خفقان القلب بعد الاكل
خفقان القلب بعد الأكل
يمكن وصف خفقان القلب (بالإنجليزية: Palpitations) بأنّه شعور مزعج لضربات القلب؛ بحيث تكون إمّا سريعة جدًا، أو قوية جدًا، أو غير منتظمة، وقد يحدث الخفقان بعد الأكل نتيجة حدوث تغيرات في تدفق الدم، وبالتالي زيادة معدل ضربات القلب، بالإضافة لارتفاع ضغط الدم، كما يعمل القلب بجهد أكبر من المعتاد عند تناول الطعام بشكل مفرط، وذلك لحاجة الجهاز الهضمي للمزيد من الدم، وتجدر الإشارة إلى أنّ الشعور بخفقان القلب بعد الأكل قد يحدث بعد تناول أطعمة ومشروبات معينة، لذا من المهم متابعة النظام الغذائيّ وإجراء التعديلات عليه لتقليل فرصة الإحساس بهذا الشعور.
ما الذي يسبب خفقان القلب بعد الأكل؟
هناك العديد من الأسباب المؤدية إلى خفقان القلب بعد الأكل، نذكر منها ما يأتي:
طبيعة تناول الطعام
قد يكون خفقان القلب مرتبط بتجربة الأكل ذاتها وليس في نوعية الطعام، فمن الممكن أن يكون نتيجة الوقوف بعد تناول الوجبة جالسًا، أو بسبب عملية البلع، كما يمكن أن تسبب المشاعر والقلق والتوتر إلى خفقان القلب، خصوصًا في حال تزامنها مع وقت الوجبة.
النظام الغذائي
تؤثر نوعية الطعام في النظام الغذائي المتبع في فرصة حدوث خفقان القلب بعد الأكل، ومن الأمثلة على ذلك ما يأتي:
- تناول وجبات غنية بالكربوهيدرات، أو الدهون، أو السكريات.
- تناول الأطعمة الغنية بالجلوتاميت أحادية الصوديوم (بالإنجليزية: Monosodium glutamate)، أو النترات (بالإنجليزية: Nitrate).
- تناول الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من الصوديوم، كالأطعمة المعلبة إذ تحتوي على الصوديوم كمادة حافظة.
- تناول الأطعمة الدسمة أو الغنية بالتوابل، التي تؤدي إلى المعاناة من حرقة المعدة.
- تناول الأطعمة المحتوية على الثيوبرومين (بالإنجليزية: Theobromine)، وهو أحد المكونات الشائعة في الشوكلاتة.
- تناول الأطعمة التي تحتوي على مستويات عالية من الحمض الأميني تيرامين (بالإنجليزية: Tyramine) حيث تسبب ارتفاع في ضغط الدم، وبالتالي خفقان القلب، ومن هذه الأطعمة اللحوم المقددة، والمشروبات الكحولية، والفواكه المجففة، والأجبان المعتقة.
- عدم شرب كميات كافية من السوائل مما يؤدي إلى الإصابة بالجفاف، الذي بدوره يزيد خفقان القلب بعد الأكل سوءًا.
- اتباع نظام غذائيّ يحتوي على نسبة قليلة من البوتاسيوم.
الكافيين
تختلف الآراء في الوسط العلمي حول تأثير الكافيين في خفقان القلب، حيث يرى العديد من الباحثين أنّ الكافيين قد يسبب خفقان القلب، في حين أنّ هناك دراسات تشير إلى عدم وجود صلة بينهما، كالدراسة التي نشرتها مجلة جمعية القلب الأمريكية (بالإنجليزية: The Journal of the American Heart Association) عام 2016، ويُشار أنّ الكافيين يمكن أن يتواجد في العديد من المنتجات؛ كالقهوة، والشاي، والإسبريسو، والشوكلاتة، والمشروبات الغازية، وبعض مشروبات الطاقة.
سكر الدم
تجدر الإشارة إلى أنّ مستويات السكر في الدم لحظة تناول الفرد للطعام يمكن أن يكون لها دور في حدوث الخفقان، وإنّ ذلك قد يحدث في حالة انخفاض مستويات السكر في الدم الذي قد يكون ناجمًا عن عدم تناول الطعام لفترات طويلة، وما قد ينجم عنه من إفراط في استهلاك الطعام أو تناوله بوقت متأخر جدًا، نظرًا لأنّ عملية تحويل الطعام إلى طاقة يحتاجها الجسم هي عملية معقّدة.
