خصائص شعر أبو تمام
أهم خصائص شعر أبي تمام
تميّز شعر أبي تمام بالخصائص التاليّة:
- غموض المعاني وتعقيدها واختفاؤها: وتُعتبر هذه الخاصيّة من خصائص شعره الكبرى، حيث كان يهدف من ذلك أن يرد على كل ما يدّعيه المحافظين من أنَّ القدماء استنفدوا جميع المعاني الشعريّة، وأنَّ المحدثين أصبحوا عالة عليهم، وبالتالي أراد أن يُثبت شعره للمحافظين، حتّى أنَّ النقاد اعتبروه من أكثر الشعراء الذين اخترعوا المعاني، وابتدعوا الأفكار الجديدة، ويُذكر أنَّ شعر أبي تمام كان مُعقداً وغامضاً نوعاً ما، وذلك بسبب اعتماده الشديد على توظيف عقله في أشعاره، ويعود السبب في اختفاء معاني شعره أنَّه كان يوظف المعاني الأعجمية الغريبة، وتختفي المعاني السهلة في ظل المعاني الغريبة.
- التكلف والإسراف في استخدام البديع: يُعتبر أبو تمام من الشعراء المتكلفين والمتصنعين في أشعارهم، وخاصة في توظيف البديع؛ إذ كان مُسرفاً في توظيف الطباق، والجناس، والاستعارات، ووصل الأمر إلى أنْ بات كثير من شعره لا يُفهم الغرض منه إلّا بعد طول تأمل وتفكر في مدلولاته.
- الإكثار من الصور المجازيّة: لم يكتفِ أبو تمام من تكلف المحسنات اللفظيّة بل تعداها إلى التكلف في استخدام الصور المجازيّة، والصور البيانيّة من تشبيه، واستعارة، ومجاز بأنواعه المختلفة، وتجاوز البساطة المألوفة في الشعر العربيّ.
- المبالغة: تجاوز أبو تمام في أشعاره حدود الواقع، وذلك من خلال المبالغة في معانيه الشعريّة.
موضوعات شعر أبي تمام
يُذكر أنَّ أبا تمام تناول معظم المواضيع الشعريّة في أشعاره، وبرع في مختلف الموضوعات، ولكنَّه قصّر في مجال الهجاء، ولم يبرع في بابه، وقيل عنه نواحة ومدّاحة؛ وذلك لأنَّ الغالب على أشعاره الموضوعات المتعلقة بالمدح والرثاء، حيث يُشكلان أكثر من ثلثي ديوان أبي تمام الشعريّ، فقد حرص على منح مختلف طاقاته الشعريّة في باب المدح، وذلك بسبب اعتبار المدح الموضع الذي يُمتحن ويُجاز عليه الشاعر، ومن أشهر الأبيات الشعريّة في مجال المدح:
على مثلها من أربع وملاعب
أزيلت مصونات الدموع السواكب
إذا افتخرت يوماً تميم بقوسها
وازادت على ما وطـدت مـن مناقـب
فأنتم بذي قار أمالت سـيوفكم
عروش الذي استرهنوا قوس حاجب
التعريف بأبي تمام
أَبو تَمّام: هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، واحد من أمراء البيان، ولد في قرية جاسم، وهي إحدى قرى حوران السوريّة، ورحل إلى مصر، ثم أحضره المعتصم إلى بغداد، فأجازه وقدمه على جميع شعراء عصره، ثمَّ أقام في العراق ، وتولّى بريد الموصل، ومكث فيها سنتين من الزمان، وبعد ذلك توفي فيها، ويُذكر في صفات أبي تمام أنَّه كان أسمر اللون، وطويل القامة، وفصيحاً، وعذب الكلام، وسموحاً، وطيب الأخلاق، وحافظاً لأربع عشرة ألف أرجوزة من أراجيز العرب، ويتميّز بقوة شعره وجزالته، واختلفت الآراء في التفضيل بين شعره وشعر المتنبي والبحتري.