبط إنتاج الهرمون المنشط للجريب ويظل مرتفعًا في الدم.
انخفاض مخزون المبيض
يُستخدم مصطلح انخفاض مخزون المبيض (بالإنجليزية: Diminished Ovarian Reserve) للتعبير عن حالة من انخفاض كمية وجودة البويضات الموجودة في المبيض، وقد تتسبب هذه الحالة بالعقم ، والجدير بالذكر أنّ انخفاض مخزون المبيض مرتبط بالتقدم في العمر وانقطاع الطمث، مع استحضار اختلاف معدل أو سرعة الانخفاض من سيدة لأخرى، ويُشار إلى أنّ انخفاض مخزون المبيض قد يحدث نتيجة عوامل أخرى غير بلوغ سنّ اليأس سالف الذكر، مثل: الاختلالات الجينية، أو استخدام بعض أنواع العلاجات، أو التعرّض للإصابة، وغالبًا ما يتمّ تشخيص انخفاض مخزون المبيض عن طريق إجراء فحص الهرمونات، والتصوير بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound)، وعلى الرغم من عدم وجود علاج يوقف تناقص مخزون المبيض، إلّا أنّه يمكن للسيدات الراغبات في الإنجاب اللجوء إلى تقنيات مساعدة الإنجاب المتعددة للتغلب على المشاكل المتعلقة بقلّة عدد البويضات، أو تراجع جودتها، ولتقريب فكرة انخفاض مخزون المبيض للأذهان أكثر يمكن التذكير بأنّ السيدات اللاتي يحاولن الإنجاب بعد بلوغهنّ الأربعين من العمر غالبًا ما يواجهن مشكلة في الإنجاب، وذلك يُعزى إلى انخفاض مخزون المبيض نتيجة التقدم في العمر، ومع هذا فإنّه لا يمكن حصر حالات انخفاض مخزون المبيض ببلوغ سن الأربعين، فقد تحدث لدى من هنّ أصغر سنًّا للأسباب التي سبق بيانها.
أسباب أخرى
إضافةً إلى ما سبق ذكره من أسباب شائعة مرتبطة بارتفاع مستويات الهرمون المنشط للجُريب، تتضمن الأسباب الأخرى المؤدية لارتفاع مستوى الهرمون المنشط للجُريب لدى السيدات ما يأتي:
- متلازمة تكيس المبايض (بالإنجليزية: Polycystic Ovaries Syndrome)، والتي تعدّ أحد أنواع المتلازمات التي تُصيب السيدات في عمر الإنجاب وتزيد فرصة المعاناة من مشاكل الإنجاب، وتتمثل بنمو أكياس مملوءة بالسوائل على المبايض، وتحدث نتيجة الاضطرابات الهرمونية، بحيث يتمّ إنتاج كمية من الهرمونات الذكرية من المبيض أو الغدة الكظرية (بالإنجليزية: Adrenal Gland) أكثر من المعتاد، وتشمل أعراض متلازمة تكيس المبايض ما يأتي:
- اضطراب الدورة الشهريّة وعدم انتظامها.
- آلام الحوض.
- ورم المبيض (بالإنجليزية: Ovarian Tumor).
- متلازمة تيرنر (بالإنجليزية: Turner Syndrome)، وهي أحد الاضطرابات الوراثية الجينية، ويظهر هذا التأثير على هيئة خلل كروموسومي في الكروموسوم X؛ بحيث يكون الكروموسوم مفقودًا أو غير مكتمل، وتتميّز الفتيات المصابات بمتلازمة تيرنر بكونهن قصيرات ويعانين من وجود مبايض لا تعمل بالشكل الصحيح المطلوب، وعلى الرغم من ارتباط المتلازمة بالعقم لدى أغلب الفتيات، إلّا أنّ تقنيات المساعدة على الإنجاب قد تحلّ هذه المشكلة.
- ورم الغدة النخامية (بالإنجليزية: Pituitary Tumor) في حالات نادرة جدًا.
أسباب ارتفاع هرمون FSH عند الرجال
كما ذكرنا سابقًا، فإنّ ارتفاع مستويات الهرمون المنشط للجُريب قد يظهر لدى الرجال أيضًا، ويحدث هذا الارتفاع نتيجة أسباب متعددة جميعها ترتبط بتراجع القدرة الوظيفية للخصيتين، ومن أبرزها ما يأتي:
- تلف الخصيتين نتيجة التعرّض للإشعاع، أو الصدمة، أو تعاطي الكحول، أو العلاج الكيميائي.