الكحول
يختلف تأثير الكحول على خفقان القلب بين الأشخاص، وعلى الرغم أن سبب هذا التأثير غير معروف جيدًا، إلّا أنه يعد من الأسباب الشائعة لتسارع ضربات القلب وعدم انتظامها، حيث أشار العديد من الباحثين من جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو (بالإنجليزية: University of California San Francisco) إلى أنّ الكحول قد يسبب خفقان القلب لدى الأشخاص الذين يعانون من عدم انتظام في ضربات القلب، ويظهر هذا على وجه الخصوص عند الأشخاص الذين يعانون من الرجفان الأذيني (بالإنجليزية: Atrial fibrillation) التي توصف بانقباض الأذينين أو الجزء العلوي من القلب بصورة غير متناسقة مع البطينين أو الجزء السفلي من القلب.
الحساسية الغذائية
يعد خفقان القلب من الأعراض الشائعة لحساسية الطعام بغض النظر عن مسبب الحساسية، سواءً الحليب ومشتقاته، أو المكسرات، أو بعض الفواكه، أو المحار، ويُشار في سياق الحديث أنّ حساسية الطعام من المشاكل التي يعاني منها الكثير من الأشخاص.
الأدوية
قد تسبب بعض الأدوية المتناولة مع وجبات الطعام خفقان القلب، كبعض أدوية الأزمة أو الربو (بالإنجليزية: Asthma)، والحساسية، والبرد أو الرشح، والتي تحتوي على مادة فينيليفرين (بالإنجليزية: Phenylephrine) أو سودوإفدرين (بالإنجليزية: Pseudoephedrine) التي قد ترفع معدل ضربات القلب، كما قد يسبب أخذ مرضى السكري كمية زائدة من الإنسولين حدوث انخفاض شديد في مستوى السكر في الدم بعد الأكل، وبالتالي حدوث خفقان القلب.
المكملات الغذائية
قد يسبب تناول بعض المكملات الغذائية مع الوجبات حدوث خفقات القلب، ومن أمثلتها:
- البرتقال المر: (بالإنجليزية: Bitter orange) أو ما يُعرف بالنارنج أو برتقال اشبيلية، الذي يتناوله بعض الأشخاص لتخفيف من مشاكل حرقة المعدة، والمشاكل الجلدية، وفقدان الوزن.
- الجنسنغ: (بالإنجليزية: Ginseng) والذي يستخدم لزيادة الطاقة العقلية والبدنية.
- الإيفدرا: أو العلندة ( بالإنجليزية: Ephedra)، والذي يستخدم للصداع، ونزلات البرد، ولزيادة مستويات الطاقة.
- الناردين الطبي: (بالإنجليزية: Valerian) الذي يستخدم لعلاج اضطرابات النوم والقلق والاكتئاب.
- الزعرور: (بالإنجليزية: Hawthorn) والذي يستخدمه بعض الأشخاص لأمراض القلب كالذبحة الصدرية.
التدخين
إنّ تدخين السجائر قبل تناول الطعام أو بعده قد يؤدي إلى حالة خفقان القلب.
ماذا أفعل لخفقان القلب بعد الأكل؟
توجد العديد من الإجراءات التي يمكن اتخاذها للتعامل مع خفقان القلب بعد تشخيص الحالة وتحديد الأسباب المحتملة لحدوثها، ونذكر منها ما يأتي:
- استبعاد أي أطعمة أو مشروبات قد يكون لها دور في حدوث الخفقان بعد أن يوصي الطبيب بذلك.
- المحافظة على المستويات الصحية للسكر في الدم.
- الإكثار من شرب السوائل.
- الإقلاع عن التدخين.
- ممارسة بعض النشاطات التي تقلل من التوتر والقلق، مثل التأمل واليوجا.
- استشارة الطبيب حول التوقف عن تناول الأدوية التي قد تسبب زيادة خفقان القلب، كما يجب إخباره عن الأدوية المستخدمة دون وصفة طبية بما في ذلك المكملات الغذائية والأعشاب.
- الخضوع للعلاجات الطبية والدوائية التي قد يوصي بها الطبيب في حالات نادرة، مثل أدوية حاصرات بيتا، أو الاستئصال القلبي (بالإنجليزية: Heart ablation) وهو إجراء يتضمن استئصال أو تدمير بعض مناطق وأنسجة القلب التي تسبب إرسال إشارات كهربائية غير منتظمة وبالتالي خفقان القلب.
دواعي مراجعة الطبيب
قد يكون خفقان القلب مؤشرًا على وجود أمراض مهددة للحياة في بعض الحالات، لذا من المهم طلب الرعاية الطبية على الفور لتقييم الحالة وحاجتها للعلاج، خاصةً في حال ترافق خفقان القلب بأي من الأعراض الآتية:
- الشعور بألم أو ضغط في الصدر.
- الغثيان، وقد يكون مصحوبًا بالقيء.
- الشعور بدوار وخفة في الرأس.
- مشاكل في الجهاز التنفسي؛ مثل ضيق التنفس، وصعوبة التنفس، والصفير، والاختناق، والتعرق.
- ألم في الظهر أو الرقبة أو الفك أو المعدة.
- الإغماء، أو التغير في مستوى الوعي والإدراك، أو الخمول.