- تقدم العمر وبلوغ سن اليأس عند الرجال.
- الاضطرابات الهرمونية، والعلاج بالهرمونات.
- تناول بعض أنواع الأدوية من المسكنات والستيرويدات.
- الإصابة ببعض الحالات الصحية مثل فيروس عوز المناعة البشرية (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Disease) المُسبب لمرض الإيدز، أو مرض السكري (بالإنجليزية: Diabetes) من النوع الثاني، وفي حالات نادرة أورام الغدة النخامية.
- المشاكل الجينية، ومن أبرزها متلازمة كلاينفيلتر (بالإنجليزية: Klinefelter Syndrome) والتي تحدث نتيجة ولادة طفل ذكر يحمل ثلاثة كروموسومات؛ واحد من النوع Y واثنين من النوع X، بحيث تكون الصبغة الجينية XXY بدلًا من XY، وهذا يعني وجود كروموسوم إضافيٍّ من النوع X.
أسباب ارتفاع هرمون FSH عند الأطفال
تظلّ مستويات الهرمون المنشط للجُريب منخفضةً عند الأطفال حتى سنّ البلوغ ، والذي يمكن تقديره على أنّه الفترة العمرية الواقعة بين 10-14 سنة، وفي مرحلة البلوغ يبدأ الدماغ بتهيئة الجسم وإنضاجه جنسيًّا عن طريق إفراز الهرمون المطلِق لموجهة الغدد التناسلية (بالإنجليزية: (Gonadotropin- Releasing Hormone (GnRH)، والذي يحفز الغدة النخامية لإفراز الهرمونات المحفزة للبلوغ وهي الهرمون المنشط للجُريب والهرمون المنشط للجسم الأصفر، وبهذا يمكن تفسير ارتفاع الهرمون المنشط للجُريب لدى الأطفال بإنّه مرتبط بسنّ البلوغ، ويدلّ على اقتراب موعد البلوغ والنضوج الجنسي، ويؤدي كلّ من الهرمون المنشط للجُريب، والهرمون المنشط للجسم الأصفر عملًا للمساهمة في الوصول إلى مرحلة البلوغ لدى الذكور والإناث، وذلك كما يأتي:
- البلوغ لدى الذكور: يحفّز الهرمونان المذكوران الخصيتين على إنتاج هرمون التستوستيرون، والذي يبدأ بالقيام بوظيفته المتمثلة بإحداث التغيرات الجسدية المطلوبة للبلوغ لدى الذكور، وإنتاج الحيوانات المنوية.
- البلوغ لدى الإناث: حيث يُحفّز الهرمونان المذكوران المبايض على بدء إنتاج هرمون الإستروجين، والذي يؤدي دوره في إحداث التغيرات الجسدية المطلوبة لنضج جسم الفتاة وتهيئتها للدورة الشهرية.
علاج ارتفاع هرمون FSH
إنّ علاج ارتفاع الهرمون المنشط للجُريب يعتمد على المُسبب الرئيسي للمشكلة، فعلى سبيل المثال عندما يكون سبب ارتفاع مستوى الهرمون المنشط للجُريب ناتجًا عن انخفاض مخزون المبيض، يمكن اللجوء إلى إحدى التقنيات الحديثة التي من شأنها الحفاظ على الخصوبة ، وتسهيل الإنجاب في المستقبل، ومن أبرز هذه التقنيات ما يأتي:
- سحب البويضات من المبيض وتجميدها بهدف استخدامها لاحقًا، ويفضّل اتخاذ مثل هذا الإجراء في سنّ صغيرة من عمر السيدة بحيث يكون احتياطي المبيض أفضل.
- تحفيز الإباضة بشكل مبالغ فيه باستخدام حقن الهرمونات التي تحث المبايض على إنتاج عدد من البويضات، ومن ثم سحب هذه البويضات وتبريدها لحين استخدامها، أو تجميدها بهدف استخدامها لاحقًا في دورة جديدة من العلاج بأطفال الأنابيب (بالإنجليزية: (In-vitro Fertilization (IVF).